المحرر موضوع: احصاءات مركز ميترو لعام 2017  (زيارة 1095 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مــراقـــــــــب

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 6289
    • مشاهدة الملف الشخصي
القانون لا يحمينا
غياب سيادة القانون يهدد الديمقراطية وحرية الصحافة
مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، الذي يتخذ من قانون العمل الصحفي ومواده، في اقليم كوردستان، المرقم (35) لسنة 2007، منارا له في مراقبة حرية الصحافة، قد سجل في عام 2017 العديد من الخروقات والتجاوزات على هذا القانون ومواده من قبل سلطات الاقليم.
ويمكن ايجاز تلك التجاوزات بما يلي:
 ( 419) عدد التجاوزات المسجلة التي ارتكبت ضد ( 338) من الصحفيين والموؤسسات الاعلامية  المختلفة.
عدد الصحفيين الشهداء: 4
عدد الصحفيين الذين تم اغتيالهم: 2
عدد الجرحى في ظروف طبيعية: 14
عدد الجرحى أثناء تغطية المعارك: 10
منع وعرقلة تغطية الاحداث    : 206
تحطيم ادوات العمل الصحفي : 12
أحتجاز ادوات العمل الصحفي : 25
أعتقال غير قانوني             : 33
أعتقال قانوني وبأمر قضائي   : 10
هجوم وأعتداء بالضرب           : 58
تهديدات                           : 18
تشويش وهجوم الكتروني      : 3
اطلاق نار يستهدف الصحفيين او دورهم : 2
أجبار الصحفيين على التوقيع على تعهدات: 2
تهديدات                       : 18
مهاجمة وحرق ونهب مكاتب الموؤسسات الاعلامية: 8
أيقاف بث وسائل اعلام: 7
غلق مكاتب موؤسسات اعلامية: 5
وشهدت السنة الماضية الكثير من الاحداث البارزة والملتهبة، والتي تركت بصماتها على الصحفيين وحرية الصحافة، سواء بشكل ايجابي او سلبي، ويمكن تلخيصها بما يلي:
 
كركوك
صباح يوم الاثنين 30 تشرين الاول، أقتحم مسلحون ملثمون بيت الصحفي أركان شريف مصور فضائية كوردستان تي في، التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، في حي خورسي بقضاء داقوق، وقام اولئك المسلحون بأغتيال الصحفي المذكور.
وبحسب شهادة زوجة الصحفي المغدور أركان شريف، فأن مجموعة من المسلحون الملثمون، قد اقتحموا عنوة الباب الخارجي للبيت، وبعد دخولهم، أمسكوا بالصحفي أركان شريف (49 سنة) ووثقوا يديه، واخذوه الى احدى غرف البيت، وارتكبوا جريمتهم الآثمة هناك.
وحسب تصريح لشاهد حال، ادلى بها لمركز ميترو، قال: "تم اغتيال الصحفي اركان بأستخدام حربة عسكرية، وقد تجاوزت عدد الطعنات التي تلقاها، اكثر من 40 طعنة في اماكن مختلفة من جسده".
هلو جباري، احد اقارب الصحفي المغدور، الذي كان يشغل مركز مصور في تلفزيون كوردستان تي في، أخبر مركز ميترو قائلا: "ان المسلحون الذين أغتالوا الصحفي أركان، عرفوا عن انفسهم، بأنهم عناصر من الحشد الشعبي".
ان اغتيال الصحفي اركان شريف، جاءت ضمن سلسلة من التجاوزات والجرائم التي ارتكبت في ظل السلطة العسكرية للجيش والميليشيات، في مناطق عدة من محافظة كركوك، والتي ارتكبت ضد المواطنين المدنيين، بينما الحكومة العراقية والمنظمات الدولية تغض النظر عن هذه الجرائم والتجاوزات المرتكبة في وضح النهار.
أركان شريف تسلم عمله عام 2006، كمصور في فضائية كوردستان تي في التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهو متزوج وله ثلاثة اطفال، بنتين وولد.
كاروان عقراوي، مدير فضائية كوردستان تي في، أبلغ مركز ميترو قائلا: "بعد دخول الجيش العراقي والحشد الشعبي الى مدينة كركوك والاقضية والنواحي التابعة لها، صدر امر بمنع كل صحفيينا من العمل في المناطق التي سيطروا عليها".
