المحرر موضوع: ايضاَ... وايضاً الرد على الباغين والحاقدين  (زيارة 1452 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لكل مرة تغريده المسؤولين العراقيين لا تسكت بإطلاق خطابات الطائفية المسمومة على المسيحيين. كانت آخرها في 23/12/2017 للرد على خطيب جامع (أبواب الجنة) في كركوك في 15/12 حيث بث سمومه ضد المسيحيين وحرّم زينة أعياد الميلاد وتهنئتهم بهذه المناسبة ناعتاً إياهم بالكفار.. قبلهُ علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي ناعتاً المسيحيين بالكفر واباحة قتلهم، والشيخ اياد جمال الدين واصفاً المسيح بكلمة (أخجل وصفها) وغيرهم. هذه الخطابات تؤجج الكراهية وتفتح أبواب الجحيم بدلاً ان تشرع أبواب الجنة عبر قيم التسامح والاخوة والاحترام التي البلاد أحوج اليها. واليوم اثارت عميدة كلية التربية الرياضية في جامعة بابل، الاكاديمية د. أمل علي سلوم، العضو السابق في مجلس محافظة بابل (من 2009 الى 2013و حصلت على الدكتوراه عام 2006)، تصريحها أثار الجدل حول (وَصْفِها احتفال العالم المسيحي برأس السنة الجديدة بالبدعة، وان هذه الاحتفالات خاصة بالكفار وعلينا عدم التشبه بهم وان على المسلمين بدء عامهم بالصلاة دون ان يتشبهوا بالكفار ممن يبدئون سنتهم بمزامير الشيطان). أين الدستور العراقي وأين المسؤولين؟ انهم عاجزون بالقدرة على الرد والمحاسبة او الاقصاء من وظائفهم ليكونوا عبرة للآخرين والحد من هذا البغي والحقد. ان الشرق بلا مسيحيين صحراء قاحلة، وهم يعملون على إعادة زرع الثقة بالأرض من خلال نشر الوعي. هم في الشرق الملح والنور وبقائهم هو ضرورة لبقاء واستمرار العيش المشترك. والاضطهادات التي يتعرضون لها في مناطق عدة من العالم (خاصة في العراق) والتي تحمل اوجهاً عدة من بينها ايضاً منعهم من تنظيم الاحتفال الدينية شأن الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة، وان من يقدمون على هذه الممارسات يخافون من هذا العيد لأنه يسلط الضوء على كرامة الانسان التي تنبع من الله لا من السلطة والنفوذ. وأُشبه مسِحيينّا الذين يقعون ضحية الاضطهادات في عيد الميلاد بالعائلة المقدسة التي اختيرت رفض الآخرين لها وعانت بسبب اضطهاد الملك هيرودس ولجأت الى مصر هرباً منه مثلما يحصل اليوم. بهذا العيد المجيد، عيد انتصار النور على الظلمة، والاتفاق على الخصام، والسلام على الحرب، والمحبة على البغض والحقد، المسيحيون يتضرعون الى الله، ان يفيض ميلاده العجيب بيننا بنعم الخيرات والبركات، فيضئ نوره وسط ظلمات حياتنا سلاماً وبهجة ورجاء. وتبتهج بضيافة قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا واوطاننا، في العراق وسوريا ومصر وفلسطين حيث الحروب والماسي والنزاعات. الميلاد تبادل عجيبٌ بين الله والكلمة، الميلاد إدراك لمحبة الله الكلمة للبشرية، صدى الميلاد في عالمنا اليوم. وُلِدَ المسيح في قَدَّود ليخلص العالم، أنزْ أيها المسيح لتهتدي بنورك الى الحقيقة والعدالة والمحبة، فيحيا البشر في شركة مع الله ويتضامنوا فيما بينهم، ويبنوا عالماً يعمه السلام والأمان والمحبة، فيهتف الجميع ملء الفم والقلب والروح. الدكتورة الاكاديمية العميدة أمل؛ من اعطاك الحق الكلام والتصرف من حَذَرَ المسلمين من الاحتفال بما سميتيه بالبدعة، ووصفت المسيحيين بالكفرة والشياطين. فمك ملء بالحقد والكراهية ومفعم بالحث على العنصرية والطائفية. وانت تقودين كلية الروح الإنسانية، ان التربية الرياضية هي جزء رئيس ومهم من التربية العامة، يستخدم أنواع مختارة منظمة من الاعداد البدني لتربية الافراد بدنياً واجتماعياً ونفسياً في جو