المحرر موضوع: السوسنة التي صلحت لمملكة  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
السوسنة التي صلحت لمملكة
« في: 19:22 02/01/2018 »
السوسنة التي صلحت لمملكة
Oliver كتبها

 - سار الحبيب فى الأرض الغريبة. الشوق يغلبه و الشوك يكسو طريقه.خاصمته الأرض في كل الدروب بأشواكها النافذة.خاصمته و تسائلت ماذا بك؟ أينما راح ما وجد خضرة.الآيائل هربت.الصحاري إتسعت حتي الأفق.تلافيف الشعاب أشواك.في الطرق و الشرفات و الأكواخ حتي في القصور.تطل الأشواك بجسارة و تقتحم من غير تأدب ثم تسأل ماذا بك؟ أُدمت قدمي الحبيب.تثقبت من قبل أن توجد مسامير.نَزَفَ على الرمال الكاوية من قبل أن يوجد صليب.لم تحتمله الأرض من قبل أن يتجسد.بين إبر الأشواك لمح سوسنة نابتة.صغيرة العمر.أفسح لها مكاناً بيديه.تمزقت أوتاره لأجلها..لها وحدها صار ينادي حبيبتي حبيبتي . صار يغازلها و يغزل أوصافها. أكثر من العشاق صارت حبيبته.كان يضع فيها الجمال ثم يصفه.فكان الجمال من وضعه و من وصفه.هكذا صارت حبيبته.هكذا صار حبيبها.ثم ماذا؟
- من فوق أرسل عينيه مع نظراته.من حيث جاء ينظرها.سدائل شعرها كالليل.كل الليل يبيت فيها.يطول مع خصلاتها .يلف كما تلفه الريح.حبيبته حبيبتي خاضعة لريح الصحارى و شوق السهاري.في الإزدهار في حضن الحبيب تلألأت عيناها كومضات تخفق و تخبو.ترمش بإنبهار بين الإزدهار و الإنكسار.فالحبيبة مغلوبة و غالبة.عيناها كجمال السلام و حلاوة قسمات الملكات.في عينيها يسكن الملك.كأنما في عينيها عرش.و على الرمش مكتوبة قصائدها.ترمش كمن يعزف ألحان الترحيب.فإقترب الحبيب.
- همس الحبيب كي لا ترتجف.حبيبك أنا.قالها و البرد يخبطه كالسياط و ينزع رداءه كمن يعده للصلب.لا زال الحبيب يهمس في أذني الحبيبة.في قلبها.في وجهها.في حضنها.فتتلقي كلماته كإنسكاب الضوء علي صفحة النهر العتيق و تسرى كما الدنيا بأسرها في عينيه.من إلتماس الدفء تقترب.من قساوة البرد يرتجف.يعط الدفء و في كفيه رعشة و في قلبه خفقة و علي عينيه دمعة و يتصالح.يفتح ذراعيه فيحتضن الحبيبة يشع من صدره محبة غالبة.تأخذ منها و تتصالح.
- السوسنة  تترك الوديان و تصعد.يأخذها العشق للعاشق .يضبط مشيتها فتسير ممشوقة كالمنتصرة.تنتصب مثل رقاب الغزلان.تطفر و تقفز و الحبيب خلفها يدللها كالأطفال.تظهر في الصحاري إخضرارات جديدة تتبع أثر الحبيب.حيثما داس الأرض نبتت الحياة.صعدت الكلمات من اسفل إلى أسمي معانيها.السوسنة تندهش ففى حضن الحبيب تسير و هي لا تغادر المكان.السكون و الترحال معاً في الحبيب.البقاء و الصعود يتحدان.إبتسامة من شفتيها الناضرتين تفلت.تنطق و تسكت .تتحول الكلمات إلى أحضان إلى قبلات إلى السماء و الأرض تطوف.ما أجمل إبتسامتك حبيبتي.ها قد شق الفرح طريقه.من دموع الحبيب تولد الرمان و تفتح القعال و توردت غمازتى خديك يا جميلة الصحاري و سوسنة البرارى.من أنفاس الحبيب طلعت الورود لتتجمع في يد الحبيبة باقة العروس السعيد.حبيبته تلمع في شمسه.حبيبته حبيبتي فأنا أتبع من يحبهم و أحبهم.أنا عاشق السوسنات فى تيه الفيافى.
