المحرر موضوع: السعودية أمام اختبار تعديل المناهج الدراسية بعيدا عن التشدد  (زيارة 969 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
السعودية أمام اختبار تعديل المناهج الدراسية بعيدا عن التشدد
تغيير المناهج يحتاج لوقت أطول لارتباطه بمدونة فقهية مهيمنة منتجة للتطرف.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2018/01/26،

إصلاحات وضعت السعودية على طريق التغيير
الرياض - ينتظر الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، نتائج الإصلاحات التي أعلن عنها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بـ”إعادة” المملكة العربية السعودية إلى ما كانت عليه من الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، والقطع مع المناهج التعليمية التي تكرس التشدد وكراهية الآخر.

ولا يعتقد مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الإصلاحات التي يتبناها ولي العهد السعودي أمرا سهلا كونها تمس ثوابت السعودية القديمة، لكنهم يأملون في أن تضع جهود الأمير محمد بن سلمان المملكة على طريق التغيير وإن كان طريقا طويلا.

ويدرس الكونغرس الأميركي مشروع قانون يطالب وزير الخارجية بأن يقدم تقارير سنوية حول ما إذا كانت السعودية تفي بوعدها في هذا الصدد، بعد أن أزالت المحتوى الذي يشجع على العنف من موادها الدراسية.

ويرى متابعون للشأن السعودي أن تغيير مناهج التعليم ليس قرارا سياسيا يمكن تجسيد تفاصيله في فترة زمنية محدودة، لكنه تغيير طويل المدى، يحتاج إلى تجديد الخطاب في المنابر الدينية والإعلامية، واعتماد مراجع مغايرة لتلك التي أدت إلى ظهور العقيدة الفقهية المهيمنة في المملكة، والتي تحث على التشدد.

خبراء في التعليم: إصلاح مناهج الدراسة يحتاج وقتا أطول لتظهر نتائجه، وأن الأمر لا يتوقف فقط عند القرار السياسي
وأشاروا إلى أن السعودية الجديدة بادرت إلى اتخاذ الخطوات السياسية الضرورية للتغيير بدءا بحظر الاعتماد على كتب جماعة الإخوان المسلمين، واستعادة المنابر التي يسيطر عليها أنصار الجماعة وهي منابر متعددة، وصولا إلى تقليص نفوذ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسحب الضبطية القضائية منها، ووقف تدخلها في الحياة الشخصية للمواطنين.

واتخذ ولي العهد السعودي خطوات أخرى لدعم الانفتاح بينها اعتماد سياسة تولي الترفيه أهمية كبرى لتغيير اهتمام الشباب السعودي وربطه بالثقافة والترفيه والسياحة بدل التفكير المتشدد الذي يضيق على الناس في معيشتهم ويلزمهم بإخفاء مشاعرهم وطاقاتهم وتذكيرهم دائما بالموت وكأن الدّين مناقض للحياة.

ويقول خبراء في التعليم إن إصلاح مناهج الدراسة يحتاج وقتا أطول لتظهر نتائجه، وأن الأمر لا يتوقف فقط عند القرار السياسي، لافتين إلى أن الكتب المدرسية مثقلة بالأحكام والآراء الفقهية التي تتبنى الكراهية، وتقلل من شأن أفكار ومعتقدات الآخرين حتى من داخل المنظومة الإسلامية مثل الشيعة والصوفية.

وأكدوا أن قضية التطرف لا يمكن التغلب عليها بإعداد برامج جاهزة، أو بالاستعانة بخبرات دولية أو باللجوء إلى الشركات المتخصصة، لكن الأهم إظهار أن الدولة تتحرك على الأرض وتبعث برسائل إلى الداخل والخارج بأنها جادة في التغيير.

وكان وزير التعليم السعودي أحمد العيسى أكد أن وزارته تعتزم وقف طباعة الكتب المدرسية بحلول 2020، كجزء من جهودها لإصلاح منظومة التعليم، وسيتم استبدالها بمناهج رقمية على أقراص مدمجة، ما يعني أن عملية التنقيح ستكون أكثر سهولة وانفتاحا من أي وقت سابق.

السعودية تغيرت كثيرا
وقال المحلل السياسي جيمس دورسي إن التنقيح السعودي للكتب المدرسية اكتسب أهمية إضافية بعد تعهد ولي العهد السعودي في أكتوبر الماضي بإعادة المملكة إلى الإسلام المعتدل، وأن هذا التعهد رفع سقف توقعات الإصلاحات الاجتماعية التي أدخلها الأمير محمد بن سلمان وشملت السماح للمرأة بقيادة السيارة، في محاولة للتخلص من بقايا الفكر البدوي التقليدي، وليس الفكر الإسلامي.

وسمح ولي العهد السعودي للمرأة أيضا بحضور جميع البطولات الرياضية التي يحضرها الذكور؛ وممارسة كل أشكال الترفيه الأخرى بما فيها السينما والمسرح والموسيقى؛ وجرّد الشرطة الدينية من حقها في تنفيذ عمليات الاعتقال.

وأكد دورسي أن مشروع القانون الذي يعده الكونغرس يمكن أن يقنع ولي العهد السعودي بالعمل لمنع تراجع صورة المملكة أمام العالم.

ويرى مراقبون أن نتائج استراتيجية الأمير محمد بن سلمان في تطوير الخطاب الديني ومحاصرة التشدد بدأت تظهر تأثيراتها في نقاشات السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكشفت عن توجه جماعي في المجتمع السعودي للقطع مع الأفكار المتطرفة والانفتاح على القيم الإنسانية. كما كشفت الفعاليات الفنية والثقافية الأخيرة التي عرفتها المملكة عن أن التشدد لا يعبر عن الشخصية السعودية، وأنه ظاهرة مفروضة فرضا على السعوديين بسبب ميل السلطات في فترات سابقة إلى عدم الاصطدام به.

وبدا بشكل واضح أن حملة السعودية على داعش والقاعدة وحركة الإخوان وتصنيفها كمنظمات إرهابية لم تكن بسبب موقف سياسي، وإنما في سياق مقاربة إصلاحية ضد التشدد.

ويشير دورسي إلى أنه من المفارقات أن تعهد ولي العهد السعودي بالتخلي عن الأفكار المتشددة يأتي معارضا لقطر التي تدعم المتطرفين ورجال الدين المثيرين للجدل، ومنهم يوسف القرضاوي الذي تدعم أفكاره خطاب الكراهية ويصدر فتاوى تبرر التفجيرات الانتحارية.