المحرر موضوع: الناشط لويس مرقوس يطلق صرخة مناشدة عبر (عنكاوا كوم ): اعرق كنائس الموصل تملاها جثث الدواعش المتفسخةوتعتاش عليها الكلاب السائبة  (زيارة 2924 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الناشط لويس مرقوس يطلق صرخة مناشدة عبر (عنكاوا كوم )
اعرق كنائس الموصل  تملاها جثث الدواعش المتفسخةوتعتاش عليها الكلاب السائبة
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
حازت زيارة وفد من منظمة حمورابي لحقوق الانسان للجانب الايمن من مدينة الموصل برفقة وفد من منظمة التضامن المسيحي الدولية على اهتمام المتابعين كونها سلطت الضوء على ما تعيشه كنائس مدينة الموصل وبالاخص جانبها الايمن من اوضاع مزرية نتيجة بقاء جثث تعود لتنظيم داعش فيها رغم تحرير تلك الكنائس قبل نحو ستة اشهر وما ينعكس بقاء تلك الجثث من انتشار الاوبئة والامراض نتيجة تفسخها فضلا عن اعتياش الكلاب السائبة عليها ورغم نشر المنظمة لتقرير حول زيارتها المذكورة الا ان الرغبة كانت جادة بمعرفة وضع الجانب الايمن بالاضافة لدور الحكومة والمبادرات التطوعية التي يتنا نسمع عنها بقيام شباب من اهالي مدينة الموصل المسلمين بالترويج لمبادراتهم بتنظيف كنائس الجانب الايسر وتهيئتها كنوع من المجاملة لاقرانهم من مسيحيي المدينة بقرب حلول اعياد الميلاد المجيدة بينما تختفي تلك المبادرات وتوجهها عن واقع كنائس الجانب الايمن المعروفة للجميع فكان لقائنا مع نائب رئيس المنظمة واحد اعضاء الوفد  السيد لويس مرقوس  فرصة مناسبة لتسليط الضوء عن مشاهداته في منطقة الموصل القديمة وجهود المنظمات المختصة نحو تغيير واقع الجانب الايمن من المدينة وكان هذا اللقاء :
*  زرتم مدينة الموصل وبالاخص جانبها الايمن وتفقدتم كنيسة مار توما..ورايتم ان جثث الدواعش مازالت فيها برغم مرور اكثر من 6 اشهر على التحرير فكيف تقيمون وضع الكنيسة وهل المنطقة باكملها تحتوي تلك الجثث ام الكنيسة فقط ؟
-كانت زيارتنا لعدد من أحياء الموصل في الجانب الايمن ( حي الشفاء، حضيرة السادة، الميدان، الساعة،  الفاروق، الدواسة، الخزرج- المياسة، شارع نينوى، شارع الكورنيش، الدواسة) وكذلك زرنا عدد من الكنائس الواقعة في الجانب الايمن ، كانت اول  المحطات هي زيارة لكنيسة  الطاهرة للسريان الارثوذكس في حي الشفاء التي  سويت بالارض ولم يعد شيئاً منها وتم تحويلها الى كراج للسيارات ومكب للنفايات .
 المحطة الثانية كانت زيارة كنيسة اللاتين مروراً بحي حضيرة السادة حي   الجامع الكبير( جامع النوري) والذي اسقطت منارته من قبل داعش،  وضع الدور السكنية والمحلات التجارية سيء جداً مما اصابها من حجم الدمار، بعض الدور والعمارات السكنية سويت بالارض هي الاخرى وتنبعث روائح نتنة منها  إشارة الى وجود  جثث لموتى تحتها.
 كنيسة اللاتين هي الاخرى اصابها الدمار في الكثير من أياتها  الروحية وايقوناتها الأثرية ومنها ساعة البرج والصلبان التي اسقطت جميعها بفعل معاول داعش، كما ازيلت الكثير من معالمها بعد ان نهبت مقتنياتها، ولازال هناك مقذوفات عسكرية فيها غير منفلقة تشكل خطرا يجب رفعها من قبل مفارز الهندسة العسكرية .
