المحرر موضوع: الكلدان والموقف من الإنتخابات  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل al8oshi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 310
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكلدان والموقف من الإنتخابات
د. نزار ملاخا
إلى أين نحن سائرون ؟ هل نبقى هكذا مقسمين لعدة ولاءات ؟ لا تجمعنا كلمة واحدة ولا يحتوينا بيت واحد ولا يمكننا التمييز ما بين النافع والضار؟ ولا نتعض من دروس الماضي القريب، ولا نميز ما بين الغث والسمين؟ هل نبقى أسرى كلمة (موافج) أي موافق دون أن نعرف ما تعنيه هذه الكلمة من أستخدام الطاعة العمياء؟ هل نبقى إتكاليين ونقبل بمن يقودنا مهما كانت إملاءاته وصفاته؟ هل نبقى قدريين ونؤمن بأنه هكذا كتب الله لنا أن ننصاع للظالم والمُخزي على اساس أن المُلك من الله ؟ هل ننتخب فلان لأننا نخجل منه أو لأنه أبن محلتنا أو أبن عشيرتنا ... الخ وغير ذلك من الإعتبارات البالية التي عفا عليها الزمن ؟ أم نتحلى بالشجاعة ونقف بوجه الجامد لنقول له أنتخبناك في المرة ولم تستطع أن تفعل شيئاً لذا لا حق لك علينا اليوم ؟ أم نؤمن بالشاعر الذي قال
كل شئ إلى التجدد ماضِ ,,, فلماذا يُقر هذا القديمُ
أم نحن العراقيين الكلدان نعشق التجديد ونرفض التقليد؟ وهناك اسئلة كثيرة متعددة ومتشعبة تدور في الذهن توهن الجسد ويشيب لها الشعر، كلها تدور في هذا المجال مع قرب موعد الإنتخابات ونشاط بعض الشخصيات الهزيلة التي تاجرت بالقضية الكلدانية واليوم تظهر على شكل أشباح متصورين بأننا قد نسينا الماضي القريب، فبعد أن ملأوا جيوبهم من نِعَم كردستان توجهوا اليوم ليتسلقوا أكتاف الكلدان عسى ولعل يتمكنوا من أن يملأوا جيوبهم مرة ثانية وذلك على حساب المشردين والمُهَجّرين والثكالى ودم الشهداء وصراخ الأطفال وبكاء اليتامى !!!
بالرغم من أن شعبنا العراقي بشكل عام والكلداني بشكل خاص شعب متعدد الولاءات بسبب الإنتماءات السياسية والدينية والعشائرية والمناطقية المختلفة، لكنه شعب أصيل وعريق، شعب واعٍ  ومثقف، لن تنطلي عليه حيَل السياسيين، ولا وعودهم الكاذبة ولا التمجيد بتاريخهم العتيد، فلكل عراقي ولكل كلداني مساهمة جادة وفاعلة في تاريخ العراق، وله بصمات واضحة على تاريخ الكلدان، إن كان مُهجَّر في الداخل أو في الخارج، وكذب مَن قال بأن كل مهاجر هو بائع هوية وخائن وطن، فلكل مهاجر قصة وألم كبير في قلبه أسمه العراق والكلدان.
المُشارك في التصويت (من الكلدان حصراً) يمكن أن يتأثر بعدة مؤثرات منها كأن يكون سياسياً فيُفضّل التصويت لصالح حزبه على أن يصوت لصالح قوميته الكلدانية، سواء كان هذا الحزب سائرا على النهج القديم أم تأثر حالياً بمصالح معينة تفرض عليه أن يكون أعضاؤه هم الأولى بالإستفادة سواء كانت هذه الإستفادة على حساب الهوية القومية أو لمصالح الشعب ولكنه يرفع شعار ( الأقربون أولى بالمعروف)، ومنهم مَن هو متأثر بالمسألة الدينية ومراجعه الدينيين، ومنهم مَن بقي تائها في مهب الريح يتأثر بآخر مؤثر ويميل لجانبه، ومنهم مَن وقف عند مفترق الطريق فأما أن يقبع في بيته ويقاطع الكل وهو ما زال يلعق جراحاته السابقة ويئن من ألمها أو لكي يحافظ على عدم قطع حبل المَوَدة بينه وبين المرشحين (استاذ فلان واستاذ علان) لربما سأحتاجهما في المستقبل، أو أن يتشجع ويتشدد ويكون رجلا وصامدا ويقرر مَن يستحق أن يمثله في هذه المرحلة.
هذه الأمور تتبع عدة نقاط من الواجب كشفها في كل فئة أو حزب يعلن نفسه مرشحاً ( على أن ننتبه إلى نقطة مهمة وهي أن لا نتأثر بالأسم فهذا فلان أبن فلان الفلاني يجب أن أنتخبه لأن لوالده فضل علينا، أو أن هذا فلان ومَن يكون، فقد كان ابوه عامل مقهى وهل يُعقل أن أنتخب أبن عامل المقهى ليمثلني ؟).
