المحرر موضوع: العبد الفطن  (زيارة 887 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العبد الفطن
« في: 14:51 20/01/2018 »
{ العبد الفطن }
بعد أن تزوج الشاب الوسيم من ملكة أحلامه التي جاهد كثيراً للإرتباط بها، كانت الحيرة تلفحه لإختيار هدية ترضي شريكته، فسألها ذات يوم عن أمنية لها لم تتحقق بعد، وأجابته بأنها تحلم أن تكون مثل سيدات المجتمع الأنيقات، اللواتي لهن عبد يخدمهن فوعدها بأنه سيحقق حلمها، في نفس اليوم ذهب الشاب إلى سوق النخاسة ولفت نظره عبداً وسيماً، سأل البائع عن صفاته وكأغلب التجار الذين يروجون لبضاعتهم مدحه كثيراً وتابع قائلاً: إنه يحمل صفة غير مستحبة وهي الفتنة، إنه خبير ولا أحد يضاهيه في زرع بذور الفتن والخلاف بين الناس، سخر الشاب من البائع وقال له : سأشتريه تحدياً لصفته هذه ثم أخذه إلى منزله.
فرحت الزوجة جداً به وبتفانيه بعمله وبواجباته المنزلية، وأصبح مع مرور الأيام شخصاً محبوباً جداً من جميع الأهل والأصدقاء، ذات يوم حصل خلاف بسيط بين الزوجين فانعكس ذلك سلباً على ملامحهم الخارجية، علم العبد أن شيئاً ما قد حصل بينهما فاقتنص الفرصة الذهبية حين ذهب الرجل إلى عمله وبقيت الزوجة في المنزل متعبة الروح والجسد، منهمكة بالأفكار السلبية التي تتقاذفها يميناً ويساراً، فذهب لسيدته وهو الخبير بالإصطياد في المياه العكرة، عارضاً عليها خدمته محاولاً إقناعها بأنه على استعداد أن يفعل أي شيء ويضحي بنفسه من أجلها، أرادت السيدة التنفيس عن كربها فأفشت له سرها فأجابها : مشكلتك بسيطة جداً ولدي الوسيلة لحلها وسأجعل سيدي يعود كالسابق متعلقاً ملهما بحبك، كل ما أريده منك هو أن تأخذي هذه السكين الحادة وتقطعي شعرة أو أكثر من رأسه هذه الليلة بينما هو غارق في النوم وتجلبيها لي، عليك الذهاب هذه الليلة باكراً إلى الفراش وتظاهري بأنك نائمة، صدقت المرأة الصغيرة كلامه وبدت ساعات النهار كسنين طويلة لها، والعبد بدا منتشياً و هو يخطط لطريقة الإيقاع بالرجل أيضا، عند الغروب ذهبت السيدة لغرفة النوم واضعة السكين تحت وسادة النوم، وعند اقتراب المساء سمعت صوت الباب وخطوات زوجها، سأل السيد عبده عن سيدته فأحابه : أعتقد أن سيدتي خلدت للنوم، أعد العبد عشاءً فاخراً مع أقوى أنواع النبيذ المعتق وطلب من سيده الحضور للمطبخ كي يتعشى، قبل أن يكمل السيد عشائه إستأذنه بأن يقص عليه حلمه، أذن السيد له فبدأ بالقول : إنه حلم مزعج ومخيف جدا لكن ضميري يحتمني أن أقوله لك من باب أخذ الحيطة والحذر، لقد حلمت أن سيدتي تمسك من شعر رأسك وتنحرك من عنقك بسكين حاد، غصت اللقمة الأخيرة في حلق الرجل فاخذ قنينة النبيذ و بدأ بالشرب ، اكمل العبد قائلاً : أنصحك سيدي ومن باب الإحتياط أن لا تنام هذه الليلة وتظاهر بالنوم حرصاً على سلامتك، ذهب الرجل للنوم ثقيل الجسم كئيب النفس فاقداً للتفكير والتركيز من شدة تأثير الخمر عليه، وبات هاجسه هو منظر رأسه المقطوع في يد شريكة حياته، وفعلاً بدأ بالشخير متظاهراً بالنوم العميق، وبعد عدة دقائق ظنت المرأة أن زوجها قد خلد للنوم العميق، فحملت السكين وأمسكت ببعض خصلات شعره وقبل أن تقصهم إنتفض الرجل كالثور الهائج وأخذ السكين منها وطعنها عدة طعنات قاتلة.
في تلك الأثناء كان العبد قد وصل لاهثاً لمنزل أهل الفتاة، واخبرهم بأنه شاهد سيده يضرب سيدته ضرباً مبرحاً وقد يقتلها طعناً لإنه أتى للمنزل ثملاً، هب الجميع مسرعين و حاملين العصي والأسلحة البيضاء لنجدة ابنتهم، حينما وصلوا البيت وشاهدوا ابنتهم مضرجة بدمائها، انهالوا على زوجها بالضرب والطعن حتى الموت لشفاء غليلهم، كانت السعادة تغمر العبد الفطن عندما شاهد أهل المرأة يركضون للانتقام، فتوجه مباشرة وبسرعة البرق إلى أهل سيده واخبرهم أن سيده في خطر شديد من أهل سيدته وقد يكون الآن في عداد الأموات، أخذ كل من كان في المنزل أداة حادة مهرولين باتجاه منزل الإبن لإنقاذه، وصلوا المنزل فوجدوا اهل الزوجة وهم ينهالون بالضرب المبرح على جسد ابنهم و بدؤوا بطعنه بالسكاكين، اشتبك الطرفان في ابشع مجزرة دبرها لهم عبدهم المدلل و أودت بحياة معظمهم بينما كان العبد منتشياً فوق إحدى الأسطح القريبة وهو يشاهد المعركة البشعة بين الطرفين دون أن يرف له رمش !!!
جوزيف إبراهيم في /18/1/2018/.