- قدك يا عروس الأرض أحجار الأكوا على جبال القوقاز.كدموع الأصداف في قاع الخليج.صرت شفافة كاللؤلؤة حين عانقت الحبيب.ماذا أخذ منك و ماذا أعطاك حتي أصبحتِ هكذا نورانية؟ مشتاق إليك لكي أنصهر كما إنصهرت.كي ما أفقد الغيم من أمري و تبق السماء وحدها لى.ليتنا نتغير في الهيئة و نتشكل بشكل الحبيب.نبق فيه معاً حتي لا يقدر صخر الأرض عن أن يفصلنا.الزمان ما الزمان هو خادم لنا و سنتقابل.يأخذ الحبيب من عندي يد و من عندك يد و يضع يديه على القلبين فنتوارى فيه كظهورات الملائكة.هو عرس يُزف الحب فيه على مستقبليه.يربط بين إنهمار النعمة و الخليقة الجديدة.
- قامتك طالت السحب .هامتك سمت لما إنحنت.إرتفعت بإتضاع القلب و كتب الحبيب من حنانه قصة للوجود نتعلمها.وسط الكلمات أسرار المحبة و أشعار الجلال على قمة المريا.ننذبح فننبهر.ما دامت السكين في يد الحبيب فهي لا تجرح و لا تميت.هو يختن القلب بإسمه فنتعزي.و يكتب إسمك فأتعزي.نلت ما نال القلب يوم إنفتح .كالسماء إنفتح.صرت بالإيمان ذاهبة و عائدة في حرية المجد.ما عدت تحتاجين إستئذان الحبيب فهو يشاركك كل شيء و أنت خليلته.يعيش اليوم قبلك ثم يهبك ما عاشه من غير أوجاعه.كالنسر يقتنص ثم يمضغ لصغيره الطعام.صرتي حبيبتي تأكلين من فم النسر.يا صغيرة النسر المدللة.تركضين من صوت النسر.تقفزين علي جناح النسر .لذلك لمست قامتك السحب.سافرت فكل الأرض أرضك.صرتي يا حبيبتي لي شعباً كذا بلداً.حبيبك قسم الميراث قبل الميعاد و وهبك الكنز مهراً.فتزينت بزينة من يد الحبيب.أنا أخذت منه خاتماً ووضعته لأصبعك كي أنتسب للحبيب و الحبيبة
- صورتك المرسومة على وجه القمر مكتملة. لم يغير الرسام لون عينيك.بل رسم الحبيب لك عينين جديدتين بهما ترين ما وراء الزمان و لا تجوعي أو تعطشي.فالسوسنة البرية ما عادت برية.تبناها فلاح السماء الذى رقمك بعينيه من وسط الأشواك.و أشار لي أن أتبعك فتبعتك.لكي أراه يحمم عروسه و يغسل ما لا يليق فيها.ثم يلبسها ثوباً من صنع يديه.ها قد تعلمت غسيل الأرواح معك.ما أجمل السوسنة في الثوب الجديد.حقاً تصلح لمملكة.
- تقف العروس و تبتهج.الفرح تاج في خصلاتها قد تثبت.التهنئات تأت من كل اللغات و الألسنة و القائل لأن صنعة يدي الحبيب قد أبهرت العالم.من هو صديق العروس مثلي فيفرح و يأخذ كل إبتهاج شراب ماء ينبوع الحياة.من يعرف اسرار الحبيبة كما عرفتها.إسمها و وصفها في السابق و الآت .وجهها الطفولى و ملامح نضجها منحوتة في يد علي صخرة و الكلمات تنساب منها مثلما جرت في قادش لأن موسى شاهد على العرس.و صوت يوحنا يدعو في البرية كل المدعوين.