المحرر موضوع: إشارة إلى شبتاكا في أثر آشوري بإيران  (زيارة 1162 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إشارة إلى شبتاكا في أثر آشوري بإيران .. بقلم: محمد السيد علي


عنكاوا دوت كوم/سودانايل
على جبال زاغروس في غرب إيران وعلى بعد (85) كلم شمال شرق كرمنشاه ، عثر في ستينات القرن الماضي على نقش أثري آشوري ، يرجع تاريخه إلى عهد الملك سرجون الثاني (722 – 705 ق. م) . يورد نص النقش تعاملات الملك الآشوري مع ملك كوش في ذلك الوقت (لم يرد إسمه في النقش صراحة) وتسليم الأخير للآشوريين ملك أشدود المتمرد على سلطة أشور وكان ملك أشدود قد لجأ إلى مصر العليا التي كانت يومها تخضع لحكم الكوشيين فرارا من الزحف الآشوري على مدينته وقبل الكوشيين يومها إجارته فمكث أكثر من عامين في مملكة كوش ، إلى أن بدأت العلاقات تتحسن بين آشور وكوش فجرى التسليم مع تعهد بعدم إيذائه على الأرجح . جرت ترجمة النقش بداية باللغة الفارسة ، غير أنه لم يجر تحديد هوية الملك الكوشي ، إلى أن جاء (قرانت فريم) عام 1999 وأعاد تحليل النقش وطابق التاريخ المنقوش مع فترة حكام الأسرة الخامسة والعشرين فوجده موافيا لفترة حكم شبتاكا (706 / 707 – 690 ق. م) .
لقد كانت أشدود بمثابة حلقة الوصل بين آشور وكوش ولعبت دورا تفاعليا هاما في تلك العلاقة ، غير أن أشدود تمردت على آشور مثلما تمردت من قبل غزه وذلك نظرا لأن الآشوريين أثقلوا كاهل المدن الفلسطينية بالضرائب والجزية فثاروا على هذا الوضع الذي يبدو أنه قد وصل حدا غير محتملا فتمرد (ازوري) ملك أشدود على هذا الوضع فقام سرجون الثاني بخلعه وتعيين شقيقه ، غير أن أهل أشدود رفضوا ذلك ونصبوا (لاماني) ملكا لهم . عندها زحف الآشوريون على هذه المدن وأجتاحوها ونهبوا ممتلكاتها فكان أن فرّ (لاماني) إلى مصر العليا في أواخر عهد الملك (شاباكا) وأستمر باقيا في كوش حتى عهد الملك (شبتاكا) الذي وفي سبيل تحسين العلاقات مع آشور ، سلّم (لاماني) إلى الأشوريين بعد عامين من تسلمه الحكم ، غير أن الأشوريين لم يلتزموا لاحقا بالإـفاقيات التي أبرموها مع (شبتاكا) فقاتلهم بضراوة .
ولعل مقاتلته للآشوريين تبرز بشكل جلي في خوضه ضدهم معركة (التخ) الشهيرة عام 701 ق. م على أسوار (أورشليم) حينما إستنجد به بنو إسرائيل لإنقاذهم من الخطر المحدق ، يومها كاد الزحف الآشوري أن يعصف بالمدينة المقدسة ، لولا وصول (طهارقا) في الوقت المناسب ودرء الخطر الآشوري بخوضه معركة فاصلة ، كتب فيها النصر للكوشيين .

msaidway@gmail.com
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية