المحرر موضوع: الصهيونية عقيدة أيديولوجية معارضة وعدوّة لليهودية الحقيقية والبشرية  (زيارة 1198 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ليست الصهيونية عقيدة، تم في الفترة الأخيرة استعمال تضخمي، ومضلل لمصطلح الصهيونية. والمشكلة منتشرة في (إسرائيل) نفسها وخارجها، في المعسكر القومي والديني ومعسكر حركة العمل، وبين الليبراليين وبين القوميين ايضاً، وبين يهود الشتات وبين غير اليهود ولا سيما بين العرب. قبل كل شيء الصهيونية أيديولوجية. تعريف المصطلح كما هو مأخوذ من دائرة المعارف العبرية هو: جمع منهجي مُكتل لأفكار ومفاهيم واوامر يُعبرّ عن تصور خاص لطائفة او حزب او طبقة اجتماعية. بحسب هذا التعريف، لا يمكن ان تكون الصهيونية ولا يجب ان تعد أيديولوجية. فالصهيونية قاعدة مشتركة لأيديولوجيات اجتماعية وسياسية مختلفة، لهذا لا يمكن ان تُعد هي نفسها أيديولوجية مستقلة. أمّلت الصهيونية شيئاً واحداً ووعدت بشيء واحد هو إنشاء دولة لليهود. حققت وعدها في الأساس بمساعدة معاداة السامية. بعد ان تم انشاء دولة (إسرائيل). ظل المفهوم الوحيد للصهيونية الذي بقي فعالاً هو مبدأ قانون العودة. وكما لن يكون هذا القانون قانوناً عنصرياً في الدولة الفلسطينية فليس القانون عنصرياً في (إسرائيل) ايضاً. إن كل إسرائيلي او يهودي او فلسطيني او غيرهم يُعرف نفسه بانه ليس صهيوني هو مواطن يعارض قانون العودة. ولا يوجد يهود كثيرون سوى طوائف متطرفة من الحريريين او بين حلقات يهودية متطرفة في الشتات، يتمسكون بهذا الموقف. ومصطلح الصهيونية يجد التعبير عنه فقط في مكانه الصحيح، ألاّ وهو التفريق بين اليهود وبين يهود الشتات. لهذا فان الاستعمال التضخمي والزائد يطمس على الجدل الأخلاقي بين اليهود الذين قرروا ان يكونوا مسؤولين بالمعنى السيء او الجيد، عن كل عناصر حياتهم في منطقة محدودة تحت حكم ذاتي، وبين أولئك الذين يعيشون في نسيج شعوب أخرى ويقيمون هويتهم اليهودية إقامة جزئية عن طريق الدراسة، والنصوص الدينية الجماهيرية المحدودة. لقد قدمت التوراة المحرّفة والتلمود تصوراً لصالح النظام الأيديولوجي للصهيونية الدينية، فقد اختفت كلمة السلام وحل محلها كلمة العدو. ونجد ان العنصرية قد رافقت الصهيونية منذ نشأتها، وان الفكرتين الجوهريتين: المتعلقة بوحدة الشعب اليهودي عبر التاريخ. والأخرى الخاصة بمعاداة السامية قد أنبتن عليها في التطبيق الصهيوني والإسرائيلي سياسات يهودية عنصرية متعددة. ومن خلال تشريح العقلية الصهيونية نجد ان الدين (كعقيدة) محركاً اساسياً في تعامل اليهود مع اجناس العالم المختلفة من حيث ايديولوجيات او القوميات والعقائد. ان الصهيونية جزء من تاريخ الغرب، وهذا يفسر عدم ظهورها بين يهود الشرق في اليمن او الهند. وإنما ظهرت بين يهود العالم الغربي. حيث التشكيل التخريبي الغربي. والنجاح الصهيوني في الغرب لا يعود لسيطرة اليهود وإنما يعود الى ان الدولة الصهيونية أداة طيعّة وقاعدة عسكرية يفوق عائدها تكلفتها، وهو (توافق الغرب الصهيوني) وهذا ما عبر عنها وزير الطيران الأمريكي السابق (سيتنجسون) بقوله: (إن إسرائيل حاملة طائرات غير قابلة للغرق). وقراءة للصهيونية السياسية المتطرفة نجدهم يقولون: (إذا كنا نملك التوراة وإذا كنا نعتبر أنفسنا شعب التوراة، فمن الواجب علينا ان نمتلك جميع الأراضي التوراتية). ان النزعة الشمولية الصهيونية التي تسعى الى اخضاع كل الشعب اليهودي، حتى لو بالعنف والقوة، تجعل من هذا الشعب شعباً من بين الشعوب الأخرى وشبهاً بها، وانه بالإمكان توزيع سكان العالم بين إسرائيل وبين الشعوب الأخرى برمتها. فإن إسرائيل هي الشعب المختار. وهو ركن أساسي من اركان العقيدة عندهم. يقدم كتاب (توراة الملك) للحاخام يتسحاق شبيرا تفسيرات توراتية جديدة تخدم التصور الصهيوني عن الحرب. حيث يكمن ادعائه الأساسي في ان مفهوم (القتل الأغيار في الحرب) يفيد حسب الشريعة اليهودية. (انه لا ينبغي قتل المقاتلين الذين يشاركون في الحرب ضد