المحرر موضوع: الحاجة تـفـرض نـفـسها لإعادة صياغة نـصوص الكـتاب المقـدس الحـلـقة الثانية  (زيارة 2501 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5185
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحاجة تـفـرض نـفـسها لإعادة صياغة نـصوص الكـتاب المقـدس
الحـلـقة الثانية 
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني   
ملاحـظة : في هـذا المقال وما يليه في هـذه السلسلة ، يُـقـصد بالـ كـتاب ( قـراءات العـهـد الـقـديم ورسائل مار ﭘـولس ) مترجَـم إلى اللهجة الكـلـدانية الـدارجة والمعـتـمَـد في كـنيستـنا مار تـوما / سـدني . 
كانت ــ أولى الترجـمات ــ للكـتاب المقـدس عَـبـر الزمن بطيئة الإنـتـشار ، فلا قـواميس ولا طابعات ، ولا مكاتب ترجمة لتبادل المعـلـومات ، ولا وسائل تـواصل أو مواصلات ... والمترجـمون الأوائل في كل المجـتمعات معـذورون لأن معـرفـتهم ( بالمفـردات اللغـوية أو المفاهـيم الشعـبـية ) كانت محـدودة فـيخـتارون الكلمة الأقـرب إلى المعـنى حسب فـهـمهم ، وينـسِجـون الـفكـرة أدبـياً وفـق مهارتهم .     
أما الـيـوم فالمتخـصصون في حـقـل الترجـمة متـضلعـون بعـلم اللغات ، لهم دراية بثـقافة المجـتمعات ، تعَـرّفـوا عـلى تـقالـيـد الجاليات وإطـّـلعـوا عـلى أحـدث الإكـتـشفات ... ولمّا كان كِـتابنا المقـدس ، مقـدسٌ بمبادئه السامية وأبعاده الروحـية ، وليس مُـنـزّلاً عـلى أحـد بطريقة ( إقـرأ بإسم إلهك الـذي ألـَـق ) في غار ، ولا هـو محـفـوظ في لـوح أو جـدار ! ... فإن المترجـمين يُـوَظـفـون خـبرتهم في إعادة صياغة بعـض المفـردات الـواردة فـيه ( أو تهـذيـب عـباراته ) لإيصال فـكـرته وتـوضيح مغـزاه ، وذلك لأهـميته في حـياة الإنسان الملـتـزم بمبادىء يسوع المسيح مخـلـّـصه ... وهـذا واضح حـين نـقـرأ عـلى الصفحات الأولى في أغـلب نسخ الكـتاب المقـدس ، ملاحـظات مثـل :   
ترجمة المؤسسة كـذا ..... تهـذيـب وتـنـقـيح الأستاذ الفلاني ..... طبعة كــذا سنة  ......
إن مثل تلك الملاحـظات ، مـدوّنة عـنـدي في نسخة من ((( الإنجـيل / إعادة تـرجـمة من الأصل اليوناني / تـنـقـيح الأستاذ بطرس البستاني / طبعة كاثـولـيكـية خامسة / 1979 ! )))  ..... إذن ، لماذا الإستغـراب من إعادة صياغة الـنـصوص ؟ 
إن المجـتهـدين الـذين تهمهم رسالة المسيح ، ينـطـلـقـون من الإيمان أولاً ! فـينـقحـون الكـتاب المقـدس لتـنـوير العـلمانيـين ورجال الـدين ، وقـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس إمتـدحهم بالـيـقـين فـيستحـقـون منا الإحـتـرام أجـمعـين ، وكم من مرة ناقـشْـنا الكاهـن حـول معـلـومات مشـتـركة تخـصه وتخـصنا فأفـحَـمْـناه ! وقـبـِلها منا بتـواضع مُبـين ( مثـلما أعـجـب عـلماء البايـولوجي بقـوانين الراهـب منـدل في الوراثة ! ) فالعـلوم لم تعـد محـتـكـرة ! بفـضل العـم ﮔـوﮔـل Google وسخاء الأساتـذة العـباقـرة وبحـوثهم العـلمية واللاهـوتية الغـزيـرة المنـشورة في المواقع الإلكـتـرونية ، فـصارت بـديلاً عـن المقاعـد الـدراسية ، بل أن مَن فاتـته محاضرة أستاذه في الجامعة أو المدرسة يمكـنه متابعـتها في بـيته عـلى الإنـتـرنيت !. 
إن الـقـراءة والرسالة والإنجـيـل ، في الـقـداس الإلهي تهـدف إلى تـقـوية إيمان السامعـين ، وعـليه فإن دَور الشماس والكاهـن ليس فـقـط قـراءة نصوص الـكـتاب بَـبغائياً ( Copy and Paste ) ، وإنما تـلـمذة الحاضرين من أجـل تـثـبـيت إيمانهم الـذي أوصى به الرب المسيح ! فإنْ لم يـنـقـل الأفكار المرجـوّة من الكـتاب بأمانة ، لن يحـقـق هـدفه برصانة ، وستكـون قـراءته كـمَن يصيح في وادي ، فـيـرتـدّ صوته من الحجارة إليه متـوهماً أنّ غـيره ينادي ! ... ويـصبح حـضور الناس مجـرد عادة موروثة عـن الأجـداد لـيضعـوا في التبسية ــ الصينية ــ بعـضاً من الـنـقـود .   
أمثلة واقـعـية عـن الأسباب الموجـبة :
(1) في صباح يوم أحـد من الزمن الماضي / سـدني ، سألـتُ سيادة المطران جـبرائيل كـساب عـن تـفـسيره لـفـقـرة لم أفـهـمها من كـتاب الرسائل كـنـتُ مزمعاً عـلى قـراءتها في الـقـداس ، فـلما إطـّلع عـليها أفاد بأن مفـرداتها متـناثرة وصياغـتها ركـيكة ولم يعـرف المقـصود منها ... فـقـرأتها كما هي دون أنْ أفهمها ! وأكـيـداً فإن الحاضرين في الـقـداس لم يـفهـموها ؟ . (2) موقـف ثانِ ، قـبل أشهـر سألـتُ الكاهـن في كـنيستـنا عـن معـنى مصطلح ( مُركــّـب من كـلمتين ) ورد في نـفس الكـتاب فأجاب قائلاً : لا أعـرف . (3) أكـتـفي حالياً بهـذين المثالـين .
إنّ العـلة ليست بالكاهـن ولا بالمطران في المثالين السابقـين ، مثـلما ليست فيّ ! حـين لم أستـطع هـضمها ، وإنما بالمترجم ــ لا أعـرفه ــ قـد تـرجَم من النسخة العـربـية إلى اللهجة الكلـدانية الـمَحـكـية بـدليل أن واحـدة من تلك الكلمتين بعـد تـرجـمتها ( لم تعـد مفهـومة ولا تـوجـد في القاموس ) ! والكلمة الثانية لها معـنـيَـين إثـنين في اللغة العـربـية مخـتـلـفـَـين ........... ــ وﮔـلـبه ﮔـلـب الـسـمـﭼـة ــ المتـرجـم إخـتار المعـنى غـير المناسب ! فـتـرجمه ودوّنه في الكـتاب فـصار كلاماً مُـبهَماً لا معـنى له إطلاقاً ، والعـتب عـلى مَن يقـرأ ولا يسأل عـنه ! كان الأفـضل للمترجـم لـو إعـتمد عـلى النسخة باللغة الكلـدانية الفـصحى ــ ﮔـوشما ــ الأقـرب إليـنا ، كي لا يقع في هـكـذا إشكال .
هـذا عـدا أنّ المترجم ( أو الطـبّاع ) قـد صاغ بعـض العـبارات بلهجـته الخاصة الضيقة !! متجاهلاً أو عاجـزاً عـن إيصال فكـرتها بأسلـوب مفهـوم إلى غالـبـية الناس ، مما يـدل عـلى لاأباليته أو محـدودية كـفاءته فجاء الكـتاب ضبابـياً . إذن كـيف سيـفهـمها الحاضرون حـين تـُـقـرأ لهم ، دون تـصحـيحها أو إيضاحها ؟
إنّ الحاضرين في الـقـداس ــ متمكـنـون ولـيسوا قاصرين ــ ولكـني أستغـرب صَمتهم حـين ( لا يستـفـسرون عـن غـموض في القـراءة ولا عـن وضوحها وكأن الأمر لا يعـنيهم !! ) ، ربّ أحـد يسأل : لماذا الناس لا يستـفـسرون ؟ ... يا عـيني عـليهم .. تجـدون نـصف الجـواب بـين هـذه السطـور ، والـنـصف الآخـر عـساكم تعـرفـوه بكـل سـرور .   
إنّ كهـنة الجـيل السابق الموقـرين أحـياء مقـتـدرون لغـوياً ، يـقـرأون مباشرة من النسخة الكـلـدانية الـفـصحى ــ ﮔــُـشـما ــ لأنهم يثـقـون بها وليس بغـيرها ، أمثال الأب كمال بـيـداويـذ / ملبـورن ، والأب ﭘـولس خـمي / أميركا .... أما الـيـوم فلا نـقـول سوى ، حـسبنا الله ونِعـم الوكـيل عـلى مُـبـرمِج المعـهـد الكهـنـوتي الحَـميل في أيام لـويس البطرك الجـليل ! ............. للموضوع صِـلة ..
فإلى الحـلـقة الثالثة ... تهـذيـب وصياغة نـصوص الكـتاب المقـدس تخـدم المؤمنين    




غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ مايكل ( بعد الاستإذان طبعا ) من وجه نظري الشخصية اغلب الكتب المتواجدة والتي يدعي البعض قدسيتها هي كتب تثقيفية تهذيبية تعليمية الى الوصول للانسانية العادلة فتغيرها او تنقيحها ليس جريمة بل فائدة للانسانية ! ولكن كيف ومن يتجرأ على ذاك هذا شيء آخر . تحية طيبة

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5185
    • مشاهدة الملف الشخصي
كما تـفـضـلـتَ أخي نـيسان
الـتـنـقـيح ليس جـريمة ... ثم هـناك لجان يمكـنها فـحـص الموضوع

غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي العزيز مايكل: يقول الرسول بطرس في الرسالة الثانية الاصحاح الاول( 19 وعندنا الكلمة النبوية، وهي اثبت، التي تفعلون حسنا ان انتبهتم اليها، كما الى سراج منير في موضع مظلم، الى ان ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم، 20 عالمين هذا اولا: ان كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. 21 لانه لم تات نبوة قط بمشيئة انسان، بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس.) . كذلك يقول الرسول بولس في الرسالة الثانية الى تيموثاوس الاصحاح الثالث (16 كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتاديب الذي في البر، 17 لكي يكون انسان الله كاملا، متاهبا لكل عمل صالح.). في كثير من الاحيان لا نفهم الذي نقراء نسمع نشاهد لكن في مكان ثاني ويوم اخر نقراء نفس الشيء لكن يكون واضح جدا بماذا تفسر هذا الامر ؟ من جانبي اتذكر كلام السيد المسيح في انجيل يوحنا الاصحاح 16 ( «ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم، ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان. 13 واما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم الى جميع الحق، لانه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بامور اتية. 14 ذاك يمجدني، لانه ياخذ مما لي ويخبركم. 15 كل ما للاب هو لي. لهذا قلت انه ياخذ مما لي ويخبركم.).تقبل محبتي .

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5185
    • مشاهدة الملف الشخصي
إذن ، أخي albert masho  !!!
ما الـذي تـريـد أن تـقـوله ؟
الكلام مكـتـوب في الكـتاب المقـدس ، ولكـنه ليس مكـتـوباً للهـواء وإنما لـنا
 طيب
هـل نـقـرأه كي لا نـفـهمه ؟ أم نسأل عـن الغـوامض كي نـفـهـمها ؟
نحـن ليس لـدينا آية (( لا تـسألـوا عـن أشـياء إنْ تــُـبـد لكم تـسـؤكم )) !!
وإنما المسيح يقـول : فـتـشـوا الكـتـب !!
فـهـل نـفـتـشها بصمت ، سـواءاً إستـوعـبناها أم  لا ؟
ثم ألست مطلعا عـلى آخـر المستـحـدثات بشأن إعادة صياغة النـصوص ؟ سـوف تـتـفاجأ ! .. إنـتـظر الحـلـقة الرابعة ، وحـينـئـذ إعـطِ رأيك فـيها ... دمت بخـير .

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5185
    • مشاهدة الملف الشخصي
كـلـمني أحـدهم ( بصوته ) مُـبـيّـناً أنه غـير مؤيـد لِما جاء من أفـكار في هـذا المقال
طـيب ، لماذا لا ينـشر رأيه أمام الـقـراء ، لكي يطـّلـعـوا عـليه ، و نـرد عـليه ؟
وعـنـد الإمتحان ، يُـكـرم المرء أو  يُـدان .

غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز مايكل: من الجميل ان نقراء والاجمل ان نتشارك في الذي لا نفهم لان الذي لا افهم ربما انت تفهم او احد الاخوة وهكذا ونتشارك في النقاش ونجتمع في هذا المنتدى على محبة المسيح ويكون مثل درس في الكتاب المقدس بحيث الذي يدخل الى الموضوع يستفاد كثيرا لان هناك اشياء صعبة جدا لكن ليس هناك مستحيل اذا كان المعلم هو الرب يسوع المسيح الذي يريد ان يقودنا بالروح القدس الى مكان الراحة في بيت الله الاب . تقبل محبتي والرب يسوع المسيح يبارك في الذي تعمل من اجل اسمه القدوس .

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5185
    • مشاهدة الملف الشخصي
عـزيزي albert masho 
حـضرتـك تجـيـب أو تـعـقـب ( كما يقـول المثل ) من بعـيـد لبعـيـد
أنا أريـدك أن تـنـتـقـد المقال في تأيـيـدك له أو إعـتـراضك عـليه ، وتـبـيـّـن أين الخـلل فـيه كي نـصححه .

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1069
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ مايكل سبي المحترم ..
تحية مسيحية خالصة ( تحية محبة وسلام ) ...
نعم ... نحتاج لأعادة صياغة لتقريب الفهم من نصوص الكتاب المقدّس إلى القارئ المؤمن وإلاّ ما فائدة القراءة ان لم تكن مفهومة لديه ... واحدة من الفوائد المجنية على اعادة الصياغة هو الأخذ بنظر الأعتبار التطوّر المجتمعي ...
في كل الترجمات نلاحظ شخصية المترجم تطغي على نص الآية لذلك تصلنا الآيات حسب مترجميها ... نعطي مثال واضح وجرئ للبابا فرنسيس عندما اوصى بضرورة اعادة صياغة ( الصلاة الربية ) بما يخص فقرة (( ولا تدخلنا في التجربة ...)) وبما ان الله لا يجرب وانما خاصية التجربة هي للشيطان لأن احدى اسمائه (( المجرّب )) لذلك لا تستقيم الترجمة مع الإيديولوجية اللاهوتية فكان تصليح البابا هو العودة إلى ( اعتقد ) الترجمة الفرنسية ... ( لا تسمح للشيطان ان يجربنا ... او ... ابعدنا عن تجارب الشرير ... ) بما يضمن تطبيق الفكر اللاهوتي على النص المترجم ...
الرب يبارك حياتكم جميعاً ...
اخوكم    الخادم   حسام سامي   18 - 1 - 2018



غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5185
    • مشاهدة الملف الشخصي
نعم أخي حـسام .. ناقـشتُ الموضوع معـك بشأن الصلاة الربـية وسـبـقـتـني في الكـتابة
فـقـد هـيأتُ الحـلـقة الرابعة ( لا الثالثة المقـبلة ) وأدرجـتُ فـيها ما يلي :

إنّ العـلمانيـيـن مع رجال الـدين المسيحـيـيـن يقـرأون كلام الرسـول يعـقـوب (( الله لا يجـرّب أحـداً بالشرور )) ولم يقارنـوه بهـذا الـنـص المشار إليه في الصلاة الربية ( ولا تـدخـلـنا في التجـربة ) !.
نلاحـظ في هـذين التعـبـيـرَين شـيئاً من عـدم التجانس (( يجـرّب ولا يجـرّب ))