المحرر موضوع: التبشير بتعاليم الإنجيل مسؤولية رجال الدين رجال الدين على مثال يسوع الكارز  (زيارة 913 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف جريس شحادة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 757
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التبشير بتعاليم الإنجيل مسؤولية رجال الدين
رجال الدين على مثال يسوع الكارز
نشر المتربوليت الدكتور انطوان يعقوب تحت هذا العنوان ونقتبسه بالكامل وننشره في المواقع لاهمية الموضوع، صاحب السيادة شمل الموضوع بالكامل ولا حاجة للاضافة {يوسف جريس شحادة كفرياسيف www.almohales.org  }..
"إلى الآباء الأفاضل ، خُدّام كلّمة الرّب يسوع المسيح ، الذين قَبِلوا أن يكونوا خُدّامًا لمذابحه المُقدّسة، أولئك الذين يلحوا علينا بموُاصلة نشر المواضيع اللاهوتيّة العقائدية، لإفادة إكليروس التك أواي, الذين عن جهلٍ سيموا أساقفة وكهنة وعن دونِ استحقاق.. أحبائي أمثالهم لا ولن يُفيدهم ما ننشره،لأنهم لو كانوا من المُتعلمين لاهتموا هُم بتعليم أنفسهم وقراءة الكتب ومكتبات العالم مليئة بها...ففاقد الشيء لا ولن يكتسبه ومن ثمّ لا يستطيع تقديمه والمثل يقول  الضرب في الميت  حرام ..نزلَ الرّب يسوع المسيح من السماء  وتآنسَ ليُعلّمنا طريق السماء، فعاشَ كارزاً ومُبّشراً ومُعلّماً وطبيباً شافيًا بين الناس، ولذلك طافَ أرض فلسطين من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ، ثُمَّ سلّم تلاميذه هذه التعاليم وحملّهم مسؤولية نشرها في ربوعِ العالم ، وهكذا فعلَ الرسُل  التلاميذ ، رسموا أساقفة وكهنة لحمل هذه الـمسؤولية من بعدهم، واستمرّت الكنيسة على هذا المنهاج حتى يومنا هذا.   فطريق توصيل كلّمة الإنجيل هي الكرازة والتبشير بين الأفراد والجماعات ، في الكنائسِ وفي البيوتِ وفي الطرقِ وفي كلِّ مكانٍ يكون مُناسبًا.  هذا وهناكً إلزامًا كنسيًا موضوعاً على رجالِ الدين للقيام بهذه الـمُهمة، ولكن كما أن الكنيسة وضعت على رجالِ الدين مسؤولية الوعظ والتعليم والتبشر، ألزّمت الرعيّة أيضًا واجب ومسؤولية الإستماع للتعاليم الإنجيليّة والعمل بها للحصول على الحياةِ الأبدية - واجب الرعاة التبشير بكلمة الخلاص:
  كلام السيّد المسيح واضح في هذا الأمر ،حين كلّف الكنيسة بذلك فقال ، له المجد" كما أرسلني الآب كذلك أنا أرسلكُم"(يو20: 21) ، وأيضًا"إذهبوا إلى العالم أجمع ، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها"(مر16: 15)وكان نفسه يُنادي قائلاً"قد تمّ الزمان ، واقتربَ ملكوت الله ، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل"(مر1: 15)، وقال أيضًأ" لنذهب إلى القرى الـمُجاورة لأكرز هناك أيضًا، لأني لـهذا خرجت"(مر1: 38 ولو4: 43) من عند الآب وجئت إلى العالم للوعظ وهداية الناس. وهل ننسى تلك المسؤولية التي وضعها الرب يسوع على كواهل رجال الدين حين قال " ليس أنتُم أخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم ، لتنطلقوا وتأتوا بأثمار وتدوم أثماركم، لكي يعطيكم الآب كل ما تسألونه باسمي"(يو12: 16) وقال مُعضّداً إياهم" من سمعَ منكم فقد سمعَ مني، ومن احتقركم فقد احتقرني، ومن احتقرني فقد احتقر الذي أرسلني"(لو10: 16)
ونسمع أيضًا وصيّة القديس بولس لتلميذه تيموثاوس" اجتهد أن تجعل نفسك مزكى لله، عاملاً غير مُستحي ، مُفصلاً كلمة الحق بإحكام"(2تيمو2: 15)ويُوصي القديس بطرس لرجال الدين" أرعوا رعية الله التي فيكم مُتعاهدين لها، لا عن اضطرار ، بل عن اختيار ، ولا لـمكسب خسيس ، بل بارتياح ، ولا كـمن يتسلّط على ميراث الله، بل كـمن يكون مثالاً للرعية"(1بط5": 2-3).