وفي 5 كانون الثاني من مطلع العام الماضي، عثر على جثة الصحفي والقانوني عبد القادر القيسي، مرمية على الطريق الرابط بين بغداد ــــــــ كركوك، وقد عثر عليه مقتولا وجثته مصابة بعدة عيارات نارية، وفي حينها دعى مركز ميترو الى اجراء تحقيق سريع ومحايد في تلك الجريمة.
من الجدير بالذكر ان القانوني والصحفي عبد القادر القيسي، كان عضوا في نقابة صحفيي كوردستان، وقد عثر على جثته مغدورا، بعد عدة ايام من اختطافه واختفاءه، وتعتبر هذه الجريمة، اول حادثة اختطاف وقتل لصحفي في مستهل عام 2017 سواء على مستوى العراق او اقليم كوردستان.
والقيسي اضافة الى عمله في الصحافة، فهو ناشط في مجال حقوق الانسان، وهو المحامي الخاص للسياسي العراقي المعروف (طارق الهاشمي) نائب رئيس الجمهورية السابق، ونتيجة التهديدات العديدة التي تلقاها، أضطر الى ترك العاصمة بغداد، والتوجه للاستقرار في مدينة اربيل، وفي نهاية عام 2016، وبسبب عمل له، توجه من اربيل الى بغداد، حيث تم اختطافه بالقرب من ناحية العظيم، ولم يتم اجراء اي تحقيق جدي ومحايد في الحادث.
داعش
في 25 شباط من العام الماضي، فقدت الاوساط الاعلامية في كوردستان، الصحفية المتميزة (شيفا كردي) مقدمة البرامج ومراسلة فضائية روداو، وذلك اثناء تغطيتها لمعارك تحرير مدينة الموصل، كما جرح يونس مصطفى مصور الفضائية اثناء الحادث بجروح خطيرة.
ان خبر استشهاد الصحفية شيفا كردي، ترك جرحا عميقا وضررا كبيرة في مسيرة الصحفيات في اقليم كوردستان والعراق، وكانت قنبلة موقوتة زرعها الارهابيين، قد انفجرت على الصحفية شيفا كردي، عندما كانت تأخذ تصريحا من السيد علي الحيالي القائد العسكري في قوات بدر التابعة للحشد الشعبي، مما ادى الى استشهاد الصحفية شيفا كردي والسيد علي الحيالي اضافة الى اربعة من مرافقيه، كما اصيب في الحادث مصور فضائية روداو بجروح خطيرة، اضافة الى اصابة 7 آخرين من عناصر الحشد الشعبي بجروح مختلفة.
وكانت شيفا كردي تعد تقريرا مفصلا في الجهة اليمنى من مدينة الموصل لصالح فضائية روداو، وفي منطقة تسمى الخسفة، وهي عبارة عن منخفض من الارض، "ضم رفات المئات من جثث المواطنيين الذين قتلوا على يد عناصر داعش الارهابية".
وكان الحادث قد وقع، عندما شبكت قدم السيد علي الحيالي بأحد الاسلاك، وعندما حاول التخلص من السلك، انفجرت القنبلة المزروعة في المكان والمرتبطة بذلك السلك، مما ادى الى استشهاد الصحفية شيفا كردي في الحال، وكذلك السيد علي الحيالي مع اثنين من اخوانه واثنين من مرافقيه، كما اصيب مصور الفضائية يونس مصطفى بجروح خطيرة، اضافة الى اصابة 7 عناصر من الحشد الشعبي بجروح مختلفة.
رنجة جمال مراسل فضائية روداو، والذي كان يرافق فريق الفضائية مع شيفا كردي لتغطية معارك تحرير مدينة الموصل، صرح قائلا: سبق ان اطلعنا مع شيفا، على معلومات بوجود منطقة تسمى الخسفة، تضم رفات المئات من جثث المواطنين الذين اعدمهم داعش، وبحثنا كثيرا عن هذا المكان، الا اننا لم ننجح في العثور عليه، فقررنا العودة، وبالقرب من طريق بغداد ــــــ الموصل، التقينا بقوة عسكرية من الحشد الشعبي، وعند سوآلهم عن مكان الخسفة، قالوا انهم يعلمون اين هذا المكان، وانهم على استعداد لمساعدتنا في اعداد التقرير عنه.
واضاف رنجة قائلا: بعد خمسة دقائق من لقاءنا بتلك القوات، توجه فريق فضائية روداو مع قوة من الحشد الشعبي الى مكان الخسفة، ووصلنا هناك في الساعة 3:45، وفي مكان الحادث، شبكت قدم القائد العسكري لقوات الحشد، السيد علي الحيالي بسلك مرتبط بقنبلة موقوتة، مما ادى الى انفجارها، ووقوع هذا الحادث المروع.
