كاليتا شابا اول امرأة تنتخب رئيسة لحزب سياسي عراقي
اسكندر بيقاشا
اتعجب احيانا من ندرة القيادات النسوية في المجتمعات الشرق اوسطية والعربية على وجه الخصوص. قد يقول البعض ان هذه هي الحالة في في المجتمعات الاسلامية, والمجتمعات العربية اسلامية فلما العجب؟ وقد يضيفون بان هذه الحالة ناتجة من رفض الدين الاسلامي قيادة المرأة للرجل وللمجتمع. الجواب يحمل فيه جزءا من الحقيقة لكن ليس كلها.
فلو نظرنا الى المجتمعات الاسلامية غير العربية فاننا نجد انها انتجت قيادات نسائية وصلت الى قمة الحكم في بلادها. فرغم قلة النساء في السياسة عموما فان بعضهن وصلن الى منصب رئاسة الدولة او رئاسة الوزراء مثال ذلك هي رئيسة وزراء باكستان بنازير بوتو ورئيسة وزراء تركيا تانسو جيلر كما وان القليلين يعرفون انه حاليا تحكم بنغلاديش رئيسة وزراء اسمها شيخة حسينة واجد وفي كوسوفو رئيسة دولة واسمها عاطفة يحيى اغا كما ان رئيسة اكبر حزب معارض في ايران هي مريم رجوي.
لكن اين مكانة المرأة في الدول العربية؟
اعتقد جازما انهم يكونون في مؤخرة القائمة حيث انني لا ارى اية شخصية سياسية نسائية ذات وزن في كل الدول العربية لا قبل ”الربيع العربي“ ولا بعده. هنالك في الدول العربية بعض النسوة اللواتي وصلن الى قمة الهرم الحزبي او من منهن من اسس حزبا لكن لم تستطع ان تلعب اية منهن دورا هاما في سياسة بلدانها لحد الآن. ففي مصر توجد رئيسة حزب الدستور هالة شكر الله, ومريم ميلاد مؤسسة ورئيسة حزب "الحق", وفي الجزائر هنالك نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان ورئيسة حزب العمال الجزائري لويزة حنون ,وفي تونس رئيسة الحزب التونسي مريم منوّر ورئيسة حزب الدستورى الحر التونسى عبير موسى, وفي لبنان رولا المراد مؤسّسة ورئيسة الحزب اللبناني“”10452 والسيدة ندى زعرور رئيسة حزب الخضر اللبناني, واخيرا في الاردن عبلة أبو علبة هي الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني - ذو التوجه اليساري. هذه المحاولات رائدة وقد تنجح رويدا رويدا في تغيير نظرة المجتمع بل ونظرة المراة لنفسها للعمل السياسي النسوي في العالم العربي.
وفي العراق اختيرت في ١٥ من الشهر الجاري كاليتا شابا كأول رئيسة لحزب ابناء النهرين الذي عقد مؤتمره التأسيسي في دهوك لتكون اول امراة في العراق تحصل على مثل هذا المنصب . الحزب الجديد الذي كان يعتبر فرع معارض من الحركة الديمقراطية الاشورية وله ممثل في برلمان اقليم كردستان قرر في هذه الفترة تسجيل نفسه كحزب سياسي تمهيدا, على ما يبدو, لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ان إختيار كاليتا شابا لم يأت مفاجئا للكثيرين حيث ان كاليتا سياسية متمرسة ولها تجربة سياسية كعضو في برلمان اقليم كردستان وكانت سكرتيرة اتحاد النساء الآشوري. كما كان لها مواقف واضحة في ما كان ابناء النهرين يعتبرونه دكتاتورية في الحركة الديمقراطية الاشورية مما ادى الى انفصالهم.
الأقلية المسيحية في العراق قدمت اربع وزيرات من العدد القليل من الوزيرات العراقيات منذ سقوط صدام هي: باسكال وردة وزيرة للهجرة والمهجرين في عهد مجلس الحكم ثم السيدة باسمة يوسف وزييرة للعلوم في عهد المالكي ووجدان ميخائيل وزيرة حقوق الانسان في عهد المالكي ايضا واخيرا آن نافع اوسي وزيرة الإعمار والإسكان والبلديات العامة في فترة العبادي. عدد الوزيرات المسيحيين لا يعني بالضرورة ان المسيحيات اكثر اهتماما بالسياسة لكن الحكومات ومنها العبادي في وزارته المرشقة اراد وضع إمرأة مسيحية في الوزارة لتقليص عدد الوزراء من النساء والاقليات وحصرها بوزير واحد لاعطاء المقعد الأخر للكتل الكبيرة لارضائها. عدد الوزيرات لا يعني بان المسيحيات في العراق هم اكثر نشاطا في السياسة حيث انه لا يزال تمثيلهم قليل جدا نسبة للرجال في المؤسسات والاحزاب السياسية.
نأمل ان تساعد خبرة وحنكة كاليتا السياسية لتكون قيادية سياسية ناجحة وان تصبح قدوة للنساء والفتيات اليانعات وتستطيع تمثيل المرأة العراقية خير تمثيل.