    جاء في نصوصِ المجمع الفاتيكاني الثاني ، في مُهمةِ الأساقفة الرعائية ، في المرسوم الأول، في الفصل الثاني ، القسم الأول، الأسقف في أبرشيته ، في مُهمة التعليم والتقديس:
" إن الأسقف في أبرشيتهِ هو شاهد للمسيح أمام جميع الناس، ومسؤول عن البشارةِ بالإنجيل، فعلى الأسقف إذن ألاّ يكتفي بالـمُحافظة على القطيع، بل عليه أن يُنّميه أيضًا، إذ أن للناس - بعد التجسّد والفداء - حقاً على رعاةِ الكنيسة الجامعة في التعليم، وهو حقّ ينبع من قولِ المسيح "اذهبوا وتلمذوا" فعلى الأسقف أن يتحرّك ليخوض معركة التعليم ، عليه أن يقوم بالوعظ والإرشاد حتى يدرك الجميع مسؤولياتهم الدينية ، كما يجب على الأسقفِ في تعليمهِ أن يعرف ويُحقّق مطالب العصر الإجتماعية، مُظهراً سرّ المسيحية للمُجتمع، كما يجب عليه أن يُتقن الأصول الطقسيّة والرسولية. فيجد الأسقف في الإنجيلِ الـمُقدّس مرآة لقداسته الشخصية ، وتقديس شعبه ، لقد نالَ ملء الكهنوت ، وشارك المسيح في كهنوتهِ الأعظم والأزلي ، فالأسقف هو مُوّزع الأسرّار التي هي مصدر البرّ والقداسة ووسيلّة النمو في كليهما .
إن الأسقف ما بين المنبر والمذبح يُغّذي شعبه ويقوده نحو الكمال والخلاص، ويجب أن تكون أول خطّوة في تقديسِ الآخرين تقديس ذاته حتى يبني الشعب ، وخاصة الكهنة بسيرته العطرّة، فيجب أن تتّجلّى فيه المحبة والتواضع والبساطة .   
وعلى الأسقفِ أيضًا أن يحيا قريبًا من الشعب، وأن يكون كُلاً للكُل  ولاسيما الفقراء والمُهملين. أمّا الكهنة فيجب أن يكون صديقهم الوفي وسندهم القوي".وجاءَ في المرسوم الثاني ، في الفصل الثاني، عن دورِ وخدمة الكهنة : "إن شعب الله يجتمع بادىء ذي يدء بكلّمة الله الحيّ التي يليق كلّ اللياقةِ طلبها من فمِ الكهنة ، وبما أنه لا قبل لأحد الخلاص ما لم يكُن قد آمنَ أولاً ، فإن واجب الكهنة الأول ، بوصفهم مُعاوني الأساقفة هو أن يُبّشروا الجميع بإنجيل الله، عاملين بوصيّة الرّب"اذهبوا وتلمذوا واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" وهكذا يقومون بتكوين شعب الله وتنميته. فكلّمة الخلاص هي التي تُثير الإيمان في قلوبِ غير المُؤمنين  وتُغّذيه في قلوبِ المُؤمنين، وبه تنشأ جماعة المسيحيين وتنمو ، طبقاً لقول الرسول بولس القائل"فالإيمان من السماع، والسماع بكلمة الله"(رو10: 17) .
فالكهنة إذن مدينون للجميع، لكي يُشركوهم معهم في الحقيقةِ الإنجيلية ، التي ينعمون بها في الرّب، ومن ثمَّ سواء أكان الكهنة يحملون الأُمم إلى تمجيدِ الله، إذ يتصرفون بينهم تصرُفاً حميداً،أم يُعلنون سّر المسيح لغير المُؤمنين بكرازتهم الجهرية أم يُلقنون التعليم المسيحي،
أم يُبّسطون عقيدة الكنيسة، ام يسعون إلى مُعالجةِ مُعضلات عصرهم على نورِ المسيح، فعليهم دائماً ألاّ يُعلّموا حكمتهم الخاصة بل كلّمة الله  ، وأن يدعوا جميع الناس بإلحاح إلى الهدايةِ والقداسة. وحتى تُحرّك الكرازة الكهنوتية ، التي كثيراً ما تكون صعبة جداً في أوضاعِ العالم الراهنة ، أذهان السامعين بطريقة أكثر مُلائمة، يجب ألاّ يقتصر على عرضِ كلّمة الله بصورة عامة ونظرية، بل يجب أن تُطّبق أيضًا حقيقة الإنجيل الخالدة على ظروفِ الحياة الواقعية. هناك إذا طرق متنوعة لمُمارسة خدمة الكلّمة، وفقاً لمُختلف إحتياجات السامعين ومواهب الـمُبّشرين.ففي المناطق أو الجماعات غير المسيحية فالبشارة الإنجيلية هي التي تقود الناس إلى الإيمانِ وأسرّار الخلاص.أما في جماعةِ المسيحيين نفسها، ولاسيما بالنسبة إلى الذين يُظهرون إدراكاً أو إيماناً قليلاً بما يُمارسون ، فالكرازة بالكلمة لازمة لخدمة الأسرّارذاتها، إذ أن الأمر يتعلّق بأسرار الإيمان الذي ينشأ ويتغذى من الكلمة. وهذا ما ينطبق خاصة على طقسِ الكلمة في إقامةِ القداسات ، حيث يتّحد اتحاداً لاينفصم إعلان موت الرّب وقيامته ، وجواب الشعب المُستمع ، والتقدمة نفسها التي ثبت بها المسيح العهد الجديد بدمه، والتي يشترك فيها المُؤمنون بالصّلوات وباقتبال الأسرار".
وحتى يستطيع الكاهن الخادم توصيل كلمة الإنجيل للمُؤمنين ينبغي أن تّتوفر فيه الشروط التالية:
- أن يكون دارسًا وقارئاً لتعاليم الإنجيل
- أن يكون قادراً على توصيلِ كلمة الإنجيل للمؤمنين بسهولة.
- أن يكون صادقاً في كلامهِ  فيُنذر بكلمة الله بدون غش، فيُبّلغ السامعين الكلمة نقيّة كاملة، وهكذا يقول القديس بولس" فإنا لسنا مثل الكثيرين الذين يغشون كلمة الله، لكنا بإخلاص ومن لدن الله ننطق أمام الله في المسيح"(2كور2: 17).
- أن يكون مُتحليًا بالفضائل المسيحية، بعيداً عن الرذائلِ وحُب أذية الناس ، فيكون مصباحاً مُنيراً للسامعين له وهذا ما قاله القديس بولس: "لو كنت أنطق بألسنة الناس وملائكته، ولم تكن في المحبة، فإنما أنا نحاس يطن أو صنج يرن"(1كور13: 1).
- أن يُقّدِم للمؤمنين المسيح ومجد الله لخلاص النفوس، فينكر ذاته و شخصيته "إني لا أطلب  مجدي"(يو8: 50) .
- أن يكون مُستعداً ومُدّرباً على توصيلِ الكلمة ، فيواصل المُطالعة والمعرفة حتى يستطيع أن يعطي رعيته "طوبى للرجل الذي في شريعةِ الرّب هواه، وفي شريعته يهذ نهاراً وليلاً"(مز1:1-2).
إذن خدمة الكلمة مسؤولية الخادم الراعي لتعليم وتهذيب رعيته من أجلِ خلاصها، لذلك يقول مُعلّمنا بولس"لأني إذا بشرت فليس لي فخر، لأن ذلك ضرورة موضوعة علي ، والويل لي إن لم أُبّشر"(1كور9: 16).
ويُحّذر الرّب يسوع بأشد العقاب للرعاة الـمُهملين ، لذلك نسمع القديس بولس يُوصي قائلاً:"أُناشدك أمام الله والرب يسوع الذي سيُدين الأحياء والأموات عند تجليه وملكوته ، أن أكرز بالكلمة ، وأعكف على ذلك في وقته وفي غير وقته، وحاجج ، ووبخ ، وعظ بكل أناة وتعليم"(2تيمو 4: 1-2). قال الرّب يسوع " فليضيء نوركم قُدام الناس، ليروا أعمالكم الصالحة ويُمّجدوا أباكم الذي في السماوات"(متى5: 16).
* دور الرعّية والعلمانيين  كما أن الكنيسة ألزّمت إكليروسها بالقيام بمُهمة التعليم، ألزمت  الرعيّة واجب ومسؤولية الإستماع لهذه التعاليم والعمل بمُقتضاها من أجلِ خلاص نفوسهم، وجعلّتهم مُعاونين ومسؤولين في نشرِ الحقّ (3يو1: 8) .
ولما كانت مشاكل هذا العصر كثيرة ، فانشغل الناس في تدبيرِ أمور حياتهم ، وتلبية شهواتهم الجسّدية والحسيّة وانتشرَ الفساد والإباحية، ودخلّت التلفزة النافعة والفاسدة في بيوتِ وعقول الناس، وأخذّت تعمل على هدمِ الدين وإبعاد الناس عن عبادةِ الله ، حثّ المجمع الفاتيكاني العلمانيين للعمل ، كلً وفقاً لمُؤهلاته العلميّة وطاقاته الذهنيّة وثقافته الدينية، على التعمقِ في المسيحية ونشرها والدفاع عنها وتطبيقها بما يُلائم مشاكل العصر، بشرط أن يكون ذلك مُتفقاً مع روح الكنيسة وتعاليمها ، وتحت إشراف إكليروسها. المتعلم . وبـمعنى آخر ينبغي أن يكون كل علماني مُؤمن في بيئته- بيته ومصنعه ومدرسته وأصدقائه - إلى جانبِ كاهنه، وفي تفاهمٍ تام معه ، رسولاً نشطاً يعمل على نشرِ كلمة الإنجيل ونشر ملكوت الله في النفوس، ومن لا يعمل ذلك يكون خائناً لمسيحيته.فالدعوّة المسيحية هي دعوة رسولية مُقدّمة للجميع.لذلك علينا كرُعاة ورعايا أن نعمل معاً لنشر كلمة الإنجيل في كلِّ مكان وبكلّ الوسائل المُتوّفرة لدينا من أجلِ خلاص النفوس.وطبعاً من يعمل على خلاصِ غيره يُخلِّص نفسه "فطوبى لذلك العبد الذي إذا أتى سيّده يجده يفعل هكذا. الحق أقول لكُم إنه يُقيمه على جميعِ أمواله"(لو12: 43-44). من له أُذنان للسمع فليسمع ويعمل".