وفي 20 حزيران، واثناء تغطية تقدم القوات العراقية لتحرير مدينة الموصل، استشهد كلا الصحفيين العاملين في صحيفة الليفاغارو الفرنسية (ستيفان فلينوف وبختيار حداد)، فيما اصيب زميلهم (صاموئيل فوري) بجروح بليغة.
احمد انور جاف صديق الصحفي بختيار حداد، ابلغ مركز ميترو قائلا: "مع الاسف الشديد، لم يقدم اي طرف او جهة مساعدة للصحفيين اثناء تأدية واجبهم، ولم يتم حتى تحذريهم من مخاطر المنطقة او الاماكن التي توجد بها العبوات الناسفة او المخاطر الاخرى" واضاف قائلا: "العمل الاعلامي في القوات المشاركة في تحرير الموصل كان يتم بطريقة هرمية، ولم تقدم اي مساعدة او تسهيلات للصحفيين"، وبين في حديثه "هناك خلية للاعلام الحربي، ولكن في الحقيقة، كل يعمل بطريقته الخاصة".
ان تغطية المعارك الحربية، شيىء جديد على صحفيي كوردستان، وقد دلت الاحداث التي وقعت اثناء تغطية معارك تحرير الموصل، على ان صحفيي كوردستان بحاجة الى تدريب اكثر، لكي يقوموا بواجبهم الصحفي، بشكل اكثر مهنية وفعالية وبدون خسائر كبيرة.
وبينت الاحصاءات التي قدمها مرصد الحريات الصحفية (JFO) والذي يعمل بالشراكة مع مركز (METRO)، على مقتل 20 صحفيا في العراق، منذ 3 أيار 2016 الى 3 أيار 2017.
وكان مركز ميترو، اثناء لقاءاته مع مديري الموؤسسات الاعلامية، او من خلال بياناته، قد اكد على ضرورة توفير جميع الوسائل والادوات والمستلزمات، التي تؤمن سلامة الصحفيين قبل ارسالهم الى جبهات الحرب لتغطية المعارك، ويؤكد مركز ميترو على ان من اهم تلك المستلزمات واكثرها اهمية، هي اخضاع الصحفيين وبالذات المراسلين الحربيين الى دورات تدريب وتأهيل قبل ارسالهم الى جبهات الحرب.
 
تغطية أخبار المحاكم ليس جريمة
ان مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، في جميع مواقفه والبيانات التي يصدرها، يؤكد على الجهات والاشخاص الذين لديهم مشاكل مع الصحفيين او الموؤسسات الاعلامية، على ضرورة ان يكون القانون والمحاكم هي الفيصل بين الطرفين، ولكن هناك بعض الدعاوى القانونية، هي محل استغراب واستنكار وتعجب! مثل توقيف مراسل فضائية NRT في قضاء كفري لمدة اسبوعين، وكذلك توقيف ئاوات علي مدير فضائية NRT لمدة 24 ساعة واطلاق سراحه بكفالة.
ففي 22 من شهر أيار، اصدر حاكم محكمة قضاء كفري، أمراً بأعتقال مراسل فضائية NRT، بسبب نشره تحقيقا عن الحكم الصادر بحق مواطن وجهت له عدة تهم بالسرقة، ومن ضمنها سرقة  "حليب اطفال وحفاظات للاطفال".
ان التقرير الذي اعده الصحفي (ئارام بختيار) مراسل فضائية NRT في قضاء كفري، والذي ادى الى الحكم عليه لمدة اسبوعين توقيف، وبعد انتهاء المدة صدر قرار قضاءي بالافراج عنه، مع العلم ان هذا التقرير لم يكن له اي تأثير على مجريات المحاكمة او على التحقيق مع المتهم، ولم يكشف التحقيق اي اسرار اثناء التحقيق، لذلك لم يكن هناك اي مبرر لتوقيفه.
ان خبر الحكم الصادر بحق ذلك المتهم لم يكن سراً، وقد صدر بشكل علني، لذلك فأن تغطية اخبار تلك المحاكمة لم يشكل تجاوزا او تأثيرا على مجريات المحاكمة والتحقيق في القضية، ولم يكشف اي اسرار عنها، لذلك لم يشكل التقرير جريمة، حتى يصدر قرار قضاءي بأعتقال الصحفي معد التحقيق.
 
حرية الصحفيين تحت ظل الحكم العسكري في كركوك
بعد ان فرضت قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي، سيطرتها على مدينة كركوك والاقضية والنواحي التابعة لها، رافق ذلك حرق بعض مكاتب الفضائيات ومنع البعض الآخر منها، مما وضع وسائل الاعلام والصحفيين امام مخاطر وتحديات جدية.
ومارست السلطات العسكرية في مدينة كركوك والمناطق المحيطة بها، انتهاكات كبيرة بحق المواطنين المدنيين، وتم تجاهل العمل بقوانين حرية العمل الصحفي النافذة في اقليم كوردستان.
ان مركز ميترو ومن خلال اتصالاته مع المنظمات الدولية الشريكة والمختصة بالدفاع عن حرية الصحافة، اوضح لتلك المنظمات التصرفات والانتهاكات التي يمارسها مسلحي الحشد الشعبي والقوات الاخرى ضد حرية المواطنين المدنيين بشكل عام وحرية الصحفيين بشكل خاص.
وفي مؤتمر صحفي عقدته القيادة العسكرية في كركوك بعد مرور بعض الوقت من دخولها الى كركوك، تم منع احد الصحفيين من توجيه سوآله باللغة الكوردية الى احد المسوؤلين العسكريين من الكورد، كما تم منع المسوؤل الكوردي من الاجابة باللغة الكوردية رداً على ذلك السوآل.
ان الامم المتحدة ومنظماتها المختصة، قدمت تقريرا تحدثت فيه عن الانتهاكات والتجاوزات التي حدثت في المناطق الكوردستانية الواقعة خارج سيطرة الاقليم، والتي قامت بها قوات الجيش والحشد الشعبي في تلك المناطق بعد سيطرتها عليها، حيث بين ذلك التقرير عمليات السلب والنهب والحرق والتفجير، التي طالت بيوت ومحلات المواطنين المدنيين ومكاتب الاحزاب السياسية.
وحسب الشكاوى المقدمة الى الامم المتحدة، والتي تضمنها تقريرها، اشارة الى حرق وتفجير مايقرب من 150 دار لمواطنين مدنيين اكراد في قضاء طوزخرماتو، وذلك يومي 16 و17 من شهر اكتوبر، من قبل الميليشيات المسلحة، كما قامت القوات العسكرية بمنع وسائل الاعلام من تغطية تلك الاحداث، وتعرض المواطنون المدنيون الى العنف والقتل، مما ادى بمعظمهم الى ترك دورهم واموالهم، وتحولوا الى مواطنين مهجرين في المخيمات، وهذا مايجب ان يطلع عليه الرأي العام العالمي.
نحن نعلم جيدا، انه اثناء الاحداث الكبرى وخاصة عندما يرافقها العنف والقتل، يتم التجاوز على الكثير من قواعد العمل الصحفي، لذلك يعمل مركز ميترو ويبذل جهده من اجل تعديل مسار العمل الصحفي ليكون اكثر مهنية وفعالية.
ولكن لا نحن كمركز ميترو او اي منظمة مجتمع مدني، يمكن ان نصمت على ممارسات السلطة العسكرية، بأن تتجاهل القوانين المعمول بها وتجعل الفوضى القانونية هي السائدة، وخاصة في مدينة كركوك، والتي كان يسري فيها العمل بقانون العمل الصحفي الكوردستاني، سواء مع وسائل الاعلام الكوردستانية او العراقية.
وفي وسط هذه الاحداث والتجاوزات، اصبحت حياة الكثير من الصحفيين في خطر حقيقي وجدي، فقد تعرض فريق فضائية كوردسات الى اطلاق نار مباشر، وتم سرقة سيارة الفريق وادوات العمل الصحفي التي كان يحملها، من قبل المسلحين، في الوقت نفسه تم منع فضائيتي كوردستان 24 وروداو من العمل في كركوك والمناطق المحيطة بها.
ان الموقف من بث بعض الفضائيات والملاحظات على عملها، يجب ان لا يكون مبرراً لمعاداة حرية العمل الصحفي، وقرار السلطات العسكرية في كركوك بمنع فضائيات كوردستان 24 وروداو يدخل ضمن هذا النطاق.
ئارام جمال مراسل فضائية KNN في كركوك، أبلغ مركز ميترو قائلا: "وضع حرية الصحافة، من حيث العمل والممارسة، فأنها افضل بكثير في اقليم كوردستان عما هي عليه في كركوك، وبدون اي مزايدة، بل هي الحقيقة بعينها".
الصحفي مجيد عمر مراسل فضائية كلي كوردستان، قال لمركز ميترو: " بعد اتفاق 16 اكتوبر، لم نعد نستطيع تغطية الاحداث، لان الناس تعرقل عملنا وتستهجنه وتستهزء بنا".
اما الصحفي كاميران مراسل راديو نوا وفضائية BBC، صرح لمركز ميترو قائلا: "الآن وضعت الكثير من الموانع والعراقيل امام العمل الصحفي، ولا تستطيع كل وسائل الاعلام العمل بشكل متساوي، وانا شخصيا بعد قرار منع فضائيتي روداو وكوردستان 24، لم اتوجه الى مدينة كركوك للقيام بأي عمل صحفي، ولم اغطي اي حدث هناك".
الصحفي في صحيفة كوردستان نوى، دانا عسكر، أبلغ مركز ميترو قائلا: " لم اتعرض لاي انتهاك بخصوص عملي الصحفي شخصيا، بينما شاهدت الكثير من الانتهاكات حصلت بحق صحفيين آخرين، وفي الوقت الحاضر، فأن ظروف العمل الصحفي في كركوك سيىء جدا، والكثير من الصحفيين تركوا مدينة كركوك خوفا على حياتهم".
روكان جاف، مدير مكتب فضائية NRT  في كركوك، صرح لمركز ميترو قائلا: "تعرض مراسلونا الى منع التغطية والعرقلة لمرات عديدة، مما اضطرنا الى غلق مكتب فضائيتنا في كركوك، وتم منعنا من تغطية الاحداث في كركوك، وقد اضطررت شخصيا الى مغادرة المدينة، بعد صدور قرار بألقاء القبض ضدي، صادر من جودت العساف مدير الاعلام في محور شمال مدينة كركوك لقوات الحشد الشعبي".
رزكار حاجي حمة الصحفي في فضائية كركوك، أبلغ مركز ميترو قائلا: " في اليوم الاول من احداث كركوك، قامت مفرزة من قوات الحشد الشعبي بمهاجمة مكتب فضائيتنا، ولكن قوات طوارىء شرطة كركوك، قاموا مشكورين بحماية المكتب والحفاظ عليه، والآن لانستطيع تغطية الاحداث في المدينة، كما كان سابقا".
ولكن ماتم منعه من تغطية الاحداث وعرقلة عمل وسائل الاعلام الكوردستانية، نلاحظ العكس، حيث قدمت كل التسهيلات لوسائل الاعلام العراقي لتغطية احداث كركوك.
سعد ملا علي الاعلامي في فضائية كركوك، وفي الوقت نفسه مدير مكتب فضائية هنا بغداد في كركوك، صرح لمركز ميترو: "حرية العمل الصحفي الان في مدينة كركوك، بالنسبة لوسائل الاعلام العراقية اكبر بكثير من حرية وسائل الاعلام الكوردستانية، وبالذات تلك القنوات المتهمة بالتحريض على العنف، سابقا كان يقتضي تغطية الاحداث في كركوك الحصول على موافقة رسمية، بينما الان انتفت الحاجة للحصول على الموافقة، ويستطيع الصحفيين تغطية الاحداث بشكل مباشر".
وكذلك صرح الصحفي عبدالله صمد مراسل فضائية الحرة عراق، لمركز ميترو قائلا: "حرية العمل الصحفي في مدينة كركوك، الآن افضل بكثير من السابق، سابقا لم نكن نستطيع الاقتراب من مبنى المحافظة، ولكن الآن نذهب بدون ان يعترضنا احد، والقوات الامنية تقدم لنا المساعدة في عملنا".
هذه الاحداث التي تعيشها مدينة كركوك وفرض السلطة العسكرية على المدينة، جعلت الكثير من الصحفيين الاكراد يتركون المدينة خوفا على حياتهم.
شورش خالد رئيس تحرير موقع كركوك الالكتروني، أبلغ مركز ميترو: " ان اثنين من مراسلي الموقع، غادروا مدينة كركوك، احدهم بأتجاه مدينة السليمانية والآخر الى مدينة اربيل"، وفي نفس الوقت، تركت الصحفية المستقلة ئالا هوشيار مدينة كركوك ايضا.
 
السيد حيدر العبادي المحترم.. العمل الصحفي ليس جريمة
مدير مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، وجه رسالة الى السيد حيدر العبادي، رئيس مجلس الوزراء العراقي، وتضمنت تلك الرسالة دعوة الى العبادي لألغاء قرار وقف بث فضائيتي روداو وكوردستان 24، والسماح لفرق الفضائيتين بالعمل في مناطق العراق المختلفة.
