المحرر موضوع: المسيحيون ملح الارض...بقلم آرا سوفاليان  (زيارة 587 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sound of Soul

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 13100
  • الجنس: أنثى
  • اردت العيش كما تريد نفسي فعاشت نفسي كما يريد زماني
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.ankawa.com/forum/index.php/board,53.0.html




المسيحيون ملح الارض...بقلم آرا سوفاليان

كتبت ندى الوير:
تخيلوا اﻷردن بدون مسيحيين (ﻻ سمح الله)، طبعاً صعب حتى اتخيل.. نحن ملح اﻷرض، فإذا فسد الملح فبماذا يُمَّلَحْ..؟ الله يحمي اﻷردن ويهدّي حال وبال جيراننا العرب، آمين.
كتبت الرد الآتي:
انا عملت في الانتركونتيننتال عمّان كعازف بيانو واورغ مع فرقتي في قاعة التاج طابق 9 وكان زياد رحباني وفرقته يعمل في قاعة بال السويسرية طابق أول ...في احدى الايام كنا نحمل آلاتنا الخفيفة نريد الصعود بالمصعد للبدء بالعمل وجاء ضابط اردني بالبدلة العسكرية يحمل بسطون " عصا الماريشالية "...يفترض ان يكون رتبة عالية فأنا لا أعرف الرتب الاردنية ولا شاراتها ولا مدلولاتها ... وعندما رأيته يركض باتجاه المصعد وضعت يدي على الزر الذي يمنع اغلاق الباب ...وشكرني الرجل ولكن عندما وضع قدمه في المصعد ...سمعنا رنين جرس الحمولة الزائدة وتوقف المصعد عن الحركة...فتراجع الرجل واعتذر...قلت له على رسلك يا سيدي انت انسان مهم واتيت الى هنا بمهمة " تأمين الفندق والقاعات بسبب زيارة افراد من الاسرة المالكة للفندق وحضورهم حفلتنا " ووقتك ضيق ...انت اصعد في المصعد وسأنزل انا ... فدفعني الرجل الى داخل المصعد وقال لي " وكلّ الله يا رجل...انتو ضيوفنا...ايش بدها تحكي علينا العالم اذا انت نزلت من المصعد وعطيتني مكانك" ؟؟؟ وكنا نحن في جوّ سوريا وجوّ الأشاوث وزلام الأشاوث ودوريات الأشاوث التي كانت تمشّط بعض الشوارع الغنية في دمشق بعد الثالثة صباحاً في مهمات جنسية وليست لا في الحدود مع اسرائيل ولا في داخل اسرائيل كما يفعل الاسرائيلييون بنا... وكنّا نخاف من خيالنا ولا ثقة لنا بأنفسنا ...فلو انني لم اقدم واجبات الطاعة لأصغر ضابط في قوات الأشاوث لأطلق النار عليّ في المصعد ولحصل على ترقية ومكافأة ... لأن قيمة الانسان عندنا لا شيء بل وصفر مطلق...وظلت صورة هذا الرجل ذو الرتبة العالية والانسانية العالية في خيالي الى اليوم بعد ان عمّ الخراب في سوريا...وكان عقد العمل هذا لمدة سنتين بداية سنة 1978 ولم نستطع تمديده لأنه وكالعادة ساءت العلاقات بين الاردن وسوريا ... وكنت طيلة الوقت افكر بهذا الضابط الذي لا اعرفه و لا اعرف اسمه وكلّي ثقة وايمان بأن ضباط من هذا المستوى لن يقودوا بلدهم الى مثل ما حدث في سوريا ففي سوريا تم بيع الطريق ودخلت آلاف الشاحنات المحملة بالاسلحة وبالرجال الموعودون بوصال السوريات ثم وصال الحوريات وتحولت سوريا الى مخزن سلاح عالمي ومخزن مجرمين عالمي ودور دعارة...الضباط الوطنيين المحترمين الذين لا تعرف قلوبهم لا الرشوة ولا الخيانة ولا بيع الوطن هم ملح الارض وليس المسيحيين...في حين عدت الى سوريا وانهيت الجامعة والتحقت بالجيش ورأيت ما رأيت لدرجة انني استطيع كتابة مجلدات تحكي عن سرّ البلاء الذي أوصل سوريا الى هنا ...وصرت ادفع رشاوي للسادة الضباط قضت على مدخراتي وعلى كل ما كنت أجنيه من الموسيقى وكانت لهم اساليبهم في توريطي...فأفلست وفتوقفت ...القصة طويلة ولا زلنا مستمرين في دفع الثمن مشتتين في ارجاء العالم ووصل عدد شهدائنا الى المليون.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
   25 12 2017


http://www.ankawa.org/vshare/view/10418/god-bless

ما دام هناك في السماء من يحميني ليس هنا في الارض من يكسرني
ربي لا ادري ما تحمله لي الايام لكن ثقتي بانك معي تكفيني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,603190.0.html
ايميل ادارة منتدى الهجرةsound@ankawa.com