إسرائيل وحدهم، بل يجب قتل اي مواطن في المنطقة او الدولة المعادية). هذا المنطق في خوض الحروب الشاملة، التي تجند كل طاقاتها البشرية والمادية، هنا يمكن القول ان المؤسسة الأمنية العسكرية الصهيونية التي تستمد شرعية ممارستها الحربية من الأفكار والتعاليم الدينية وتوظيف الأفكار في حشد وتعبئة الجهود الصهيوني ليظهر مفهوم (الامة المحاربة). والحملات العسكرية (1948- 2002)، وجدت الدراسة ان 27%من أسماء هذه الحملات مستوحاة من عالم الطبيعة و38% مستوحاة من التراث الديني والتوراة. وباقي الأسماء 35% الى أسماء تتضمن تعبيرات إسرائيلية عبرية رائجة. (التي تستبطن البعد الديني ولا تظهر علانية). مثال: (لم تصدق عيني، أرض إسرائيل القديمة، أرض إسرائيل المفقودة، من بلاد النقب الى بلاد جلعاد، ملاك من سلم يعقوب، خيمة عيسو وبيت يعقوب. المصدر: العقيدة والسياسة- الزمان والمكان في أناشيد الجوقات العسكرية الإسرائيلية. مجلة قضايا إسرائيلية عدد 10 ص 08- 128). هذا الموقف الإيديولوجي تغير بسبب جهود الحاخام أبراهام إسحق كوك، وهو كبير حاخامات اشكنازي في فلسطين. فان كوك اول شخصية أرثوذكسية يهودية تقدم بمحاولة لإدخال مفهوم مركزية (أرض إسرائيل) في التراث الديني اليهودي، وذلك من خلال إعادة تعريف وشرح النشاط السياسي الصهيوني. ونتيجة لجهوده في ادماج الارثوذكسية في القومية اليهودية الحديثة في العشرينات من القرن الماضي، تُعِدّ كوك مؤسس الصهيونية الدينية المعروفة (بالدا تي لومي أي القومية الدينية). هذه الأيديولوجية التي اوجدها شكلت تغييراً في مسار الحركة المزراحية من الصهيونية البراغماتية الى الصهيونية المسيحية. وتطورت الداتي لومي أكثر من ذلك فيما بعد على يد ابن الحاخام كوك وخليفته الحاخام تسيفي يهودا كوك المعروف (كوك الصغير). نجاح كوك الكبير في جعل الدين جزء من القومية للفترة (1920- 1948)، التحول من صهيونية براغماتية الى صهيونية مسيحية، بعد تأسيس دولة إسرائيل استمر الداتيم لوميم لعب دور في الحركة الصهيونية وكانت لها اسهامات كبيرة في بناء (دولة إسرائيل). عسكرياً واجتماعياً يشهد على ذلك مشاركة الأحزاب الدينية الصهيونية في كل الحكومات بين (1948- 1992). فقد أصبحوا شركاء كاملين في المشروع الصهيوني متسببين بتهميش الحريديم غير الصهيونية. وقد شكلت حركتا المزراحيم التي سبق تأسيسهما قيام حزبين مختلفين هما المزراحي وهبوعيل همزراحي وهذان الحزبان اتحدا عام 1955 ليشكلا (الحزب القومي الديني او حزب المفدال). فان المزراحي والمفدال تبنا سياسة خارجية براغماتية تنازلا عن شؤون الامن القومي والسياسات الخارجية والاقتصادية لحزب الماباي مقابل تنازل الاخير عن الشؤون الدينية. هذا الموقف الذي دعمه حزب حيروت الذي شكل العمود الفقري لتكتل الليكود سنة 1973. بعد فوز الليكود سنة 1977 وانتخاب مناحيم بيغن رئيساً للوزراء أنشئ (حلف مقدس) بين الجوش امونيم الدينية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. وأعطى الجوش امونيم الدعم الفعال الى المنظمة الصهيونية وخصصت تمويلاً لنشطتها الاستيطانية. سنة 2006 أنظم حزب المفدال الى حزب الاتحاد الوطني (حزب هيئمود هليئومي)، وعلى عكس الحريديم، يؤمن الداتيم لوميم بعقيدة الخلاص او (المسيح المخلص)، وهي عقيدة صهيونية دينية. ووفقاً لهذه العقيدة، يؤمن الجوش امونيم بالظهور الوشيك للمسيح الخاص باليهود، وانهم بمساعدة من الله سوف ينتصرون حينها على غير اليهود (المسيحيين) ويحكمون الى الابد. ووفقاً للشريعة (الصهيونية المسيحية) بان اليهود الذين يقبلون غير اليهود يجب ان لا يعاقبوا ومُعفى من المثول امام العدالة الإنسانية، وبجواز قيام الجيش الإسرائيلي بقتل الأبرياء (فتوى الحاخام أريل). ومثل هذه الفتاوى اليهودية يجب ارتفاع صوت في (إسرائيل) يطالب بالتعامل مع كل السكان غير اليهود بإسرائيل الكبرى وفقاً لأحكام الشريعة اليهودية. ويستمر اتباع الحاخام كوك بصياغة مواقفهم.           
الباحث/ســــمير عســــكر