المحرر موضوع: متاهة في نينوى  (زيارة 1570 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سركون القس بطرس جيلو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
متاهة في نينوى
« في: 02:16 13/01/2018 »

متاهة في نينوى

متاهة ما بين القومية والدين والمذهب

لماذا نعشق المتضادات؟، لماذا نلجأ  للخضوع؟ ، لماذا ننكر تاريخنا وحضارتنا؟
لماذا نجرب الخنوع؟، لماذا نتبرا من جذورنا؟، وكأننا من اصل مفقود؟،
لماذا ولماذا ولماذا .......

       هناك سؤال موجه لكل احزابنا ومؤسساتنا القومية والكنسية ماهي المعوقات التي تفرض نفسها للحيلولة دون الجلوس والتشاور على اساس المصير المشترك الذي يجمعنا للحفاظ على الموجود الحالي لشعبنا في الوطن للحد من الهجمات الشرسة التي طالته ولا زال تطاله يومياً إثر التسويات السياسية في العراق، وماهو الموقف منها) ؟

      دائما إذا ماحصل هناك مسعى من قبل احدى أطراف احزابنا القومية للجلوس والتحاور على آلية العمل المشترك لمساندة الحقوق القومية لشعبنا الاشوري والسعي لتوفير الظروف الملائمة لحل المشاكل التي خلّفتها الصراعات الحزبية الحزبية  أو الكنسية الكنسية، فإن ذلك سيكون محط ترحيب وتقدير من قبل كل ابناء شعبنا الاشوري وبكل اطيافه سواء في الداخل او المهجر.

      وفي نفس الوقت ستظهر اصوات وآراء وشخصيات تحاول نسف كل المحاولات الرامية للوحدة القومية التي يرجوها كل ابناء شعبنا والتشجيع على التراصف المذهبي لمحاولة تفتيت الفكر القومي.

      وهنا يجب ان ندرك جيدا˝ الفرق بين الواقع من جهة، وما هو معقول أو محتمل من جهة أخرى ،فإن المشكلة الحقيقية في الصراع ليس فقط وجود بعض  القيادات الحزبية او من القائمين على الكنسية (بصفتهم الشخصية) بل هناك امور اخرى مساعدة هي التي اوصلتنا لهذا الواقع المرير.
ذلك لإن الوضع الكارثي لمستقبل شعبنا  يتطلب ليس طرح مشاريع تهدف الى ترقيع الواقع  السياسي لشعبنا  واعادة إنتاجه حسب متطلبات الوقت والحاجة  ، وإنما يقتضي السعي والبحث المعمق لإيجاد حل شامل وكامل ونهائي يضمن مشاركة كافة الأطراف  بدون استثناء ، وإنهاء كل انواع التدخل والنفوذ لشركائنا في الوطن في  شاننا الداخلي.

      إلاّ إن العائق الذي يعرفه أكثرية ابناء شعبنا  ويحول دون تحقيق تلك الوحدة المرجوة، ويعرقل كافة الحلول ويمنع التسوية الحقيقية هو (عملية التشكيك وفقدان الثقة) التي تقع عائقا أمام اي فعل قومي مشترك فدائما نرى هناك مؤسسات او اشخاص تتخذ مبدا التهجم والتشكيك وزرع اسفين الفرقة بين الأطراف المتفاوضة نحو توحيد العمل القومي المشترك، إضافة لدور بعض الأطراف الخارجية التي ليس من مصلحتها أن يكون شعبنا موحد  وخاصة في القضايا المصيرية مستغلين ادواتهم من السماسرة والتجار بمعانات شعبنا.

      وفي هذا الإطار لابد من التأكيد أيضا على أن القائمين على احزابنا وكنائسنا سوف تقع عليهم أيضا  المسؤولية القانونية والاخلاقية والتاريخية،  فيجب أن يقوموا  بالاعتراف بخطئهم التاريخي، وأن يعملوا مع كل اطياف شعبنا الاشوري نحو تصحيح هذا الخطأ الكبير الذي أوصل شعبنا لهذا المستوى من التدمير والتفكك والفساد والترهيب والتخلف المتمثل بالتراصف الحزبي أو المذهبي او العشائري.

      الاستراتيجية التكاملية للتفاوض بين كل احزاب ومؤسسات شعبنا هي تطوير العلاقة بين اطرف التفاوض إلى درجة أن يصبح كل منهما مكملا للآخر في كل شيء بل قد يصل الأمر إلى أنهما يصبحان كيان واحدا مندمج المصالح والفوائد وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة أمام كل منهم، وتقوم هذه الإستراتيجية التفاوضية على الوصول إلى تحقيق مجموعة من الأهداف العليا التي تعمل على تطوير المصلحة المشتركة بين كل اطرف التفاوض وتوثيق أوجه التعاون بينهما للوصول إلى القاسم المشترك وهو (الحفاظ على الماضي العريق ومستقبل شعبنا وديمومته في أرض اشور الخالدة).

      اذا لو  كان من الصعب الوصول إلى الحلول فلنوجد  البدائل المتيسرة لضمان الوصول نحو الهدف السامي وهو (شعب واحد بانتمائه القومي والديني-مصير مشترك في الماضي والحاضر والمستقبل).