المحرر موضوع: الكنيسة و حروب الجيل الرابع و الخامس  (زيارة 821 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكنيسة و حروب الجيل الرابع و الخامس
Oliverكتبها
- حروب الجيل الرابع و الخامس تتشابه في الهدف فهي لإسقاط المجتمع نفسه و ليس الدولة و النظام فحسب. في حروب الجيل الرابع لا يستخدم العنف كأداة واضحة بينما في حروب الجيل الخامس يستخدم العنف ضمن نفس أدوات حروب الجيل الرابع.هي حروب تستهدف إحتلال العقل  لا الأرض و تفريغ الشخصية من محتوياتها لكي تنساق لآخرين يعملون من خلف الستار لمصالحهم يكشفون عن أنفسهم في النهاية عند تقسيم الغنائم.هذه الحروب كما رأيناها أسقطت دولاًكثيرة. لأنها حروب تبدأ بخلخلة الفرد و الإطاحة بكل ثوابته.ثم بإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي التي تحولت إلى وسائل التعبئة الإجتماعية تنتقل بسهولة و بغير تكلفة تذكر من خلخلة الفرد إلى خلخلة المجتمع كله فتسقط اي دولة أو كيان مستهدف.هذا تعريف مبسط للحروب الجديدة لكن ما يهمنا هو علاقتها بحياتنا الروحية و أثرها على علاقتنا بالكنيسة ككيان روحى يضمنا و نضمه يصنعنا و نصنعه طبعاً بعون إلهى واضح.
- تحطيم ثوابتك الروحية و الإيمانية هى الخطوة الأولي في هذه الحرب الحديثة القديمة.على جبل التجربة بدأت و ما زالت مستمرة.تبدأ بتغيير الحجارة لتكون خبزاً.الحجارة هنا هي ثوابتك.و الخبز هو الليونة التي تنهضم و تتفرغ و تختفي.الشيطان يريد أن نستهين بثوابتنا فتكون كالخبز نلوكه و نمضغه و ننساه بعد حين.مع أنه ليس بهذا الخبز المستهدف يحيا الإنسان و لا المجتمع.بل بإحتفاظه بكلمة الله التي هي أثبت الثوابت.لا تدع أحد يستهين بثوابتك أو يسخر منك بسببها فإن لم تجاريه يتهمك بالتخلف و الرجعية.إنه صوت شيطان لا إنسان.خذ كلمة الله تسندك و تنجيك من الحرب في بدايتها.هذه وصية المسيح لنا.
- تحطيم الثوابت يتم بتشويه القيادة الروحية بالخلط بين النقد و التجريح.بين الشجاعة و التبجح.فإن لم يعد لك رمز تقتنيه و قدوة تأخذها يصبح من السهل جداً أخذك في ساحة منفردة لإقتناصك.أما نقد قيادتنا الكنسية فهو بمحبة و إحترام و إتضاع و للبناء فليس أحد فوق النقد علي هذه الأرض.أما الذين خلت عقولهم من الفكر و البدائل فلا تجد عندهم سوى الشتائم و التجريح.إياك أن تظن أن القيادة الروحية هي المستهدفة بل أنت المستهدف نفسك.لقد بدأوا يهزون أحد ثوابتك و هي إحترام و محبة الآباء و الأمهات الروحيين و الجسديين.هنا يمكنك تصنيف المواقع التي تنتحل من المسيحية إسماءها و هي تهدف لإبعاد كل مسيحي و إسقاطه.فلا نتخدع بالأسماء بل راقب اللغة.فلغتهم تظهرهم.هل يقدمون رأياً بناءاً أم فقط تعديات و تطاول يضعونها كذباً تحت بند الغيرة و هي ليست مقدسة.أو التصحيح و هى في ذاتها تحتاج التصحيح قبل غيرها.
- إحترامنا لآباءنا البطريرك و الأساقفة و الكهنة لا يمنع عنا حوارهم و مكاشفتهم بما نظنه.فلا الحقيقة وحدها عندهم و لا عند غيرهم.بل تكتمل الحقيقة بالمحبة و الحوار اللائق. نقدهم بحق البنوة لا يلغ إحترام حق الأبوة.و الذين يتطاولون علي القيادة الكنسية لا يهمهم البابا و الأساقفة في شيء بل يستهدفون كل الكنيسة فلا تصر ألعوبة في يد أحد. أن تصير مشاركاً في كل موضوع كأنما تعرف كل شيء و تعرف أسرار كل جهة و كيان فتعيش وهم المصلح المغوار  فهذا وهم يحطم صاحبه أولاً. إنتبه لا يستدرجك أحدهم  بمعلومات مغلوطة ليشحنك ضد كنيستك و ضد كل ما هو روحي..أنظر فهذه الخطوة هي التي ينقل فيها خلخلتك من الداخل إلى أن تصبح أنت نفسك أداة لخلخلة الكنيسة و تفريغ الآخرين من ثوابتهم.إنه يشحنك فتصير أنت منصة لإطلاق الأكاذيب كالصواريخ و تكون أخطر علي الكنيسة كلما كان صوتك منتشراً و ثقة الناس فيك أقرب.و فيما تتباكي على الذين يصوبون الطلقات علي الكنيسة من الخارج يستخدمونك لتصوب أنت صواريخك الكاذبة من الداخل؟ أنظر ها هم يقدمونك رمزاً للتصحيح بينما أنت تهاجم وجود الرموز في حياتنا.يريدونك أن تهدم الثوابت لإثبات ذاتك فما مكسبك لو هدمت المجتمع؟ هل ستصير ملكاً علي أطلاله؟
- كل واحد يجيد شيئاً بالتأكيد.لكنه لا يجيد كل شيء.فأنظر التجربة الثانية يقدم إبليس للمسيح خلطاً بين حماية الله للإنسان و بين تجربة الإنسان لله.تبدو الكلمات قريبة و التفسير منطقي فلا أحد سينتبه لفروق اللغة و لا نوايا الكلام.إلق بنفسك لأنه مكتوب أنه يرسل ملائكته و يحملونك؟ من قرأ قبل ذلك عبارة إلق بنفسك؟ إنها مدسوسة.نعم وعد الرب بأن يرسل ملائكته ليحفظوننا فلا نسقط في يد الأرواح الشريرة.هنا الخلط فنجد من يهاجم أموراً إدارية بالكنيسة ثم ينزلق للهجوم علي عقيدتها و روحياتها .يبدأ بأكذوبة إلق نفسك و يتمسح بعدها بكلمات روحية من عينة يرسل ملائكته ليحفظونك.ينج الإنسان الذى يميز الفروق الذى يطلب من الله روح التمييز.فإن لم يعجبك تشريع كنسي فلا تهاجم التشريع الإلهي.إن لم تتفق مع قرار كنسي فلا تهاجم الإيمان الكنسى.الخلط حرب مصيرها أن تسقط غير ماسوف عليك.فلا يأخذك أحد إلى حافة الجبل و لا إلى جناح الهيكل فتصير حزباً في الكنيسة و تصير عبئاً علي الكنيسة.فإبليس أخذ المسيح إلى جناح الهيكل لكن المسيح يأخذنا إلى الهيكل كله إلى شخصه المجيد.إنتبه للخلط الذى يهدم الكل.فإن أخذوك علي جناح الهيكل و قدموك مشهوراً في كل وسائل الإعلام فليس هذا هدفهم إنهم سيرمونك من هناك فيحنق الناس علي الهيكل و جناح الهيكل و من بني الهيكل مع أن المشكلة أنك تترك إبليس يستدرجك و لا تكتشف الخلط الذى يمارسه بين إمتداحك كناشط مسيحي و مفكر قبطي و نائب برلمان و أي منصب المهم أنه يستخدمك للسقوط و الإسقاط.
- بدأت حرب الجيل الرابع و الخامس بالرغبة في هدم الثوابت(تحويل الحجارة إلى خبز) ثم بالخلط في الموضوعات(إلق بنفسك -لأنه مكتوب) ثم كشفت عن القناع.أسجد لي...؟ لم يكن هذا الضجيج الذى صار في التجربتين الأولي و الثانية لأنه يرغب في مصلحة المسيح.هو كشف عن القناع.إن خررت و سجدت لي أعطيك ممالك الأرض كلها.كأن ميعاد تقسيم الغنائم قد حان.أعطيك منصب في البرلمان و أحاديث و شهرة في القنوات التليفزيونية و أعطيك عموداً تكتب فيه  بسذاجتك في أشهر الصحف.المهم أسجد لي.إخضع لي.أطعني بدون تفكير لأصير أنا صاحب القول الفصل.هنا يكشف الدافع الأصيل.هنا يعترف أنه لم يرغب في تلميعك بل يرغب في تركيعك.هذا من كان يتواري خلف الستار يبدو بكامل قباحته.يأمر ليطاع.هل صدقت أنك كنت ألعوبته.فلم يكن الأمر إصلاحاً و لا غيرة مقدسة.ها هو قد صار جحوداً و نكراناً حتي للإله و ضياعاً للجميع.أما ربنا يسوع المسيح فهو الذى يقدم للإنسان نفسه فهو الحل الحقيقي  و الإصلاح.للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد.الإصلاح بالصلاة و الصوم و السجود و التذلل للثالوث الأقدس.الإصلاح بالمحبة و المصالحة و ليس بفقدان النفوس لكسب الفلوس.الإصلاح يبدأ بالنفس لا بالغير.يتم بالحكمة لا بالتهور,يعتمد علي الروح القدس للإفراز و ليس علي الذات للإفراغ.الإصلاح حرب علي إبليس لذلك نطق الرب أمره الخالد إذهب عني يا إبليس.هذا هو الإصلاح أن تنفصل عن الشر و مصدره.تسجد للرب و تكون آلة مقدسة تبني و تثمر لمجد المسيح.
- المسيح فاتح أحضانه و حروب الأجيال كلها لا توقف حنانه فهو الشفيع و المخلص. النصرة في الحرب للرب و شعبه.