المحرر موضوع: رسالة مفتوحة ثانية إلى السيد رئيس الوزراء العراقي،  (زيارة 641 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي سيدو رشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 104
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة مفتوحة ثانية إلى السيد رئيس الوزراء العراقي،
السيد الدكتور حيدر العبادي / رئيس الوزراء العراقي المحترم،
تحية طيبة وبعد/
بتاريخ 10/12/2017، وجّهنا لسيادتكم رسالة مفتوحة لعله نتفهم من خلالها موقفا تجاه محنة جزء من الشعب العراقي الذي نال القسط الأكبر من الاعتداء على اثر هجمة داعش المشئومة على محافظات عراقية مهمة، وعلى مدينة سنجاروباقي قرى الايزيدية بشكل همجي في الثالث من اب 2014 حيث القتل الجماعي والسبي والتشريد وتجنيد الاطفال ومحو التراث والقبور وتدمير المقدسات، وغير ذلك.
سيادة رئيس الوزراء المحترم،
1.   نذكركم اليوم كما هو في 10/12/2017 بأن الوضع الإنساني يتفاقم سوءاً وبسرعة نحو الأسوأ في جميع المناطق التي تحررت من داعش. وكان إعلانكم في 9/12/2017 بانتهاء صفحة داعش ميدانيا في جميع الاراضي العراقية مبعث اعتزاز وفرح العراقيين ولكننا قلنا في حينه بأنه بالنسبة لنا كإيزيديين لم ينته داعش، لا ميدانيا ولا لوجستياً. وإذ نكرر على سيادتكم ذلك القول مرة اخرى ونعيده إلى اذهانكم لكي لا يطويه الزمن وتعتبرونه ليست من مهمات الدولة: فإننا نحمّل الدولة مسئولية الحفاظ على الوضع الاجتماعي للأسر التي لا تزال تنتظر عودة وتحرير أكثر من 3000 من افرادها المتبقين لدى داعش اينما كانوا. 
2.   الشعب الإيزيدي كما هو بقية الشعب العراقي يطالبكم وبالحاح في تحسين الوضع على الارض في القرى والقصبات والبلدات في سنجار وبعشيقة وبحزاني لعودة الاهالي حيث دام مكوثهم في الأسر (المخيمات)، أكثر ثلاث سنوات مما افقدهم الأمل في العودة وسببّت في هجرة عشرات الالاف منهم إلى أوربا بعد أن يأسوا من الوعود والانتظار.
3.   هنالك امكانيات كبيرة في عودة الاستقرار الى تلك المناطق من خلال اقامة مشاريع معينة واصلاح الخلل في غيرها، كما هو الحال مع معمل سمنت سنجار الذي لو تم اعادته للحياة فإنه سيستوعب اكثر من 10 الاف فرصة عمل، مشروع ري ربيعة الذي سينتج ملايين الاطنان من الخضراوات التي ستغني البلد عن الاستيراد من دول الجوار مع تشغيل عشرات الالاف من الايدي العاملة.
4.   نعيد على أذهانكم بأنه لو أجتمع الفقر بالمرض فإن صنوهم الثالث سيكون الجهل وبالتالي فإن الشعب سيكفر بكل القيم، وسيصبح الحاضنة لإرهاب جديد وبفكر آخر وتحت تسمية أخرى، وهو ما دفع شعوب المنطقة إلى الثأر من الحكام الفاسدين وكانت النتيجة هي ما سميت بالربيع العربي الذي وقع وبالا على الشعوب والحكام في ان معاً. ونهمس في أذنكم كما قلناها لغيركم بأن التغاضي عن حقوق الناس والتستر على الفساد سوف لن يجلب سوى الكوارث وستدفعون الثمن غالياً قبل غيركم.
5.   استعجلوا في تعزيز الاستقرار وأسرعوا في إعادة الخدمات (الماء والكهرباء والصحة والتعليم) لكي تبدأ الحياة بالنبض وإلا فسوف يستفحل الفساد وسنصبح معكم لقمة سهلة لفراعنة الفساد وحيتانه.
6.   ماذا تنتظرون ولماذا لا تبدأون بإعادة الحياة إلى تلك الأماكن التي دمرتها الحرب وتعويض الناس عن ما لحقت بهم من اضرار؟ ماذا تريدون من الناس أكثر من هذا لكي يتحملوا وزر أخطاء السياسات الفاشلة وانتشار الفساد كالسرطان في جسم الدولة بحيث انهكتها عن مهمة القيام باعمالها الاصلاحية؟ وأخيرا نقول بأن: جميع الحكومات التي فشلت هي التي اهملت شعوبها بحيث انها انهارت من اللحظة الاولى في التصدي للاعداء ليس حباً بقدوم الجديد وانما إنتقاماً من الحكومات التي أهملتهم وأذلتهم وجعلت منهم يفتشون في المزابل مما جعلهم يكفرون بالقيم والدليل هو هذا الجيش من  المتسولين وانتشار الفساد الاخلاقي ونداءات عوائل الشهداء باهمال حقوقهم التقاعدية وانتشار الامراض والمياه الاسنة والبيئة الملوثة وغيرها مما لا يحصى.
7.   الكلمة الاخيرة اقولها بأن الشعب يتأمل فيكم الخير والخلاص من هذه العبودية وأن إعادة الامل والبسمة اليهم ليست بالمستحيلة وإنما ذلك بحاجة إلى قرار جريء وتحمّل المسئولية الاخلاقية تجاه الشعب الذي لم يبخل في المساهمة والتعاون مع الحكومة على جميع المستويات ويبقى الباقي عليكم. نعلم بان المهمة ليست سهلة ولكنها ممكنة التحقيق. لكم الاحترام آملين أن نتلقى الجواب على عنواننا التالي

علي سيدو رشو
alirasho@zahoo.de