الاخ عبد الاحد سليمان تحية
انا ارى بان هناك ضرورة بان تقوم في كل مرة تكتب شيئا عن هكذا مواضيع بان تكتبها كاملة. والمقصود بكاملة هو : عندما تقول بان شئ ما هو خاطئ فاذكر السبب ومن ثم اعطي البديل وما ينبغي فعله حسب رايك, بمعنى: عندما تتحدث عن النعرات القومية وبانها اصبحت من مخلفات الماضي, فما هو البديل الذي تطرحه؟ ان يتوقف الجميع عن الحديث والاهتمام بالقومية؟ وعندما كنت تقول بان الارض لمن يزرعها, عندها انا لم افهم ماذا سيكون موقفك اذا قام العرب بزرع مناطقنا في سهل نينوى, هل ستصبح الارض لهم؟
انا اعطيك هكذا امثلة حتى اقول لك بان مواضيعك ومداخلاتك هي غير متكاملة.
والان اتي الى بعض النقاط التي اراها خاطئة لانك تشرحها بطريقة غير كاملة بمعنى لا تفكر بها ككل:
حديثك عن "النعرات القومية والتي اصبحت من مخلفات الماضي":
ان من يسمعك تتحدث هكذا فان موقفك يشبه كثيرا اليسارين الغربيين الذين يسمون كل شخص غربي يدافع عن الهوية الغربية والانتماء الى طريقة عيش الغرب بانه يمييني متطرف متعصب. وهذا بدون ان يتحدث هؤلاء بان المشكلة هي في المهاجرين المسلمين الذين يكرهون طريقة حياة الغرب ويرفضون قيمه وهويته.
فالقومية والانتماء الى هوية والاهتمام باللغة الام هي لم تكن ابدا مشكلة اطلاقا. فوجود هكذا اهتمام لا يسمى اطلاقا بنعرات. المشكلة تبدا
مع تسيس القومية.
هناك فرق هائل بين القومية وبين تسيس القومية والذي انت لا تجد فرق بينهما. وما تكتبه انت وغيرك عن النعرات القومية
كان ينبغي ان يكون موجه للعرب والاكراد وليس الى ابناء شعبنا. فالمشكلة بدات مع قيام العرب بتسيس القومية العربية والتي ادت الى ولادة حزب البعث الذي قام بعمليات تعريب ضد الكل. وهذه لاحقها رد فعل من قبل الاكراد فقاموا بتسيس القومية الكردية والتي ادت ايضا الى قيامهم بعمليات تغير ديمواغرافي في مناطقنا.. وهذه كلها ايضا ادت الى تسيس القومية الاشورية كرد فعل على تسيس القومية العربية والكردية. وبالتالي ايضا اصبحت حتى اللغة الام عند الاشوريين جزء من السياسة ايضا وليس ثقافة فقط.
وحديث البعض عن التعصب اذن هو صحيح. فالاشوريين متعصبين لقوميتهم وقاموا فعلا بتسيسها. وتعصب الاشوريين هو رد فعل على تعصب العرب وتعصب الكرد الذين قاموا بتسيس القومية العربية والكردية.
اما قضية وجود متعصبين كلدان وسريان فهذا شئ لا اتفق معه اطلاقا, فليس هناك بينهم من هو متعصب, نحن لم نرى اطلاقا اي رد فعل على دخول هؤلاء ضمن الاحزاب العربية والكردية ولم نرى اي رد فعل على عمليات التعريب.
لذلك فان من يقول بان الاشوريين من بدوا التعصب هو كلام صحيح. ولكن الاصح هو ان الاشوريين هم لوحدهم من هم متعصبين. وانا شخصيا افتخر كثيرا بتعصبهم واتمنى ان ارى المزيد من التعصب.
اما قضية ان هذا التعصب وهذا التسيس للقومية الاشورية ادى بعدها الى ايجاد خلافات بين ابناء شعبنا, لكون ذلك ادى الى ظهور قوميين كلدان وسريان, فاقول
انني سعيد جدا بهكذا ما يسمونها بالخلافات. ففي ان يكون هناك اشخاص يتحدثون عن القومية الكلدانية والقومية السريانية ويطالبون البرلمان العراقي بان يدرجها كقوميات هي
افضل بمليون مرة من الوقت الذي مضى حيث ان كل هؤلاء كان لا يهمهم ان يتم اعتبارهم كلهم بانهم عرب والذين كانوا ايضا يشجعون على عمليات التعريب وكانوا يسخرون من لغتهم الام. الا ان المشكلة حاليا هي بشكل اخر وهي ان عدد القوميين الكلدان والسريان قليل جدا وليس بامكانهم ان يخلقوا وعي مشابه للوعي القومي الاشوري وهذا هو السبب الوحيد في وجود عصبية في هذا الموقع وليس هناك اي سبب اخر اطلاقا.
اذ من يقول بان هناك اسباب اخر فهو شخص لا يقول الحقيقة..السؤال الان هو: ما الذي اصبح في الغرب من مخلفات الماضي؟
جوابي:
ما اصبح من مخلفات الماضي هو تسيس القومية وليست القومية. وما اقوله ايضا لا يمكن تعميمه على الغرب كله, فقبل بضعة سنوات لم تتمكن بلجيكا من تشكيل حكومة لمدة اكثر من سنة والسبب كان لاسباب قومية تتعلق باللغة. واللغة لا يزال الغربيين يعتبرونها جزء من الانتماء للهوية. فهناك مثلا في فرنسا والمانيا ووغيرها من الدول الاوربية امتعاض ونقد شديد بسبب جمل انكليزية بسيطة تستعمل مثل coffee to go وهذه اذكرها كابسط مثال من بين الملايين من الامثلة الاخرى..فهم يرفضون استعمال عبارات انكليزية.
فاللغة هي نعم وسيلة للتواصل والتفاهم ولكن هذا التعريف ناقص جدا. اللغة ليست فقط كلمات يتم وضعها بجانب بعضها البعض. اللغة الام تجعل ممارسيها يعتزون بالعلاقات الأسرية وتحافظ على العلاقات الاجتماعية وتحافظ على الروابط التاريخية وتعطي المواطنين شعورا بأصولهم وتعبر عن هوية المجتمع, واللغة هي مثل وعاء يحمل تعابير قوم ما ووجدانه الخ.. وافضل مثال سيكون ما قلته سابقا: لو كانت اللغة الانكليزية قد اختفت مثلا في السابق فما كان سيكون هناك شخص اسمه شكسبير. فاللغة تحمل ايضا تعابيير تلك الثقافة..
اما قضية اسم اللغة: براي ان اية مصطلحات من علوم اجتماعية او علوم تاريخية سيتم استعمالها ستبقى فقط مصطلحات موجودة في الانترنت والتي لن تكتسب اية قيمة واقعية. فاهم شئ واقعيا هو
ان نتحدث عن مصير اللغة ومن يتحكم بهذا المصير. فمصير لغتنا الام هو بيد من يهتم بها ويحاول ان يحافظ عليها ويؤسس مدارس وكليات من اجلها ويكون هكذا قوم يمتلك عائلات التي تمتلك مبادرة ذاتية قوية نابعة من ايمان قوي مستمر لارسال ابنائها الى هكذا مدارس لتعلمها ويكون هكذا قوم يمتلك فنون من اشعار واغاني كثيرة باللغة الام... وبطريقة اخرى يستيطيع هكذا قوم بان يلغي كل هذه المدارس والاهتمام باللغة ويلغي كل هذه الاغاني وكل استعمال اخر لهكذا لغة مثلا في الكنائس وبالتالي فان هكذا قوم سيقوم بالحكم على مصير هذه اللغة بالموت وستقوم عندها منظمات اليونسكو باعتبارها لغة ميتة بشكل نهائي.
اللغة ببساطة تسمى باسم هكذا قوم انا شرحته.
أنكم كمن يضع غشاوة على اعين المسيحيين كي لا يروا الخطر المحدق بهم .....يا مسيحيوا الخارج ، اتقوا الله ....
متي اسو
الاخ متي اسو تحية
طريقة تركيزك على المسيحية بدلا من القومية هي كانت صحيحة قبل سنوات . فافضل طريقة تضامن وتعاضد رايتها انا كانت عندما تم تفجير كنيسة النجاة, حيث راينا تظاهرت لابناء شعبنا في مختلف مناطق تواجدهم في العالم. الان انا ارى بان هناك تحولات في المشاعر والوعي قد حدثت, واستطيع القول بان
الاغلبية من المسيحين الموجودين في الخارج
لم يعدو مهتمين باية حقوق لهم في العراق. اي ليسوا مثل الماضي, فهم الان لا يعطون اية اهمية لاية حقوق. ففي السابق كان هناك نعم اهتمام كبير بارتباط ابناء شعبنا بكنائس الاجداد, ولكن في هذه الايام انا لم اعد ارى واشاهد هكذا ارتباط بكنائس الاجداد. بل انني ارى هناك تحول الى تشكيل وعي بان الخارج هو الوطن والذي لا غيره سيصبح وطن, ونرى بناء كنائس في الخارج والتي وصفها اسقف بانها الوطن الجميل كما حدث في السويد وكان هناك تغاريد وهلاهل بالارتباط الجديد بكنائس جديدة في وطن جديد. الارتباط بالكنائس وبالمسيحية كما يبدوا لم يدوم طويلا, والسبب قد يكون ضعف الارتباط بشكله القومي,
اي كان من المفترض ان يكون هناك ارتباط بالارض بانها ارض الاجداد وليس فقط بالكنائس بانها كنائس الاجداد, وهذا لان مشكلة الارتباط بالكنيسة وجدوا حلا لها, فهناك تاسيس كنائس في الغرب, اما الارتباط بارض الاجداد فلا وجود له عند الاغلبية. ولهذا السبب بالضبط ترى الان ضعف في قضية التضامن والتعاضد من قبل من هم في الخارج مع من هم في الداخل. وهذا الضعف في قضية التضامن والتعاضد انت لا تستطيع ان تسميه بانه ناتج بسبب قيام عشرة اشخاص بالكتابة عن التسميات في الانترنت. والقضية التي انا اطرحها تحتاج بحد ذاتها الى فتح موضوع مستقل.