سليم وإيجابي يقوده الحكمة (العقل السليم في الجسم السليم). أيتها العميدة، انظري دول الخليج العربي احتفل المسيحيون بأعياد الميلاد معبرين عن سعادتهم بوجود أشجار الميلاد والمزينة في معظم الشوارع والمدن، وسط حضور ومشاركة كبيرة من مختلف الطوائف والجاليات الموجودة فيها مؤكدين ان شعبهم وحكوماتهم منارة للتعايش فيما بينهم من الأديان. وتقام القداديس في الكنائس مرددون الترانيم المز مورية والمسيحيون والمسلمون يتبادلون التهنئة التي تحمل مشاعر السلام والمحبة للجميع. ثم أسألك، من كان يحلم ان يرى سانتا كلوز وبابا نويل وشجرة الميلاد في مدينة الموصل والرقة السورية؟ سكان الرقة القلائل الذين عادوا الى مدينتهم، وهم خلف رجلان من سانتا كلوز يتوجهون جميعاً الى كنيسة الشهداء الأرمنية في وسط المدينة التي لم يبق منها سوى الاعمدة وسقف متضرر، وفي الكنيسة علتّ أصوات التراتيل ووضع الصليب الخشبي فوق جبل من الركام وزينت شجرة بالأضواء والاجراس. في الموصل وشوارعها تجول سانتا كلوز وبابا نويل، وظهرت أشجار أعياد الميلاد من جديد في المحال وأسواق المدينة، حيث أصبح للمسيحيين أبناء الموصل الأصلاء شيئاً خاصاً يحتفلون به هذا العام بعد 3 سنوات من سلطة داعش (الإرهاب الديني المتطرف). حيث قامت فتاة بعمر 17 (غنوة غسان) وهي مرتدية زي بابا نويل وقامت بتوزيع ألعاب ومستلزمات مدرسية لأطفال مسيحيين ومسلمين. وقد تحدث الاستاذ علي البارودي أكاديمي ومحاضر في اللغة الإنكليزية في جامعة الموصل فقال: شعرت بالفرحة والسعادة عند دخولي قاعة المحاضرة لأرى شجرة الميلاد المضيئة بعد 3 سنوات قاتمة من حكم داعش. وقال المواطن (سعد أحمد): قامت مجموعة من شباب الموصل بتنظيف كنيسة هنا (وهو من سكنة شرق الموصل) ليتمكن المسيحيون من الاحتفال وحضور القداس والصلاة. أما مسيحيو سهل نينوى أقاموا القداس الميلادي في كنيسة الطاهرة بمشاركة محافظ الموصل. الأستاذة العميدة، انكِ أبنة بابل، البلد التاريخي، فكيف سمحت لنفسك نكران تاريخها الحضاري؟ بابل الاكدية تعني بوابة الإله، دولة بلاد ما بين النهرين القديمة، وعرفت ببلاد سومر وظهرت الحضارة البابلية بين القرنين 18و 6ق.م. بابل الاشوريين والكلدانيين في القرن 8و 7ق.م. لغة بابل واشور لهجتان عن اللغة الاكدية، لغة النضج والكمال الذي تتجلى في دولة شريعة حمورابي عام 1763، وحلت محلها اللغة الارامية. بابل كان لها عيد رأس السنة يسمى أكيتو (أي الحياة) وهو رأس السنة البابلية والاشورية، وتعتبر احتفالات أكيتو واحدة من أكبر المهرجانات الدينية والاجتماعية، وقد جرت العادة على إقامة الاحتفال بعيد أكيتو كل عام حسب التوقيت القمري في أول من نيسان ويستمر 12 يوماً. هذا العيد انتقل من بابل الى آشور ومنها الى الكرد والفرس والشعوب الأخرى ليمثل الاحتفالات بعيد الربيع بعد ان اتخذ مسميات أخرى مثل النوروز والنيروز الذي يقام في 21/3، اما الساميون الذين سكنوا العراق القديم قبل واثناء وبعد، السومريون فقد اختاروا تسمية أكيتو الذي احتفلوا به منذ 5300 سنة ق.م. احتفالات رأس السنة في العراق القديم كانت تسمى (حجيتو أكيتو) ويعني (رأس السنة بيت الأكيتو) وكانوا يختارون أرياف المدن لبناء بيت أكيتو لأنها أرض واسعة وطبيعة خلابة. عيد رأس السنة الميلادية، في العراق الحديث يعتبر من الأعياد الرسمية ويحتفل به جميع العراقيين، كما في 1 محرم رأس السنة الهجرية، وعيد ميلاد المسيح في 5/12 يعتبر من الأعياد الرسمية حصراً للمسيحيين. عراقنا اليوم بحاجة ماسة وضرورة لإعادة البنية والاعمار. هل من رد... دكتورة علم النفس؟
        الباحث/ ســــمير عســــكر