الاستاذ القدير رابي خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
في العراق الشبه ديمقراطي والشبه الجديد، اصبح جميع الساسة فاسدين يعملون من اجل منافعهم الشخصية وليس الوطنية، لذلك الشعب لا يتحمل وزرها فقط، بل تتحملها سياسات عامة واجراءات رسمية وقفت عاجزة عن فتح ملفات الفساد والحرامية والتحقيق فيها بجدية، ثم تقديم الفاسدين الحيتان للقضاء كي ينالوا ما يستحقونه من حساب وقصاص، لان الفساد المستشري اصبح ينخر جسد الدولة باكملها، لذلك الشعب العراقي وصل الى قناعة بان الفساد اصبح اكثر وقاحة مما يتصور، ولم تتمكن الحكومة لحد اليوم من كسره شوكته كما يجب. لذلك ساسة العراق اصبحوا من اغبى ساسة العالم، لانهم انتهازييون اكثر هم وطنيون، لايحترمون الدستور ولا يقدرون القانون،بالتالي اصبحوا لا يحملون ذرة وعي وطني، لذا يتسابقون فيما بينهم من اجل الظفر بالمنصب والكرسي وسرقة اموال الوطن والشعب، اصبحوا ساسة فاشلون في العمل، وناجحون في السلب والنهب ، بسبب جهالة فكرهم وانغلاق عقولهم، بالرغم من تحصيلاتهم العلمية الصحيحة والمزورة. ساسة دمروا الوطن والشعب بماضيه وحاضره، ولا يبنون لمستقبل شعبهم، لانهم فاقدي الرؤية وقافلين الذكاء، بسبب صراعاتهم وتخبطاتهم التي اوصلت الوطن والشعب الى ما هو عليه اليوم. لذلك استاذ العزيز ان محاسبة الفاسدين قد يكون هو تخطيط قصير المدى، لان الفساد قد يزول، ولكن ثقافة الفاسد تبقى حاظرة للجيل القادم يستغلها في الوقت المناسب، كما لو تكلمنا عن ايهما افضل، اصلاح شقوق كبيرة في بيت كبير حديث البناء، او بناء بيت يقوم على تصميم هندسي لا يتشقق في المستقبل. واما التفكير في القضاء على ثقافة الفساد يجب ان يكون فيه تخطيط طويل المدى، ولضمان ذلك لابد من اعادة النظر في القوانين المعمول بها وتغليظ العقوبات وتاهيل وتمكين جيل له القدرة على تطبيق القوانين وتنفيذ العقويات دون تحيز، وحتى يكون ذلك واقعيا يجب ان نبدا من تربية الابناء في البيت والمدرسة والجامعة اولا، ومن ثم تعزيز الولاء للوطن، وان المسيىء لبيته ومدرسته او جامعته ووظيفته فهو مسيىء لوطنه وينتظره عقاب شديد يجعل منه عبرة لمن لا يعتبر، وهذا لن يكون حتى يضمن المواطن بان تطبيق القانون بمضمونه وجوهره لا يعرف غنيا او فقيرا او رئيسا او مرؤوس، وان لا تبنى العقوبة على ان المصلحة تقتضي ذلك، لذلك حتى نزرع هذه الافكار في قلوب العراقيين يجب تمزج في المناهج الدراسية ، فان كان هناك ثمار انية نقطفها الان من محاسبة الفاسدين فاننا سنقطفها مدى الحياة اذا عمل الشعب مجتمعين على مكافحة ثقافة الفساد كل واحد من موقعه. وبالتالي استاذ العزيز ان مكافحة الفساد اليوم في الوطن هو مطلب رسمي وشعبي لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوطيد قيم النزاهة والعدل والمساواة في مجتمعنا، وايضا تسريع وتيرة الاصلاح والتطور لنهضة وطننا في شتى المجالات، ويشكل هذا الموضوع خطوة مهمة في تنفيذ سياسة الدولة الرامية للمحافظة على المال العام ومحاسبة المفسدين وكل من عمل على استغلال منصبه للاثراء والتكسب، لذلك على الحكومة ان تنطلق للمرحلة القادمة الجديدة لتؤسس لاسلوب ادارة الدولة القائم على اسس الامانة والاخلاص. وختاما اقول من لا يستطيع ادارة الوطن، ومن لا يستطيع محاسبة الفاسدين الحرامية،ومن لا يستطيع ان يحافظ على كرامة الشعب، ومن لا يحترم ارادة الشعب، ومن لا يستطيع احترام القانون والدستور، لا يستحق ثقة الشعب واحترامه. وتقبل راي ووجهة نظري والرب يرعاك
هنري