المحرر موضوع: العطية غير المنظورة  (زيارة 533 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
العطية غير المنظورة
« في: 23:11 15/12/2017 »
العطية غير المنظورة
Oliver كتبها
- شركة الطبيعة الإلهية هى أعظم عطايا الثالوث الأقدس لنا  و هى  منتهى ثمر الخلاص .أعمق أعماق العطية التى بها نصيرعلى مثال الله فى الأبدية ؟ عطايا الرب أكثرها أبدية و أهمها  العطايا غير المنظورة.نحصد منها و نستمتع بثمارها مع أنها تبقي فوق الإدراك يلزمها الإيمان لتدوم لأنها بلا نهاية.أكثر عطايا الثالوث القدوس المتجددة هي المراحم و الغفران والسلام و هذه أيضاً غير منظورة لكنها لازمة للحياة و البقاء.أوفر عطايا الثالوث  بدأت قبل أن نوجد.حدثت لنا و نحن غير مخلوقين بعد.هذه التي من غيرها ما كنا أو صارت لنا حياة.ظل الثالوث  الأقدس يخلق لنا كوناً نعيش فيه فكان الكون كله  بكل ما فيه موهوب لنا و لأجلنا..خلقنا و منحنا هذا الكون كله لنسود عليه نحن الذين كنا غائبين حين ُصنع الكون . رتب  الله عطاياه لنا حين كان وحده .
- دائماً يعطي و نحن غائبون. لما سقطنا غبنا عنه و غاب عنا.و فيما نحن عنه مختفون كان يرتب لنا خطة الخلاص و أرسل الأنبياء و الناموس .ما كنا هنا حين ظل يرسم لنا تدبيره المحكم و يضع في الرموز و النبوات أسراره.ما كنا هنا حين جعل الأحداث نموذجاً للخلاص المعد قبل كل الدهور.لقد جئنا بيده إلى الوجود ثم  لما سقطنا و صرنا كالعدم من جديد عاد فوهبنا الوجود الأفضل بخلاص إبنه الوحيد الجنس.عطاياه غير الموصوفة  مكتنزة كلها في المسيح يسوع.بينما نحن بعيدون عن كل مداركه و فكره. كم من أعمال صنعها الله حين كنا رضعان و أطفال لا نعى شيئاً و كان يتولي حياتنا و يدفع عنا مخاطر الطفولة.كم يعمل الله مع الغير العارفين أنه موجود ومع الغير مؤمنين أنه الإله . يظل يعمل فيهم و يذيب قشور الجهالة حتي تخور مقاومتهم و نكرانهم قدام محبته و غني نعمته و يبصرون و يعرفون أن أعظم عجائب الله تمت معهم و هم عميان عنها..من يدرك خفايا عمل الله لأجل الجهال.لكن هؤلاء متي أدركوا خروا ساجدين و إختفوا عنا ليظهروا قدام من سباهم.
- عطاياه لا تتوقف على إنتباهنا.حتي اليوم أعظم أعماله فينا تتم بروحه القدوس و نحن نيام أو في غفلة أو منشغلون و هو يعمل لتدبير أبديتنا.فلا أحد ير الروح و لا أحد يمسك النعمة في كفيه.لا يمكن أن نعيش مع الثالوث من غير النعمة مع أنها غير مرئية و غير مسموعة.نحن نتنفس روحياً بنسمة الله غير المرئية التي نفخها فينا .حتى الحياة  التى فينا هى لغز لا نكتشفه إلا لما نفارق هذه الحياة.بل أكثر عطايا الله لا نعرفه و سنكتشف في الملكوت كل شيء و ستغلبنا عطايا الله التي إستترت عنا في الأرض لكنها ستنكشف في الأبدية و سنكون سر التسبيح الدائم.
- نحن نعيش مع العطية غير المنظورة التي هي السمائيين.إننا نعيش في عالم روحي تشغله معنا الملائكة و الكائنات السماوية و تقف فيه قدامنا أرواح تقاومنا فتهب لنجدتنا القوات السمائية و تغلب هؤلاء الأشرار غير المرئيين من الأرواح الشريرة بينما ننام مطمئنين غير مدركين أنه من أجلنا تقوم ثورات روحية و حروب لا يمكن وصفها و نحن في يمين الله محروسين.