  أما وصولنا الى كنيسة مارتوما الاثرية بشقيها القديم (  للسريان الارثوذكس) والجديد ( للكاثوليك) كان من خلال الازقة الضيقة التي تحيط بهما والتي بعضها مغلق بسبب السيارات المحروقة او الاثاث المتروك والمرمي فيها، تعتبر كنيسة مار توما للسريان الارثوذكس مأثراً حضارياً عراقياً وليس مسيحياً فقط وذلك لعراقتها وقدمها وكونها أول كنيسة بنيت في الموصل بعد انتشار الإيمان المسيحي فيها  على يد القديس مار توما عندما زارها وهو في طريقه الى ساليق  ومن ثم الى بلاد فارس فالهند، هي أية عمرانية في بنائها وتاريخها الذي يرتقي الى القرون الاولى الميلادية .
نعم  عند وصولنا الى الكنيسة وكان ذلك من خلال مدخل كنيسة مارتوما للسريان الكاثوليك ، وجدنا أن الكنيستين  مارتوما القديمة للسريان الارثوذكس والكنيسة الجديدة للسريان الكاثوليك في حالة يرثى لها هي ، حيث العبث في محتويات الكنيستين واضح للعيان وفي كل مكان، الكتابات على جدران الكنيسة  تشير الى عنجهية ودونية فكرية من قبل دولة الخرافة  في تشويه المعالم الروحية في الكنيستين، كما الحفريات والانفاق التي حفرت في الكنيسة القديمة تشير الى انها كانت مركز اقامة وتواجد لقادة الدواعش واسماء البعض منهم  على جدران الكنيستين تشير الى انهم أجانب من هويات ( أسترالية وكوسوفية  ) ، بينما خلفت العمليات العسكرية اعداد من جثث الدواعش منتشرة في باحات الكنيستين واروقتهما وهي متفسخة  تبعث منها رائحة نتنة / كما بعض الجثث قد تحولت الى اشلاء  بسبب الكلاب المنتشرة   والتي  اعتاشت على لحومها.  وهذا لايبرر بقاء الجثث داخل  تلك الكنائس لان ذلك سينعكس سلباً على عودة العوائل المسيحية الى المدينة ويعزز فقدانهم الثقة  بالحكومة المحلية  في ترسيخ قيم التعايش السلمي في الموصل ويؤكد فشلها  في إدارة الاجهزة  الادارية والخدمية في المحافظة  لتعزيز عودة جميع العوائل النازحة من  مختلف مكونات الموصل وبضمنهم المسيحيين الذين تعرضوا لاشرس حملة ابادة منذ عام 2004 ولحد دخول داعش الى  الموصل حيث تم اخلائها منهم تحت نير السيف بالقتل والاستعباد والسبي والاسلمة القسرية .
  لم نستطيع الدخول الدور السكنية لان الجهات الامنية كانت تحذرنا من ذلك، لكن الروائح المنبعثة من تلك الدور والمحلات التجارية والعمارات السكنية التي اصبح الغالبية منها ركاماً يزكم الانوف  لوجود عشرات الجثث وربما اكثر باقية متفسخة تحت الانقاض .
*تلاحظون بروز الكثير من المبادرات التي تقيمها جهات مدعومة من عدد من المسؤولين بما يخص الكنائس هل لكم مناشدة بالالتفات  الى كنائس الجانب الايمن من اجل تنظيفها والاهتمام بواقعها ؟
-أعتقد أن  ضعف الاداء الحكومي في الموصل تجاه رفع الانقاض و واخلاء الجثث من تحت الانقاض في الجانب الايمن  من الموصل وخصوصاً في هذه الاحياء السكنية من المدينة القديمة التي كانت اخر معقل لوجود داعش فيها والاسلوب العسكري  الذي اتبع  في القضاء على تحشدات داعش،  قد خلف تركة كبيرة من الانقاض تحتاج الى جهد  أكبر من امكانيات الحكومة المحلية التي لوحدها لاتستطيع إنجاز المهمة، لذلك الجانب الايمن يحتاج الى جهود كثيفة من الحكومة الاتحادية ومن باقي المحافظات العراقية لتحشيد طاقات هندسية لرفع الانقاض وفتح الطرق إذ لازال هناك عدد من الكنائس و الكثير من الاحياء لايمكن الوصول اليها بسبب غلق الطرق المؤدية اليها وقد تكون غير مؤمنة بسبب وجود المقذوفات العسكرية فيها، وايضاً الجانب الايمن بحاجة الى حملات دعم من المجتمع الدولي والى مبادرات منظمات المجتمع المدني في ذلك .
