المحرر موضوع: قطر تتخوّف من كشف السعودية لأنشطتها السرية غرب أفريقيا  (زيارة 1021 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
قطر تتخوّف من كشف السعودية لأنشطتها السرية غرب أفريقيا
مراجع خليجية تؤكد تخوف قطر من الدور السعودي والإماراتي في التوصل إلى إثبات تهمة تمويلها للإرهاب غرب القارة الأفريقية.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/12/21]

الخلاف مع قطر لم يكن سطحيا
الدوحة - لم تخف قطر انزعاجها من الدور الذي تعتزم السعودية والإمارات القيام به غرب أفريقيا من بوابة دعمهما لقوة عسكرية أفريقية مهمتها مكافحة الإرهاب، وبدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأربعاء جولة تشمل ست دول من غرب القارة، في خطوة اعتبر مراقبون أنها محاولة لقطع الطريق أمام خطط الرياض وأبوظبي وسط مخاوف قطرية جدية من أن تؤدي هذه الخطط إلى كشف أنشطتها السرية في المنطقة.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية لؤلؤة الخاطر في مؤتمر صحافي في الدوحة إن جولة الشيخ تميم تبدأ في مالي وتشمل بوركينا فاسو والكوت ديفوار وغانا وغينيا والسنغال.

وأوضحت أن الجولة تأتي “ضمن توجه قطر إلى فتح أسواق جديدة وتنويع الاقتصاد”، مضيفة أن الدول الست التي يزورها أمير قطر “تحظى بنقاط قوة وفرص اقتصادية واعدة رغم بعض التحديات الأمنية في بعضها”.

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن الزيارة ظاهرها اقتصادي، لكن من الواضح أنها تأتي ردا على نتائج مؤتمر باريس الأربعاء الخاص بدعم القوة العسكرية (جي 5) التي يجري تشكيلها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وتشارك فيها كل من جيوش مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، فضلا عن دور محوري تلعبه فرنسا، وهي القوة التي أعلنت الرياض وأبوظبي عن دعمها ماليا.

وفيما تتحدث الأنباء عن قيام السعودية بمنح هذه القوة 100 مليون يورو من أصل 500 مليون تحتاجها هذه القوة في عامها الأول، ذكرت مصادر فرنسية أن الإمارات ستقوم بتمويل “مدرسة الحرب” الخاصة بهذه القوة في موريتانيا والتي من المقرر أن تبدأ أعمالها في مطلع يناير المقبل.

وأشار المتابعون إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالرغبة القطرية في إفشال بحث الرياض وأبوظبي عن أدوار أمنية خارج الإقليم، ولكن لمخاوف الدوحة من اكتشاف الأدوار السرية التي لعبتها القيادة القطرية في المنطقة، خاصة في مالي، وعلاقتها بالجماعات الإسلامية المختلفة هناك، وهو دور سبق أن احتجت عليه دوائر فرنسية مختلفة.

قوة أفريقية لمكافحة الإرهاب في قلب النشاط القطري المريب
وسعى القطريون بطرق مختلفة لدفع باريس إلى التغاضي عن إثارة الدور السري للمال القطري في دعم جماعات إسلامية متشددة شمال مالي كانت تقاتل الحكومة المحلية. وقابلت الدوحة إثارة سياسيين ووسائل إعلام فرنسية لعلاقتها بالإرهاب في مالي بالإعلان عن صفقات كبرى مع باريس بينها خاصة استثمار بقيمة 50 مليون يورور في ضواحي باريس التي كانت وقتها تشهد احتجاجات.

وتقول مراجع خليجية إن التخوف القطري من الدور السعودي والإماراتي وهو التوصل إلى إثبات تهمة تمويل الإرهاب غرب القارة الأفريقية على الدوحة مثلما جرى تثبيته في المحيط الخليجي ومصر ودول عربية أخرى، ما يعني دليلا إضافيا على أن خلاف رباعي المقاطعة مع قطر لم يكن خلافا سطحيا عابرا، وأنه خلاف عميق ولا يمكن حله دون تراجع قطر عن الاستثمار في الجماعات المتشددة، وتعهدها بذلك ليس فقط أمام الرباعي، ولكن أمام العالم ككل.

وأضافت هذه المراجع أن ذهاب الشيخ تميم بنفسه إلى المنطقة يعكس حجم التحدي الذي تجده قطر أمامها عبر تشكيل قوة عسكرية لا تأثير لها عليها أو على الدول المشكلة لها، وأن الأمر لا يقف عند إثبات العلاقة مع هذه الجماعة أو تلك من التنظيمات المتشددة، بل قد يجعل القوة الأفريقية تضع يدها على الأنشطة القطرية المختلفة خاصة الجمعيات الخيرية التي استفادت كثيرا من غياب الرقابة.

وتتمركز جمعيات قطرية مثل قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري في بعض دول المنطقة خاصة في مالي، وتتولى استقطاب الشرائح الفقيرة عبر مشاريع تنموية صغيرة وهدايا ودورات تربوية وترفيهية. لكن الغطاء الإنساني لم يمنع شخصيات مالية مختلفة من اتهام قطر بتمويل الجماعات الجهادية من بوابة تلك الجمعيات.

وسبق أن وجه سادو ديالو، عمدة مدينة “جاو” في شمال مالي، اتهامات لقطر بتمويل المتشددين عبر مطاري “جاو” و”تمبكتو” بإرسال مساعدات غذائية ومالية يوميا لهم، وهي المدن ذاتها التي سقطت في أيدي الميليشيات المسلحة في 2012 قبل أن تتم استعادتها.

ويلفت مراقبون إلى أن الشيخ تميم يسعى عبر هذه الزيارة كذلك إلى إبقاء نفوذ بلاده الاقتصادي في بعض دول غرب أفريقيا، حيث تنشط الشركات القطرية في مجالات عدة، وتتخوف الدوحة من أن يفضي إنهاء الحرب على الإرهاب في هذه المنطقة إلى فتح المجال أمام شركات الدول المساهمة في الحرب، وأن قطر قد تفقد المزايا التي كانت تحصل عليها في السابق زمن الفوضى وسيطرة الجماعات الحليفة.