الاستاذ المهندس خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
قلنا انتهى عراق صدام حسين، واستبشرنا خيرا للعراق الجديد،الا ان الفرحة لم تدم عندما انصدمنا بعراق جديد دموي طائفي. وبالتالي على الساسة الشرفاء الوطنيين ان يحددوا اهدافهم الصحيحة، ثم يسيروا عليها حتى يدركوا انهم سائرون على الطريق الصحيح، وينبذون الاخطاء والعثرات التي مروا بها بالماضي، وان يبدوا من لا شيء فغير ممكن ان يصححوا مسارهم، لان الكارثة التي وقعت على جسد الوطن والشعب كانت كبيرة ومؤلمة، ولكن مع الاسف الشديد لا زالت الاخطاء القاتلة مستمرة في انتاج نفس الكوارث، المطلوب اليوم هو اعادة التقييم لكل مرحلة والتصحيح، وليس الاختباء وراء الاخطاء والدفاع عنها، فان المشهد السياسي في الوطن مفتوح على الكثير من التوقعات تنذر بازمات سياسية وامنية واقتصادية متعددة مستقبلا،لذلك لابد وان يكون هناك تعديلات في الاشكاليات والمضامين السياسية،والانتهاء من المحاصصات الحزبية المذهبية والطائفية هذا اولا. وثانيا: في غضم ما مر به الوطن والشعب منذ سنوات خلت، حان الوقت بان نقول بان الشعب العراقي، اصبح لا يمتلك اية كرامة بسبب هؤلاء الساسة الفاسدين، لان الشعب اصبح كالقطيع، وانا شخصيا احني راسي واعتذاري للقطيع لان القطيع في احيان يخالف الراعي، بل يسوق الراعي الى مرعى ومن واجب الراعي ان يسوق القطيع الى الماكل والمشرب، ولكن ساسة العراق يقودون هذا الشعب الى الفقر والجوع والتشريد هنا وهناك،اذا الشعب العراقي خارج نطاق الحياة الانسانية والكرامة.وثالثا: ومن كل هذا وذاك وبعد الانتهاء من كابوس الدولة الاسلامية داعش، اليوم نحن بحاجة الى دولة تتعاطى مع الشعب من منطلق المواطنة المتساوية، لا من منطلق المحاصصة المذهبية والطائفية والحزبية، دولة القانون والعدالة، وتضع اهتمامها الحقيقي للمعطيات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الحديثة، من اجل نهضة مجتمعنا، دولة يكون فيها الولاء المعتبر للمؤسسات وللمصالح العامة، بدلا من المصالح الانانية لساسة الانتهازيين، دولة تقدم وبناء وعدالة تجتهد وتبدع في مكافحة الفساد المتراكم.ورابعا: وهو الاهم ان موضوع المصالحة الوطنية والتي طال انتظارها، يجب ان تكون الاولوية على اجندة كل القوى السياسية العراقية، كونه استحقاق لا يقبل التاجيل واللف والدروان، اليوم الشعب يريد وطن موحدا وتعددية سياسية في ظل نظام سياسي انساني وليس ديمقراطي مزور الذي ادخل الوطن في فوضى هدامة.. وتقبل مروري ووجهة نظري مع فائق محبتي
هنري سركيس