في الحقيقة وإستقراءً للوضع الحالي الخاص بالكلدان أرى من وجهة نظري الشخصية بأن هناك ثلاث فئات يمكنها أن تخوض الإنتخابات البرلمانية وهي : الحزب الديمقراطي الكلداني، وقائمة بابليون برئاسة الشيخ ريان الكلداني، والكنيسة متمثلة بالرابطة، أما التسميات الأخرى فقد أصبحت كما يقال بالإنگليزية (إكسپاير) مثل المجلس القومي الكلداني والشعبي وبعض التجمعات الأخرى التي بقيت كغلاف بلا قلب، وليس لها اي أثر أو تأثير سواء تحالفوا معها أم مع غيرها، لأنها مجرد اسماء لا أكثر.
الحزب الديمقراطي الكلداني برئاسة الأستاذ أبلحد افرام / فاز في دورة واحدة فقط، ولم يترك بصمات واضحة لمصلحة الكلدان على ما أعتقد، بالرغم من أنه حزب عريق وناضل من أجل الشعب الكلداني وجهودة واضحة، وقد شارك في دورة إنتخابية سابقة ولكنه لم يحصل على عدد الأصوات المطلوبة، جمد نشاطه وتقلصت فروعة لأسباب عديدة ومختلفة يكون في أولها الدعم المادي وهجرة أغلبية أعضاء مكتبه السياسي نتيجة الظروف السيئة التي مر بها العراق والشعب العراقي عامة، مما أدى إلى إنحسار نشاط الحزب.
الرابطة والكنيسة / هي الجهة الثانية المؤثرة في الوسط الكلداني، ولولا الكنيسة لما كان للرابطة وجود، ولو لحد اليوم أقتصر نشاط الرابطة على السفرات وإقامة الحفلات لا أكثر، السبب في ذلك لأنهم وضعوا الشخص غير المناسب في موقع قيادي ومهم، والسبب الآخر أن مسؤولي المكاتب في بعض دول العالم هم أنفسهم مَن شاركوا سابقا في تنظيمات كثيرة ومتعددة وأندثرت تلك التنظيمات بسبب عدم جدية هؤلاء في العمل القومي وتغليبهم مصالح أعمالهم على مصلحة العمل القومي. يمكن أن تفوز هذه القائمة إذا ما فرضت القيادة الدينية وعممت أوامر لرجال الدين في كل دول العالم التي يتواجدون فيها (وأقصد الكلدان حصرا) بأن يكونوا هم بوق الدعاية لمرشح الپطريركية وإلا فلا وجود للرابطة نهائياً. ونجاح ذلك من وجهة نظري لا تتجاوز نسبته ثلاثة بالمائة.
قائمة بابليون بقيادة الشيخ ريان الكلداني / هذه القائمة يقودها شاب يافع أثبت وجوده على الساحة السياسية العراقية والكلدانية، وهو يتمتع بسمعة طيبة بين الأوساط القيادية والحكومية وحتى الدولية، فقد زار مقره مسؤولون من الحكومة الفرنسية والحكومة الأسترالية والحكومة الأمريكية، وغيرهم الكثيرون، وقد أستقبل في مكتبه شخصيات دولية وشارك في تمثيل العراق في الأمم المتحدة، كما يستقبل القادة الدينيين والسياسيين ومسؤولي الأحزاب والتنظيمات، وقد شكّل تنظيماً عسكرياً مسلحاً، وما زالت قطعات هذا التنظيم العسكرية تمسك الأرض في سهل نينوى، كما شارك في تطهير الأرض العراقية من دنس داعش الإجرامي، زار بعض القرى المسيحية وشارك في مساعدة الكثيرين سواء كانوا رهبان أم رجال دين في الكنائس والأديرة وحتى الراهبات واليتامى والثكالى وغيرهم، كما تمكن من إستعادة بعض الدور المغتصبة وغيرها. شارك في الإنتخابات السابقة ولم يحصل على مقعد، وهو الوحيد الذي يحمل لقب الكلداني، وهو الذي ينادي بأسم الكلدان في جميع المناسبات، كما كان ضيفاً في أغلب القنوات الفضائية يفتخر ويمجد أسم الكلدان، وله حضور فعلي في كافة المواقع الألكترونية ويشارك إخوته الكلدان في كل الأمور حسبما يتوفر له من الوقت والجهد، وهولا يألوا جهداً في مساعدة اي عراقي من اجل إستعادة حقوقه.
برأيي ارى في هذا الرجل أنه رجل المرحلة وعلى كل الكلدان مسلمين ومسيحيين أن ينتخبوه، على الأقل وجه جديد يدخل إلى البرلمان ونمنحه فرصة ليمثلنا في دورة إنتخابية واحدة لنستطيع أن نميز ما بين الماضي القريب والحاضر الفعلي. الكلدان بأمس الحاجة إلى دماء جديدة، إلى رجل شجاع استطاع وبجدارة أن يكوّن تنظيماً سياسياً وعسكرياً، كما تمكن من سرقة الأضواء لصالحه من خلال لقاءاته العديدة مع القادة العسكريين من مختلف الرتب ورجال الدين من مختلف الإنتماءات وكذلك القادة السياسيين قادة الأحزاب من كل الأديان والشيَع والملل، عدا الپطريرك الكلداني الذي وا زال ثابتاً على موقفه المتعنت .
أتمنى للجميع الفوز عسى ولعل يسطع نجم الكلدان في سماء العراق بعد طول إنتظار.