- عمل الله الداخلي عطية عظمى للحياة.من الذى يحركنا للتوبة ؟من الذى ينير القلب فيتعلم كلام الله الحى؟ من الذى يصغى بأذنيه إلى طلباتنا من أجل الآخرين فنجدهم تغيروا و صاروا غير من نعرفهم؟ من هذا الذى يقاسم القلب أنينه؟ و يضع في النفس أفراحه؟ من هذا الذى يجعل المحبة تعظم في أعيننا و يعلمنا أن نثمن العشرة معه؟ من هذا الذى يشغل الفكر و المشاعر و الأحلام و الأعمال في الخفاء .إنه الروح القدس الساكن فينا بسر لا يدركه الجسد. ما علينا سوى أن نقطف ثمار عمله. الروح الغير المرئي الغير المحوى الإله الواحد الذى صرنا له  هيكل و هو صنعنا للإبن جسداً.
- لقد وعدنا الله وعوداً عظيمة  نعرف عنوانها و نجهل تفاصيلها.أغلبها فوق التصور و أعظم  حتى من خيال الناس لكي تظل فرحة الوعد أبدية .نظل نكتشف من خباياها جزءاً جزءاً فنرقص كالأطفال من عجب المفاجأة.لهذا فالعطايا المفاجئة من الذين لا نتوقعهم و لا نتوقع عطاياهم أو هداياهم يكون لها الأثر الأعمق.
- لأن المسيح هو الإله العامل لأجلنا في الخفاء .الذى منحنا في سكون و سر ما لم نطلبه أو نحلم به .ما صرنا فيه من نعمةمخفى عنا.لهذا أوصانا رب المجد أن نعط في الخفاء و ما تقدمه أيادينا يكون بعيدا عن أعيننا كأنما لا نراه.لكي تكون العطية  مشابهة لعطايا الثالوث في كونها خفية. و على نفس مستوى الروح الذى فينا.فنحن نملك الملكوت و يملكنا في داخلنا.ليس خارجنا و لا يره أحد لكننا نعيشه بالحب.علي نفس الرسم تكون أعمال المحبة.تسكن داخلنا و نعط للآخرين من داخلنا.المحبة تعط لا اليد فالمحبة التي في الخفاء أبدية.العطية التي في الخفاء كنزاً سمائياً.أما العطايا المكشوفة فهي نفقة ضائعة.مجهود بلا ثمر يتعب فيه الذين يدمجون العطية بالتفاخر.أما الذين يتركون صدقتهم للناس كي يكتشفونها وحدهم دون أن يفصحوا عنها فهؤلاء يشابهون عمل الله الأزلي لأجلنا نحن الذين نكتشف عظم عطاياه بقدر ما تسندنا نعمته.فنصير مسبيين من محبته.
- الذين يعطون في الخفاء يصطادون النفوس إلى شبكة المسيح لأن عطيتهم تشبه العطايا الإلهية أما الذين تعرف الناس عطاياهم من قبل أن يأخذوها فهؤلاء يتعبون بلا طائل.عطاياهم عطايا الناس للناس و ليس فيها مسحة إلهية لأنها ليست في الخفاء.الرب قادر أن يصنع منا على صورته و مثاله في العطاء. في الملكوت سنتعرف على لذين أعطوننا في الخفاء و سنحبهم و نمتدحهم.لتكن عطايانا كالمفاجآت لأننا نفرح بالمفاجآت السارة أكثر من تلك العطايا المتوقعة.لهذا قولوا للذين يعطوا في الخفاء طوباكم.لأن لكم صورة محبة الثالوث. طوبى للشفعاء الذين ما سمعنا عنهم بعد .طوبى للذين يسهرون على أسوار أورشليم فتصير صلواتهم لنا سياج و حصن.طوبى للمدافعين عنا من ملائكة الله هؤلاء الذين ما نعرف لهم وصفاً أو إسماً.طوبي لمن وجد غناه كغني المسيح فأعط بغير حساب لا ينتظر من الناس شيئاً. لنتعلم كيف نغلف هدايانا بمحبة المسيح الغنية لكي تكون مقبولة قدام الثالوث و تنال مدح الملائكة و القديسين.