أما بخصوص الكنائس فهي تحتاج الى التفاتة شجاعة  صريحة وواضحة من الحكومة العراقية ومن المنظمات الدولية خصوصاً اليونسكو للقيام بتأهيلها وترميمها لأن الكثير من هذه الكنائس والمساجد تعتبر مأثر تاريخية عراقية مرتبط بتاريخ وحضارة مدينة نينوى ( الموصل) وهي جزء من موروثها الحضاري والانساني ودليل للتعايش القائم فيها على مدى الاف السنين  كونها تعود الى  القرون الاولى للمسيحية والاسلام . وقد لمست من لجنة الدعم الحكومي لاعمار نينوى شيئاً من هذا  الاهتمام ضمن رؤيتهم لإعمار البلدة القديمة في الجانب الايمن من الموصل ضمن خطتها من صندوق الاعمار لعام 2018-2019 .
*كنت عضوا في مجلس قضاء الحمدانية ومازلت وبناءا على تجربتك  هل ترى قصورا من جانب الجهات الخدمية بشان تلكؤها في ازالة مخلفات الحرب ومنها ازالة جثث الدواعش من هذه الكنيسة ؟
-نعم هناك تلكأ وضعف واضح في الاداء ، وبعض الاسباب  قد تكون  فنية بسبب عدم امتلاك الجهات الخدمية في المحافظة الجهد الهندسي  الكاف من الاليات والعمال  لرفع الانقاض وازالتها من الطرق المؤدية الى الكنائس والاحياء كما ان الوضع في تلك الاحياء يمكن وصفه بالموحش لعدم وجود اثار للحياة فيه، ولم نرى ما يؤشر على وجود جهد لرفع الانقاض ومخلفات ىالحرب من حول  كنيستي مارتوما القديمة والجديدة.
*رافقتم في زيارتكم الاخيرة وفد من منظمة التضامن المسيحي ،ماهي صور الدعم التي يقدمها مسيحيو الغرب لاقرانهم في مدينة الموصل وهل كانت تلك المساعدات مهمة خلال محنة النزوح التي قضاها المسيحيين خارج مدنهم؟
-خلال 3سنوات النزوح لم يكن هناك حضور للجهات الحكومية المختصة بالنازحين من وزارة الهجرة والمهجرين، ولا للحكومة المحلية في نينوى هي الاخرى اي جهد يذكر تجاه العوائل المسيحية النازحة قسراً من الموصل ومن مناطق سهل نينوى، الجهد الوحيد  في الوقوف الى جانب تلك العوائل في محنتها وهي تعيش في عزلة وطنية  واضحة كان للمنظمات الكنسية الدولية وبعض المنظمات الدولية المتعاونة مع عدد من المنظمات الوطنية مثل منظمة حمورابي لحقوق الانسان ومنظمة كابني والرسل الصغار ، ورغم  أهمية ذلك الدعم الانساني المتنوع بين الغذاء والدواء وباقي الحاجات الإنسانية الاخرى والذي كان هدفه هو الابقاء على حياة تلك العوئل التي تعدى عدد افرادها عند نزوحهم عام 2014 حوالي 200000 الف نسمة  لحين تحرير بلداتها وقراها لتعود اليها، إلا أن ذلك هو الاخر لم يحافظ على  تلك الاعداد، حيث هاجر أكثر من 50% منهم باحثاً عن موطن جديد في دول الشتات بعد أن طالت فترة تحرير بلداتهم، وبذلك  فقدو الثقة بالحكومة في إمكانية  حمايتهم بعد أن سلموا الى قدرهم الاسود بيد داعش بعد انسحاب القوات الامنية  الحكومية المختلفة في سنجار والموصل وسهل نينوى دون قتال  العناصر المتسللة من تنظيم داعش. اما من تبقى منهم وقد عاد الى مناطقه في سهل نينوى في الحمدانية و كرمليس وبرطلة وتللسقف  وباقي المناطق فهو يعيش تحديات  ومخاوف أمنية جديدة لم تكن في حساباته بالإضافة الى النقص الكبير في الخدمات الاساسية من الماء والكهرباء والصحة والمدارس وسوء التعليم فيها بسبب النقص في عدد الملاكات التربوية والتعليمية. وهناك أعداد منهم بقوا في مناطق النزوح كونهم وجدوا الملاذ الاكثر أمناً من العودة الى مناطقهم، أو البعض منهم وجد فرصة للعمل يعيل بها أفراد عائلته وسط فقدان الثقة بالحكومة بتعويضهم مافقدوه من املاك في مناطقهم التي نزحوا منها .

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية