المحرر موضوع: المخرج باز شمعون في حوار خاص لـ(عنكاوا كوم ) نحن بحاجة لانتاج ملايين الافلام الوثائقية من اجل ارشفة ذاكرتنا السلبية  (زيارة 2082 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المخرج باز شمعون  في حوار خاص لـ(عنكاوا كوم )
نحن بحاجة لانتاج ملايين الافلام الوثائقية من اجل ارشفة ذاكرتنا السلبية

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

من مواليد مدينة الموصل وقضى سنواته الـ39 عاما بعيدا عنها .نال شهادة الماجستير من جامعة كارلوفا في تشيكوسلوفاكيا السابقة. افرمه التي اخرجها هي الرغبة والطين (1996)، أين العراق؟ (2005)، ومونولوج (2007)، وشارك مؤخرا بمهرجان دبي السينمائي بفيلمه 37درجة مئوية ورغم قضائه كل تلك الفترة بعيدا عن وطنه فان العراق  لم يختفي تماما  من اعماقه فبدا بتجسيده  عبر الافلام التي قام باخراجها خصوصا تلك التي سلطت الضوء على ما حل بالبلد في خضم مواجهته ضد الجماعات المتطرفة التي كفرت الاخرين وعملت على استهدافهم ..المخرج (باز شمعون ) حل ضيفا على موقعنا وتحدث عن الكثير من الافكار التي حملها فيلمه الاخير فضلا عن الركائز التي يعمل عليها اي مخرج يستهدف توثيق ما مر به ابناء شعبه وكانت  تلك حصيلتنا مع اللقاء مع المخرج العراقي الاصل :

*كيف تقيم المشاركة  العراقية الاخيرة في مهرجان دبي  وهل لدعم الانتاج السينمائي اثار ايجابية على ما شهده العراق من ازمات طيلة السنوات السابقة ؟
-مهرجان دبي الدولي احد اهم المهرجانات  في العالم ‫. واهميته تكمن  بامتلاكه لتجربة طويلة واصبح مؤسسة قوية داعمة للترويج  للسينما العالمية  والعربية في ١٥ سنة الماضية،  وذلك بامتلاك المهرجان  المذكور سلطة ايجابية وانتاجيات سينمائية ترتقي بها للعالمية‫.  اما عن رايي الشخصي حول مشاركة الفلم العراقي  فقد كانت محدودة جدا اذ ان معظم الافلام المنتجة لم يكن للبلد اثر انتاجي فيها،  وربما  تم تصويرها داخل الوطن لكن في المقابل لم يكن تمويلها  بميزانيات عراقية ، على حد تقديري‫. وفيلمي الذي اشاركت  فيه بالمهرجان وحمل اسم  ٧٣ درجة لايعتبر انتاجا عراقيا خالصا بل كندي اوربي واماراتي  ولكنه يدرج كفلم عراقي لانه صور في مدن اقليم كردستان والعراق  بشكل خاص‫.اما فيما يختص بالشق الثاني من سؤالك  فانا  لا اعتقد بان هناك انتاج سينمائي كما يجب ان يكون في داخل  العراق ولا صناعة واعية لسلطة الفلم والسينما على كل حال‫.  ولايمكن انكار ان هناك مجموعة من مبدعيين عراقيين يحاولون فك طلاسم الازمة العراقية الحالية في افلامهم ولكنهم يرتكزون على جهودهم الفردية كونهم غير مندمجين في مؤسسات سينمائية تعتمد عليها في انتاجاتهم، ممكن تجربة هنا وهناك، ولكن عملية انتاجية متواصلة ومستمرة مدعومة من مؤسسات الدولة ، لا يتحاور عليها اثنين‫. نحن بحاجة الى انتاج ملايين الافلام الوثائقية لارشفة ذاكرتنا السلبية وتربية اجيالنا القادمة في اتباع سلوكيات اكثر تقدما ورقيا ‫.

*قمت بتصوير فيلمك في عدد من محافظات العراق .. ما هي المعوقات التي يواجهها أي مخرج في قيامه بتصوير فيلمه في العراق .. وهل هنالك تسهيلات ملموسة من قبل الدوائر تجاه عملية التصوير ومايرافقها ؟
-التصوير تم في كثير من مناطق العراق واغلبها تتمتع  بالجمال في طبيعتها كانت بالنسبة لشخصي المناطق التي تحاذي الجبال، كل مناطق العراق تختلف عن بعضها ، جماليات الشخصيات وحركتهم والبيئة التي يتحركون فيها متناقضة ولكن يجمعها روح  واحد هو الارض والهوية‫ والتناسق في الاصول والذوق العام.اما  عن المعوقات فهي كثيرة الى درجة مواجهتها لاي مخرج يريد ان يقوم او يبدع في انجاز عمل جدي يخدم البلد ، تنطلق من سلوكيات المؤسساتية وتنتهي بالمحلة والجيران‫.ولايختلف اثنان على  ان العراق  يعتبر ساحة حرب متقدمة بجدارة في الجرائم التي تحصل فيها كل يوم‫، وادارة اي مشروع فني فيه يكون حظه ضعيف في المقاومة والبقاء حيا، نحن هنا لا نتحدث عن المراسلين اليوميين في ساحة العمل، هنا اعني المخرج المبدع. فهو يبحث عن هم آخر ،يكون همه وبحثه اعمق تجاه الفكرة التي ينحت فيها للوصول للمعالجة الفلمية التي يعتقد انه يدير مفاتيحها بقوة‫.   

مايجري في الحالة السياسية العراقية اليوم ينطبق على حال المبدعيين العراقيين وخصوصا السينمائيين، الذين اصبحوا يشددون على مواقف وافكار مصنوعة من طرف احزاب وبكل تصنيفاتها، اصابهم التشتت والتشرذم، عدم قبول الاخر ، الالتفاف بسلطة تحجم الاخر  او تعمل  على تحديد متى تتصارع مع مصالحه الشخصية، على كل حال عدم توفر المساحة الطبيعية الصحية للابداع والتحرك والعمل بحرية وتهذب‫.
عدم الشعور باستقلالية الحركة من قرية الى مدينة او بالعكس‫.  الخوف من الغدر في اي مفترق طريق لاتثق باحد، لاتتقاطع مع احد، لاتبحث عن الحقيقة لانها من الممكن ان تقودك الى الهلاك، لاتتالم لانك رجل او امراءة، الفوارق الاجتماعية وامراضها التقليدية والثوابت الاجتماعية التي اصبحت موروث تربك الحياة وتخنقها، واصعبها تلك المواقف الجاهزة  التي تصدر من مؤسسات او أشخاص تقليديين لاتقبل افكارهم غير التقليدي  والاستعلاء الغير مبرر في السلم المهني بين البشر، التفرقة في تبديد المصادر المالية ، المهم حالات ممكن ان تصل بالمبدع  الى مستنقع اذا ما سقط فيه فلايخرج منه بعدها منطقا‫. 

عندما بدأ العمل في فلم ٧٣ درجة مئوية  لم يكن اختياري للشخصيات الرئيسية في الفلم على اساس طائفي او ديني او عقائدي بل على اساس ثلاث شروط منها البحث عن اضعف حلقة في النسيج العراقي فكانت من نصيب الطفلة آسيا من منطقة سنجار، والثانية ان تكون شخصية نهشتها الحرب الامريكية الغربية والثالثة ان تكون محملة بتشوهات الارهاب الديني والمناطقي وهذه الشخصيات  التي جسدت احداث الفيلم حالفهم الحظ للقاء في المانيا للعلاج ، هولاء الابطال شكلوا وقدموا مثلث القسوة الذي وضعت علامة فارقة على مدى مسيرة حياتهم، في اشرس صراع  شاهده العصر قبل وبعد داعش‫. و بعد ٧ سنوات من الاداء المستمر والمتكرر تتسلق الشخصيات بمصائرها لتشكل حكاية بلد على الشاشة الكبيرة‫.

*هل ينجح الدور السينمائي في ابراز معاناة الاقليات في العراق  وكيف تقيم الدور الذي يلعبه مخرجي شعبنا في هذا الخصوص ؟
-بصراحة اقولها والمرارة تملاني فأن الاقلية في العراق ليس لها دور على الاطلاق الا محليا ولم يكن لها الحق في حال بروزها في الطلب او ابداء رأي ينطلق نحو  العالمية‫. للاسف الشديد  لاتوجد شخصيات من الاقلية العراقية تعمل في مجال الانتاج السينمائي  لا في داخل العراق ولا في خارجه، والطائفية والمناطقية وحصر الميزانيات في دائرة ضيقة ،  امر محزن ‫.   اما الموارد المهيئة للنسب فهي بالاساس من حصة الكبار وليس للاقلية‫ أي بصمة فيها .

الاقليات ليس لها اي دور اليوم في السينما، ليس لانها كسولة ، بل لعدم سماح الاخر في اعطاء مساحة تؤمن له العمل في هذا المجال المعقد ، كما اعتقد ان اول نص سينمائي كان قد كتبه عراقي ارمني من مدينة الموصل‫ يدعى ادمون صبري،ورغم هذا التميز فانه بالمقابل  لايوجد صناعة سينما وطنية لكي ترعى الاخر بل لها بعض من التجارب هنا وهناك. تاريخ الفلم في العراق لايتعدى المئة سنة، ولا يتعدى انتاج العراق ١٠٠ فلم منتج واكثره انتج بجهود مستقلة.

*مقومات نجاح اي فيلم يعتمد على عدة ركائز من بينها نص الفيلم والاحداث الواقعية ..برايك ما هي  اهم اساسيات نجاح اي فيلم  خصوصا تلك التي تتحدث عن ما مر به العراق واضطهاد اقلياته؟
-تبدأ بالفكرة وتنتهي بالتوزيع ، الفكرة باعمدتها وتقاطعاتها على ان يضاف اليها ادارة اسلوب المعالجة  السينمائية والحوار وترافقها لغة تصويرية مع مخرج مبدع فحتما ومع هذا المزيج فانك ستصل الى اهدافك‫.   

*ماهي رسالتك للدوائر ذات العلاقة لاسيما وزارة الثقافة في دعم السينما في العراق ؟
-رسالتي تتلخص بدعم الفلم العراقي وليس السينما العراقية، لانه لا وجود لسينما عراقية لا في الماضي ولا في الحاضر، بل لتجارب فلمية  تتحقق بجهود  فردية من قبل مبدعيها ومحبين تستهويهم صناعة  الفلم‫.  اعتقد ان سؤالك يمكن ان يوجه الى وزار‫ة الثقافة  العراقية لفك  اسراره ورسم سياسة صناعة سينمائية مثل الكورية والايرانية والهندية والفرنسية وغيرها، العراق يجب ان يملك توقيع خاص ومميز عن الاخر ،للخروج بالفلم العراقي في المحافل والدفاع عن منتوجها وهذا لن يحدث اذا  استمر التغيب.   
 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية