المحرر موضوع: ترنيمات قومية: الاحزاب والواقع القومي  (زيارة 1075 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سركون سليفو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 37
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ترنيمات قومية: الاحزاب والواقع القومي

سركون سليفو
العمل الحزبي ليس بجديد على شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فان تجاربه امتدت الى بدايات القرن الماضي في الوقت الذي شرعت القوى القومية في اطرها المناطقية والمذهبية في مواجهة ومجاراة التحديات القائمة انذاك وتقديمها تضحيات جسام وصدقها في كفاحها في تحقيق الاهداف القومية في التحرر . حيث ان باكورته كان هو انبثاق الحزب الاشتراكي الاشوري للشهيد فريدون اثورايا وبنيامين ارسانيس, بعد اخفاق القوى القومية وغلبة الطابع الديني والعشائري عليها في تحقيق الاهداف وان كان ذلك لايسجل ضد شعبنا في تلك الفترة كونه كان وضعا عاما لبقية الشعوب في المنطقة. اذ اكدت شعارات واهداف الحزب على الوحدة القومية في جميع مناطق شعبنا المختلفة : أورمي ونينوى وطور عبدين ونصيبين والجزيرة ومنطقة حكاري والذي تجاوز بذلك الابعاد المذهبية والمناطقية منطلقا من الوحدة القومية اساسا لاي عمل. الا ان عدم قدرة الحزب على المواصلة جاءت بسبب الصراعات الداخلية المناطقية والكنسية نهايك عن المؤامرات التي حيكت ضده، الى جانب قلة الوعي الجمعي لشعبنا خاصة بما يتعلق بالوحدة القومية رغم المآسي والمعاناة  في ظل سطوة وقمع الانظمة العنصرية الحاكمة والظروف السياسية المحيطة بمناطقه التاريخية انذاك التي هددت هويته القومية والدينية.
وبعد مرور عقود استطاعت بعض القوى السياسية من العبور الى ضفة الوحدة القومية من خلال انشاء تنظيمات سياسية بعد تذليل جزء من تلك العقبات من خلال صياغة عقد اجتماعي سياسي، وآلية عمل اكثر تقدما تتناسب الى حد ما مع البنية الفكرية والاجتماعية لشعبنا وتلبية جزء من متطلبات القاعدة الجماهيرية التواقة للوحدة، ولكن ورغم ذلك لم تستطع الارتقاء الى مفهوم العمل السياسي الحقيقي والممارسة الفعلية والدخول في معتركاته، وظلت اسيرة شعارات وافكار واليات عمل لا تتناسب والصراع السياسي والتطورات المتسارعة في المنطقة وفي ظل تفاوت القدرات الحزبية والسياسية للمكونات الاخرى المتعايشة في الوطن وامتداداتها الاقليمية والدولية وتاثيراتها الكبيرة على وجود شعبنا في مناطقه التاريخية. ولكن ذلك لم يمنع من  وجود عدد كبير من النقاط المضيئة التي مثلها عدد من المفكرين والمثقفين في تلك الحقب ولكنها انحسرت في النخب الفكرية والادبية والثقافية التي عملت وبجهود كبيرة في سبيل زرع الفكر القومي الوحدوي.

وياتي اخفاق تلك القوى او الاحزاب السياسية القومية الموما اليها في تحقيق ولو الجزء اليسير من طموحات واهداف شعبنا، كون  تلك التجارب اتخذت نهجا اصلاحيا نخبويا فضلا عن  ان اغلبها تأسس خارج الوطن فلم تتحسس هموم الجماهير وتحدياتها اليومية ما حدى بها الى رفع شعارات وخطاب قومي فضفاض مغرق بجمل وعناوين انشائية تتغنى بالامجاد اكثر من ان تحاكي الواقع والهموم وضرورات المرحلة وبعيدة عن الواقع المعاش من سياسات التمييز العنصري التي كان الهدف منها تمزيق الهوية القومية والتاريخية لشعبناوعدم قدرتها في التواصل الى القاعدة الجماهيرية في الوطن والتي كانت هي المخزون الحقيقي لاي عملية نضالية قومية.
 وفي خضم هذا الصراع العنيف جاء تاسيس الحركة الديمقراطية الآشورية في فترة عصيبة كان وجود شعبنا القومي مهددا في ظل نظام شوفيني قمعي دموي، استطاعت فيها تلبية تلك المتطلبات وخلق ادوات وآليات عمل ونضال تتناسب والمرحلة ونجحت في خلق فكر جمعي متصدي بين الجماهير لسياسات النظام في عمليات المحو القومي الموجهة ضد شعبنا، والنهوض بالعمل والتقدم به وفق منظور تنظيمي متقدم يتناسب والمرحلة.
لقد واجهت الحركة حالها حال بقية القوى السياسية السابقة رغم صلابة وقوة ادواتها النضالية ومحركاتها الفكرية القومية الوطنية، واجهت تحديات ومعوقات مناطقية او عشائرية وطائفية اضافة الى ترسبات الافكار السابقة اذا صح التعبير الغارقة في التغني بامجاد الماضي والاتكاء اليه في تقييم الواقع والدوران في افلاكه، حيث توارثته شريحة او نخبة انكفأت واكتفت في رؤية الوقائع من خلال بيئتها وبعدها الاجتماعي والمذهبي وخلفياتها الثقافية دون الولوج في المقدمات الموضوعية القائمة وادوات العمل المتسقة مع حالة الصراع السياسي القائم في الوطن وضرورة التسلح بالفكر القومي الوطني والقراءات الدقيقة للمتغيرات الجيوسياسية فضلا عن  ضرورة معالجة الواقع القومي المتشظي بين المذهبية والمناطقية. حيث صارت هذه النخب او الفئات وبعد فشلها في استيعاب الحاضر وضروراته، صارت تجتر الماضي لتبدأ عملية التقهقر الفكري والتنظيمي والعودة الى بيئتها الاجتماعية وخلفياتها الفكرية التي كانت احد الاسباب التي انتفضت من اجلها الحركة الديمقراطية الآشورية وكافحتها منذ عقود، بل عمدت هذه الفئات الى تسويق بضاعتها الفاسدة بين اوساط الجماهير واصبحت الشعارات والمبادئ الاساسية هي معلقات تزيين بها عناوين افكارها رغم البون الشاسع بينها وبين فحوى تلك الطروحات.
في حين كان في الجانب الاخر من تبنى تلك الاسس والثوابت الفكرية والسياسية الاساسية التي انطلقت ابان السبعينيات، وأكدت نجاعتها في مواجهة التحديات القائمة والتصارع السياسي المحموم وامتداداته الاقليمية والدولية في ظل رسم خرائط سياسية جديدة في الوطن وحاولت التوفيق بين متطلبات المرحلة ومصالح شعبنا وبين البعد الوطني والربط الجدلي بينهما في تحقيق الاهداف، حيث آثرت اطلاق الخطاب المرتكز على المفاهيم القومية والوطنية كون شعبنا جزءا لا يتجزء من الحالة العراقية يتأثر سلبا او ايجابا بحالة الصراع المحتدم بل قد يكون اكثرها عرضة للخسارة بسبب خصوصيته القومية والدينية، والانغماس الحقيقي في التحالفات الوطنية التي تحفظ للعراق تنوعه القومي والديني والنأي بعيدا عن حالة التقوقع والانكفاء او الانجرار وراء تحالفات مكوناتية  تهدد وحدة العراق وامنه الوطني، والاحتفاظ بقرار شعبنا المستقل بعيدا عن اي تآثيرات خارج المصلحة الوطنية العليا.
ان المحطات السياسية والتنظيمية هي محطات مراجعة وتقييم سياسي وتنظيمي لكل مفاصل الحزب وكذلك اداء اعضاءه في نجاحاتهم واخفاقاتهم ومعالجتها هي جزء اساسي من اي عمل حزبي خلال مسيرته منذ اللحظة الاولى لانطلاقه والالتزام به وتطبيقه هو العامل الفعلي في نجاح الحزب في تحقيق اهدافه وطموحات الجماهير ومصالحه ومن الطبيعي ان تتغير الشعارات بتغير وتطور الحالة السياسية في الوطن، وان رسم ستراتيجة عمل لمرحلة قادمة هي في صلب مهام تلك المحطات والتي تاتي بالاتفاق والتصويت عليها من المشاركين في تلك المحطات وان اي خروج عليها بين مرحلتين قد يسبب ارباكا في عمل الحزب وجماهيره اضافة الى اعضاءه، لذا من الضرورة الملحة ان يتسلح اي عضو في التنظيم السياسي بالوعي والثقافة الحزبية والتنظيمية ويكون على اطلاع كامل بتطورات الوضع السياسي من خلال الرؤية الحزبية البحته وليس من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والفوضى التي تقود الفرد اليه


غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما وتحياتنا رابي سركون
مقالة تعطي دروس في كيفية يتم توصيف الحركة  الديمقراطية الاشورية . اعتقد بان من يقف بالضد من زوعا سوف لا يتداخل على هذة المقالة لانه لا يفهما ، وإذا تداخل فهو يجني على نفسه ،

غير متصل Gabriel Gabriel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 306
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ سركون سليفو المحترم
تحية طيبة
في رايي المتواضع، الوعي الجمعي جاء مع الحركة الديمقراطية الآشورية، فكما نرى ان اعضاء الحركة، ومنذ تاسيسها كانوا من مختلف مذاهب امتنا، لان فكر الحركة التوحيدي دخل قلوب الكثيرين من ابناء امتنا بغض النظر عن انتمائه الطائفي، فكر حرك الطاقة الكامنة، والتي تم كبتها لعقود، من قبل الحكومات المتعاقبة. امتد هذا الوعي ليشمل قاعدة جماهيرية واسعة غير منتمية لعضوية للحركة، لكنها تساندها.
لقد ادركت قوى او احزاب جيراننا، تنامي قوة الوعي الجمعي لابنائنا، هذا الوعي صار يؤرقها، مما جعلها ان تدفع، او في الحقيقة ان توظف من يحاول تشتيت هذا الوعي وتفريقه. وفي اعتقادي استطاعت بخلق تنظيمات، واحزاب غايتها تشتيت الوعي واعادة شعبنا الى المربع الاول. كذلك استطاعت ان تلقي هذه البذرة في عقول وقلوب بعض من يدعون الثقافة ومن يدعون اللبرالية، لمحاولة تشويه صورة الحركة الديمقراطية الآشورية، من خلال استخدامهم المتكرر لعبارات غير لائقة، غايتها اسقاط الحركة، وبالتالي تشتيت الوعي الجمعي.
يبقى السؤال: كم سيستطيع هؤلاء الجيران وعملائهم من القيام بهذه المهمة، مهمة تشتيت الوعي الجمعي ؟ وكيف ستتصدى جماهيرنا اولاً ومن ثم احزابنا القومية المستقلة، وغير المرتبطة بايدولوجية الجيران، لهذه الهجمة... هجمة تشتيت الوعي الجمعي ؟
وتقبل تحياتي وتقديري