رحمن غريب، مدير مركز ميترو، أشار في رسالته، الى الجريمة التي ارتكبت بحق الصحفي أركان شريف مصور فضائية كوردستان تي في، الذي استشهد على يد عناصر الحشد الشعبي في داره في قضاء داقوق، وقتل بطريقة بشعة.
واضاف غريب في رسالته، ان الصحفي الشهيد أركان شريف، أنضم الى قائمة ال 302 من الصحفيين الابطال الذين استشهدوا في العراق منذ عام 3003 لحد الآن.
ومن المعلوم ان بعض اولئك الصحفيين، قد تم اغتيالهم من قبل مجرمي القاعدة وارهابيي تنظيم داعش والجماعات والميليشيات المسلحة الاخرى، بينما الجزء الاكبر منهم، أستشهدوا على يد مافيات الفساد والسرقة، من اجل منعهم من كشف ملفات الفساد لكي لايطلع عليها الرأي العام.
وفي جانب آخر من رسالة رحمن غريب، جاء فيها: منذ بدء المشاكل واضطراب العلاقة بين السلطة الاتحادية وحكومة الاقليم وخصوصا في الفترة الاخيرة، كانت لوسائل الاعلام حصة الاسد من التضحيات والسلبيات نتيجة هذا الاضطراب.
ان وسائل الاعلام في العراق وفي اقليم كوردستان، أصبحا ضحية للقرارات والاوامر التي تصدرها الجهات العسكرية والاجهزة الامنية وقرارات هيئة الاعلام والاتصالات، وخاصر قرار وقف بث فضائيتي كوردستان 24 وروداو، هذا في الوقت الذي يجب فيه ان تكون هيئة الاعلام والاتصالات، هيئة شبه مستقلة، حسب ماجاء في الدستور العراقي، ويجب ان تتخذ قراراتها بعد دراسة مستفيضة عن مهنية وسيلة الاعلام وتجاوزاتها ووفق النظام الداخلي للهيئة، وتتخذ العقوبات المناسبة بحقها، مثل لفت النظر او الانذار، واذا لم تلتزم وسيلة الاعلام بكل ذلك، من حق هيئة الاعلام والاتصالات تقديم شكوى الى المحاكم، التي لها حق اتخاذ قرار وقف البث من عدمه، وليس من حق اي جهة اخرى اتخاذ مثل هكذا قرار.
وليس خافيا على احد، ومما يثير الاستغراب والتعجب، واثار حالة من الغضب والرفض، ان التعامل مع وسائل الاعلام المختلفة لا يتم بنفس الطريقة، ففي الوقت الذي تتخذ فيه مثل هذه القرارات ضد القنوات الكوردية، فلو اتخذت ضد كل القنوات التي تحرض على العنف بدون تميييز، لكان هناك بعض الحق في اتخاذ هكذا قرارات.
واوضح رحمن في رسالته: ان بعض القنوات العراقية ووسائل الاعلام، استخدمت مختلف الاساليب في التحريض على العنف ضد الكورد، بل ان بعضها كانت تحرض الحكومة العراقية والميليشيات المسلحة على استخدام اقصى انواع العنف والقوة ضد الكورد، ولم تستثني وسيلة او طريق او اسلوب، لم تستخدمها في التحريض، اما في مجال التقارير والبرامج التي تقدمها بعض وسائل الاعلام العراقية ونوع وطبيعة الضيوف التي تستضيفهم تلك القنوات، بحيث لا تتورع تلك القنوات عن توجيه تهمة الخيانة ضد الشعب الكوردي بأجمعه، ومع ذلك لم تتخذ اي قرارات او مراسم ضد تلك القنوات، في الوقت الذي تتخذ اقسى القرارات ضد وسائل الاعلام الكوردية.
المنع والتمييز بين وسائل الاعلام
أوضحت الاحداث عام 2017، ان هناك موقف مسبق ومتحيز ضد قنوات KNN وبيام و روزنيوز و NRT، وهذا الموقف واضح وبين، ويستطيع اي صحفي محايد ان يلحظه في تصرفات الجهات الرسمية في حكومة اقليم كوردستان، وبعض الجهات الحزبية ضد تلك القنوات، ويبدو ذلك اكثر وضوحا، في عشرات الشكاوى التي قدمتها تلك القنوات الفضائية الى مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، وتحدثت تلك الشكاوى عن التمييز الواضح ضد تلك القنوات ومنعها من تغطية عمليات تحرير مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها، بل منعت تلك القنوات الفضائية من تغطية نشاطات المنظمات الانسانية، وكانت حكومة الاقليم قد منعت هذه الفضائيات من تغطية نشاطاتها والمؤتمرات التي تعقدها.
وكان مراسلي هذه الفضائيات قد أكدوا، انه في الوقت الذي كانت تمنع فيه قنواتهم من تغطية الاحداث، كانت تقدم كل التسهيلات لقنوات اخرى معينة لاداء عملهم الاعلامي.
وحسب المادة الرابعة من القسم الرابع من قانون العمل الصحفي المرقم 35 لسنة 2007، والتي جاء فيها "من حق الصحفيين الحضور في المؤتمرات والنشاطات العامة"، هذه المادة القانونية في غاية الوضوح والتي تعطي الحق للصحفيين وبدون تمييز لحضور وتغطية النشاطات العامة.
 
الاعتداء على الفضائيات ونهب مكاتبها
العنف داخل البرلمان
يوم 29 تشرين الاول، وداخل بناية برلمان اقليم كوردستان، تعرضت الفرق الفضائية لقنوات KNN وروزنيوز وبيام الى الاعتداء والهجوم، واتضح ذلك الاعتداء والهجوم السافر على تلك الفضائيات من خلال كاميرات البث المباشر لفضائية NRT، والتي لم يسلم طاقمها من ذلك الاعتداء.
ان هذه الاعتداءات، كانت قمة التجاوز على القانون وعدم احترامه، وكان واضحا انه قد تم تسهيل الامر  للذين هاجموا الفرق الاعلامية داخل مبنى البرلمان.
وواضح ان الذين هاجموا الفرق الاعلامية ومراسليها، وانتهكوا حرمة البرلمان، وامام انظار القوات الامنية المكلفة بحمايته، هم مجموعة من الغوغاء والشقاوات من حملة العصي والسكاكين.
وكانت القوات الامنية تعرف جيدا، ان هؤلاء الغوغاء هم انفسهم الذين هاجموا في وقت سابق عضو البرلمان (رابون معروف) قرب مبنى البرلمان، وكانوا يهتفون ويدعون الى مهاجمة فرق اعلامية بعينها، وكان من نتائج هذه الاعتداءات، اصابة الصحفي ريبوار كاكايي بجروح، اضافة الى تحطيم كاميرات بعض الفضائيات، عدا عن الاعتداء على الصحفي صالح هركي، مراسل فضائية KNN
 وتعرضه لبعض الاذى نتيجة مهاجمة المعتدين له.
وتظهر مقاطع الفيديو المسجلة، قيام المهاجمين بتحطيم مايك وكاميرا فضائيات NRT و KNN، وهم يرددون هتافات وشعارات، وكأنهم يقتحمون مواقع العدو العسكرية ويحققون النصر عليهم.
 
سلب ونهب مكتب فضائية NRT
وفي نفس ليلة 29 تشرين الاول، تعرض مكتب فضائية NRT الى الهجوم الاول، في مدينة اربيل، وتم تدمير معظم المعدات والاجهزة الخاصة بالفضائية، ووقعت اضرار جسيمة بستوديوهات الفضائية.
ئاوات علي، مدير فضائية NRT، نشر بيانا بهذا الشأن، جاء فيه: "كانت نتيجة الهجوم على مكتب الفضائية في مدينة اربيل، وسلبه ونهبه، قد اوقع اضراراً في المكتب تجاوزت قيمتها المليون دولار، نتيجة سلب ونهب بعض المعدات، اضافة الى تحطيم وتدمير أثاث المكتب وبعض الاجهزة الالكترونية الخاصة بالفضائية، والمؤسف والمخجل، ان كل ذلك حصل امام انظار القوات الامنية في اربيل وبرعايتها، وبدون ان تتدخل لمنع هذه الفوضى".
وأكد البيان على " انه على الرغم من الاعتداء على مكاتب فضائيتنا في اربيل ودهوك، الا ان العاملين في المكتبين، سيبقون يؤدون رسالتهم الاعلامية على الرغم من كل ماجرى".
 
 
أثناء المظاهرات.. كل قوة أمنية تطبق قانونها الخاص
أثناء بدء الاعمال الاحتجاجية والمظاهرات في مدينة السليمانية والاقضية والنواحي والقصبات المحيطة بها، تعاملت القوات الامنية مع مراسلي وسائل الاعلام الداخلية والخارجية، وكأنهم اعداء وليس صحفيين يحاولون ايصال الحقيقة للناس.
ومنذ بدء المظاهرات، تم احتجاز العديد من الصحفيين لاوقات مختلفة، وبعد ذلك اطلق سراحهم، ولحد الآن لم يتضح او يعرف لدينا، عدد الصحفيين المعتقلين من قبل القوات الامنية، كما لازال مجهولا بأي وحسب اي مادة قانونية تم اعتقالهم.
واضطر الكثير من الصحفيين الى ترك مواقع عملهم في تغطية المظاهرات، نتيجة اصابتهم بالغازات المسيلة للدموع، او تعرضهم للاصابة بالرصاص المطاطي، والتي استخدمتها القوات الامنية ضد المتظاهرين، من اجل تفريقهم، وفي بعض الاحيان تعرض اولئك الصحفيين للهجوم والاعتداء من اجل ابعادهم عن مكان الاحداث وتغطيتها.
وهنا يطرح مركز ميترو تساؤلاً مشروعا: اذا كانت القوات الامنية تعطي مبرراً لاستخدامها العنف ضد المتظاهرين ( على الرغم من ان تلك القوات لم تكن متأكدة من كيفية بدء اعمال العنف ومن هو المسوؤل عنها)، فما هي المبررات التي يمكن ان تقدمها تلك القوات عن استخدامها العنف غير المبرر ضد الصحفيين؟
ان الصحفيين داخل اقليم كوردستان وخارجه، كانوا يرغبون في تغطية احداث المظاهرات، كما يحصل في كل دول العالم، كحدث يجذب الصحفيين، ولكن تم منعهم من تغطية الاحداث، وفي كثير من الاحيان تم تحطيم كاميراتهم واعتقالهم ومصادرة ادوات عملهم الصحفي.
وفي وسط هذه الاحداث، واضافة الى العنف المفرط المستخدم ضد المتظاهرين والصحفيين، فقد قامت قوات الآسايش في مدينة السليمانية، وبقوة تجاوز عددها ال100 مسلح، وفي الساعة 7 من مساء يوم 19 كانون الاول عام 2017، وبدون اي أمر قضائي، بمهاجمة المكتب الرئيسي لمجموعة ناليا الاعلامية، والذي يمثل المكتب الرئيسي لقنوات (NRT و NRT2 و NRT العربي، اضافة الى راديو ناليا FM)، وبعد قيام تلك القوات بالاستهانة والاستهزاء بالعاملين في الموؤسسة، وتحطيم بعض المعدات والاجهزة الخاصة بالقنوات الفضائية، قامت مجموعة اخرى من قوات الآسايش بمصادرة الاجهزة الخاصة بالبث.
وادى ذلك الى توقف بث كل القنوات الفضائية التابعة للموؤسسة، اضافة الى توقف بث راديو ناليا FM، وقامت تلك القوات بأعتقال الصحفي ئاوات علي رئيس موؤسسة ناليا، والتحقيق معه لمدة زادت عن ال 4 ساعات، ومن ثم اطلاق سراحه.
وبعد ايقاف البث لمجموعة ناليا، تبين ان ذلك جاء وفق قرار وزارة الثقافة والرياضة في اقليم كوردستان والمرقم (5002) والصادر بتاريخ 29/12/2017، والمتضمن ايقاف بث فضائية NRT
وبشكل مؤقت لمدة اسبوع واحد، مع العلم ان قرار الوزير والوزارة يتعارض مع قانون العمل الصحفي.
ان ذلك الذي جرى، كان محل امتعاض وعدم قبول من جانب ممثلي الامم المتحدة في العراق، وممثلي السفارة الامريكية في بغداد، كما أثار ذلك استنكار منظمة الدفاع عن الصحفيين CPJ
ومنظمة هيومان رايتس ووج.
ان مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، يدين ويستنكر تصرف القوات الامنية اتجاه الصحفيين، ويدعو الى وقف العنف والاعتداءات على الاعلام والاعلاميين، واطلاق سراح المعتقلين منهم.
وخلال الاحداث الاخيرة فقط، أستلم مركز ميترو مايقرب من 67 ملفا، عن تجاوزات مختلفة بحق الصحفيين، وكل ملف يتضمن عدة تجاوزات خطيرة لمواد قانون العمل الصحفي.
ان مركز ميترو وبالتعاون مع شركاءه من المنظمات الدولية والوطنية، سيستمر في الضغط على حكومة اقليم كوردستان، من اجل احترام حرية العمل الصحفي، وان يكون للقانون اليد العليا في حل الاشكالات، وليس استخدام القوة والعنف والعصي والضرب.
 
 
 
Rahman Gharib