المحرر موضوع: صراعٌ في بستان ورد  (زيارة 1007 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مريم نزارحنا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
صراعٌ في بستان ورد
« في: 23:28 04/01/2018 »
صراعٌ في بستان ورد

  وُلد طفلٌ جميل المظهر واسع القلب ، بدء يكبر كزهرة تفتحت ليفوح عطرها ويعم على ارجاء المعمورة ، هذا الطفل الجميل قد اصبح شابا ذو هيبة وسلطة ، القوة تزخ منه كقطرات مطر تسقي كل الورودِ الضعيفة الذابلة ...
 كان والده حمورابي وعمُه نبوخذ نَصر ومعلمه بانيبال ، كان اصراره على تثبيت نفسه كاصرار كلكامش في ملحمه (الخلود ) ، كان يكبر من حيث الفكر لا من حيث الشكل ...  لعدة قرون تربع العرش ، شاءت الظروف أن يصبح اشبه بشيخ هرم تجاوز الثمانين عاما داهمته عشرات النوبات والجلطات {الانفجارات} ... والتجاعيد خطت  وجهه الجميل فذبل كما تذيل الحدائق والمتنزهات ، اين ذاك الشاب الذي كان يصارع الالاف ولا يهزه الريح ؟؟؟ واين ذاك الشاب الذي كان ذو شموخ وعزة  نفس متبخترة؟؟؟
أسئلة كثيرة والجواب يكمن في أهله ومعلميه كونهم ليسوا بجديري المهمة كي يقودوا أغلى ما عندهم فجنانهم أصبحت عرضة لكل من هب ودب ، فها هو الغراب الأسود والجراد {الارهاب} بدأ  يقتحم بلداته واحدة تلو الاخرى فباتت كمقبرة للاحياء لا تعلم في بأي لحضة ماذا سيحل بهم ،  اتساءل واقول لماذا ؟؟؟؟؟ رغم أني أعرف لا من يجيب .. اتعجب واقول اهٌ قصتي ليست من الخيال ولا من اساطير سندريلا انه واقع مرير الحال....
انه العراق ... بلاد مابين النهرين الذي تحول من وطن الحضارات إلى وطن النزف والدمار ، حاله اشبه بصراع في بستان ورد ولكننا لا زلنا ننتظر الياسمين كي يفوح منها الرجاء على ربوع العراق ليرجع سالما ويتكلل من جديد تاج العرس وتمر الفصول ويعود الربيع الى كل بقعة أجتاحتها الغراب  .