المحرر موضوع: 5 تحديات تواجه عودة المسيحيين النازحين لمناطقهم .. هل يدركها العبادي (رؤية تحليلية )  (زيارة 2091 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37768
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
5 تحديات تواجه عودة المسيحيين النازحين لمناطقهم .. هل يدركها العبادي (رؤية تحليلية )

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

كان العنوان الرئيسي للقاء رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بوفد رؤساء الطوائف المسيحية والنخب الرسميةمن المكون  في الحكومة  في ثالث ايام العام الجديد  هو تصريحه بشان توجه الحكومة العراقية  نحو اعادة النازحين المسيحيين لمناطقهم التي هجروا منها  بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في صيف عام 2014 وما انعكس عليه ذلك من افراغ مدينة الموصل ومناطق واسعة من سهل نينوى  من مكونهم المسيحي  الامر الذي الى تشتت الالاف منهم في مناطق سواء في اقليم كردستان  او في اختيار الاغلبية منهم الهجرة  نحو البلاد الغربية  بعد رحلة توطين مؤقتة طالت لحد الان  للكثير من العوائل  التي ذاقت الامرين وواجهت ظروفا ماساوية اثناء محنة انتظارهم للاستقرار في تلك الدول عبر محطات تنوعت ما بين دول لبنان والاردن وتركيا .

وبغض النظر عن الحرب التالية التي اعلنها العبادي بعد اعلانه تحرير كامل الاراضي العراقية من براثن التنظيم الارهابي موجها كلامه لحيتان الفساد الذي استشرى في جسد مؤسسات الدولة فان تصريحه بشان عودة النازحين المسيحيين لمناطقهم بصطدم بخمسة تحديات يسرد تفاصيلها موقع (عنكاوا كوم ) ويبين هواجس المكون المسيحي تجاهها مما يحول لعودة سريعة او بطئية الوتيرة نحو مناطقهم لاستئناف ذات الحياة التي كان يعيشوها في المناطق التي تركوها قبل نحو اربعة اعوام ..واول تلك التحديات هي :

1-  تعدد القوات الامنية المكلفة بمسك الملف الامني سواء بمدينة الموصل  او في مناطق تواجد المسيحيين في سهل نينوى من قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة او قوات الحشد مما يعرقل انسيابية توفير الامن  لتلك المناطق وبمنع التصادم بين القوات التي تتنوع ولاءاتها طبقا للجهات التي ترعاها فضلا عن ان هذا التنوع يتيح للخلايا النائمة  التابعة للتنظيم الارهابي من محاولة الاخلال بالامن حالما تتاح لها الفرصة بالعودة مجددا مما يثير الهواجس المقلقة ..

2-  غياب الثقة  بعودة امنة لدى المكون المسيحي خصوصا ممن نزحوا من مدينة الموصل او من مناطق سهل نينوى بوجود هواجس  بان جيرانهم او من اهالي المناطق القريبة من تواجد المسيحيين ساهموا بشكل او باخر بعمليات التسليب والتخريب الممنهج لدور وممتلكات المسيحيين لدى تركهم منازلهم اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وبقاء ذلك الملف مرهونا بحلول غائبة عن محاسبة المتورطين او البحث عن جناة ربما يفلتون بافعالهم دون محاسبة وهذا ما يقلق جديا المسيحيين ويمنعهم بشكل رئيسي من التفكير حتى بالعودة ..

3-  والامر الاخر  الذي ترك دون معالجات حتى من قبل الحكومة التي اولت  امر التحرير امرا واسعا دون ايجاد حلول مقابلة بشان التعايش لما بعد حقبة داعش وخصوصا  بما يتعلق ببقاء الصورة النمطية لدى العقلية الموصلية بشان الاخر  وهو المسيحي بكونه النصراني ومن اهل الذمة وحتى الكافر وهي المعطيات  التي اعتمد عليها كثيرا تنظيم الدولة الاسلامية حينما اصدر بيانه السيء الصيت في  تموز (يوليو ) عام 2014 والذي بناءا عليه افرغت مدينة الموصل من مكونها المسيحي ومع الاخذ بنظر الاعتبار ان  تخريب الحواضر المسيحية جرى في الايام الاخيرة من عمر التنظيم حينما اوكل مهمة قلع الجدران وتخريب الكنائس لمقاولين محليين من المدينة ..

4-  وفيما اعلن العبادي عن دعوته  تلك فان المفارقة تكمن في ان الحكومة بقيت عاجزة عن تعويض المكون عما واجهه من خسائر بممتلكاته وبقاء الاغلبية من تلك العوائل النازحة تحت وطاة الايجارات الباهظة وغلاء المعيشة  دون ان التمكن من اعادة الاستقرار الذي كانت تنعم به قبل محنة النزوح القاسية كما ان اغلبية العائدين في مناطق سهل نينوى تمكنوا من ارميم منازلهم وتاهيلها لفضل المنظمات الانسانية والدعم الغربي للجان الكنيسة المختصة بملف الاعمار بغياب دور حكومي فاعل وملموس بهذا الشان واقتصاره بالوعود ريثما يتحثث مؤتمر المانحين والمؤمل عقده بدولة الكويت في شباط (فبراير ) من العام الحالي ..

5-  والامر الاخير والاكثر اهمية هو بقاء مناطق سهل نينوى ذاتها  بنفس واقعها السيء جراء نقص الخدمات وغياب البنية التحتية الامر الذي يجعل العائدين لتلك المناطق يعيشون بين مطرقة الاوضاع الامنية المتذبذبة وسندان الخدمات المفقودة والتي كانت ذاتها تلك التي تتراس احاديث مواطني مناطقنا دون وجود اية مؤشرات نحو تحسين الواقع الاقتصادي والخدمي فيها ..

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية