المحرر موضوع: الوجه الدميم لظاهر الجهل وباطن الجاهل  (زيارة 520 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هيام الكناني

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الوجه الدميم لظاهر الجهل وباطن الجاهل !!

قيل ان لكل أمة جهالها ومتخلفوها ؛ وقيل ان أكبر وأهم أسباب تخلف الإنسان وضعفه هو عدم اهتمامه بالقراءة التي تعني في ما تعنيه فرصة الاطلاع على أفكار وتجارب الآخرين ؛ وان كان ماقد قيل بعضه صحيحاً الان انه لايعني ذلك ..
فالجهل لاينتهي بمجرد قدرة الإنسان على القراءة في كتب المعرفة بل ينتهي فقط وفقط اذا عرف حقاً وعمل وفقه سواء كان ذلك عن طريق القراءة أو عن طريق المعاينة..
والجهل موقف عقلي عام بالنسبة لضروريات الحياة العادية، موقف يختلف من مكان إلى آخر؛ حيث لايمكن تقرير طبيعته؛ ويستحيل تحديده بصفة واحدة ؛ أحياناً يستعمل الانسان مقياس خاطىء في تشخيص علة ما وذلك عندما نقتصر فقط على القراءة والكتابة فهو ليس الأمية بحد ذاتها ؛بل الجهل مرض يجعل من الانسان مخلوقاً أنانياً خالياً من أي أحساس بالرحمة والشفقة واحترام النظام اتجاه الاخرين وهذا هو الجهل بعينه ؛ فالآمية ظاهرة ليس لها علاقة بالجهل فعدم مقدرة الانسان على النطق بالحروف لايعني أميته وجهله فالمعروف ان القراءة والتعلم طريقة ميكانيكة مكتسبة وليست نشاطاً عقلياً والعجز عن القراءة انما هو إفتقار الى القدرة الميكانيكية وليس اختلالاً او افتقارالى نشاط عقلي لهذا يجد المفسرون لكلمة الجهل إن صاحبها يعد خطرا فتاكاً وآفة تدمر المجتمعات عندما يسيطر عليها وينتشر فيها؛ فالجاهل لايمكن أنقاذه قط ؛ فهو في أكثر الأحيان يعرف الصواب عن كل شئ، والأشياء الصغيرة التي لا يعرف عنها الصواب يعلقها في عنق الغيب ..
ولهذا فقد دأب العلماء والمصلحون والمثقفون من التحذير منه والوقع في شباكه ولمثله فقد أشار المرجع الصرخي في بحثه القيم (الاستعداد لنصرة الإمام المعصوم عليه السلام )من(بحوث السلة الذهبية في المسيرة المهدوية) قائلاً(..الجهل هو السبب الرئيس في التهافت في سلوك الإنسان وإعراضه عن كل أمر جاد يحدد مصيره في الحياتين الدنيوية و الأخروية فيدخل في سفاسف الأمور ومنكراتها فيرتكب المعاصي والموبقات ويكون عبد للشيطان , ولو عرف الإنسان ووعى حقيقة تلك المعاصي والموبقات والشهوات الشيطانية , وعلم ما هي أضرارها وتبعاتها الشخصية والاجتماعية في الدنيا والآخرة ,لولى منها فرارا ..)
وعلى العكس من ذلك نرى أعداء الأمة وأعداء الإنسانية سعوا جاهدين لتأسيس ونشر الجهل بين المجتمعات لتعلوا كفتهم ويهيمنوا عليها ويعبثوا بمقدراتها لهذا حذر الصرخي من دور المستعمرين في تفعيل هذه الظاهرة في مجتمعاتنا بقوله { ... لقد شيد الاستعمار اليهودي والصليبي أسس وأركان الجهل في قلوب نفوس الكثير وأزاح العلم والتعاليم الإسلامية عن قلوب الناس وأذهانهم فأصبح المسلم يتحلى بالجهل وهو امن ومفتخر فانتشر وساد في المجتمع الانحطاط الروحي والأخلاقي ...}

والمشكلة التي نحن فيها أن كل مخلوق يعتقد جازما أنه يعرف، وهذه طبيعة النكتة المريعة، فالجهل لا يملك سوى علاج واحد اسمه المعرفة، ولكن العارفين في أغلب الأحيان هم السادة الجهلاء ؛ لإن كل مقاييس الإنسان الجاهل عاجزة عن إدراك الأصل، وهو يبذل جهده للقيام بتأدية واجبه بقدر ما يعرف.

ـــــــــــ
هيام الكناني