الاخ الفاضل الاستاذ بطرس آدم المحترم
أود أن أشكرك جزيل الشكر على تعليقك المستفيض المحب. وكان طرحك فيه موضوع تأمل وتفكير معمق، في اليومين المنصرمين. كما أسعدني ان أجد في حضرتك وحضرة د. رابي، رائدين من رواد هذا الموقع وهو الواحد من بضع عشرات المواقع الاكثر انتشارا في العالم، تشجعان نهجا بقي الموقع مفتوحا له، وهو مخاطبة قارئ اليوم بالسعي لتقديم بشرى الخلاص التي شكلت انعطافا في التاريخ البشري, وذلك ضمن واجهة علمانية (في موقع ليس لسان حال جهة دينية) وفي خطاب معاصر. ازاء عدد ممن يفيدون من المنبر عينه لبث افكار مناوئة للبشرى اياها، عندما بقي الخطاب عنها مقولبا وتقليديا.
أذعن ان ثمة توجهات تسعى لتقديم معطيات انجيلية في منظور رمزي يدخلونه ضمن جنس ادبي ابن زمانه، مما له اساسه، ولكنه قد يوحي بالتقليل من شأن ما حدث من تحولات عجائبية في زمن الرب، توبة بطرس، وبعد صعوده: اهتداء شاول بولس، وكأنها تحصيل حاصل، بدون الانبهار بما جرى من تحول ايماني، انساني جذري لديهما وما حققاه في حياتهما، الى جانب ما اجترحه يسوع المسيح من معجزات للمؤمنين به.
فأرى من المنطلق إياه ان ننظر الى ما يحدث في زمننا من معجزات مبعثها الايمان وباسم يسوع عينه، سواء في تطويب القديسين، مما تتطلبه الكنيسة في اعلان قداستهم، من معجزات يذعن العلم ان لا تفسير له بشأنها، ولكن ايضا ما يمكن ان تراه، مثلا،، في مزار سان جوزيف في مونتريال من مجاميع عكازات لمعوقين شفي عوقهم بإيمانهم بالشفاء، باسم يسوع اياه. على ان ما ذكرته لي متطوعة في لورد، هو دهشتها من معجزات اهتداء أناس جاؤوا المزار غير مؤمنين، وتركوه على غير ما كانوا، وكذا ما نجده من اهتداءات في المسيحية واليها.
مع اعتزازي الدائم.