المحرر موضوع: تجريد الشاعر عبدالرزاق الربيعي من عراقيته يثير جدلا على تويتر  (زيارة 1879 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31321
    • مشاهدة الملف الشخصي
تجريد الشاعر عبدالرزاق الربيعي من عراقيته يثير جدلا على تويتر
تغريدات على تويتر للشاعر عبدالرزاق الربيعي تفضح تعاملا غير مسؤول معه من اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين واللجنة العليا المشرفة على مهرجان المربد الشعري، تثير جدلا واسعا قوبل بصمت مطبق من وزارة الثقافة العراقية.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2018/01/26،]

الربيعي: الجنسية العمانية أعادت كرامتي
بغداد - أثار سحب الدعوة الموجهة للشاعر عبدالرزاق الربيعي من قبل المنظمين لمهرجان المربد الذي سيقام في مدينة البصرة العراقية في فبراير القادم جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية.

وكتب الربيعي في تغريدة على حسابه على تويتر حول ما وصله من شرح من الهيئة المنظمة “قررت قيادة اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين عدم توجيه الدعوة لحضرتك، كونك قد أسقطت الجنسية العراقية ممهورة بـ’تحيات’ عبدالسادة البصري عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان وعضو المجلس المركزي لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين”. وعلق الربيعي “لا تعليق”.

وقال “وددت فقط أن أشير إلى أنني لست مزدوج الجنسية، فالقانون العماني لا يسمح بذلك، وكان وجه اعتراضي على سحب دعوتي للمربد كون الشعر فضاء إنسانيا، لا علاقة له بالوثائق، والجغرافيا”.

وأضاف الربيعي في تغريدة أخرى “الغريب في الأمر أن (قيادة الاتحاد) دعتني، وهي تعلم أنني أحمل الجواز العماني، وعادت لتسحب الدعوة لأنها اكتشفت أني متلبسا بـ’الجرم المشهود’ علما بأن نصف أعضاء الحكومة العراقية يحملون جوازات سفر أجنبية!”.

ولم يعلق اتحاد الأدباء والكتاب في العراق أو وزارة الثقافة على ما غرّد به الشاعر. وسخر مغرد “سحب دعوة الشاعر عبدالرزاق الربيعي بحجة أنه يحمل الجنسية العمانية، المصيبة أن من منعوه يحملون الجنسية الإيرانية والبريطانية!”.

وفي تصريحات خاصة لـ“العرب” أكد الربيعي “مؤلم أن تكتشف أنك تحب إنسانا ويتضح في ما بعد أنك كنت تحبّه من طرف واحد! هذا ما جرى لي مع بعض قيادات اتحاد الأدباء، في الاتحاد المركزي، أو في فرع البصرة، لذا تألمت كثيرا، علما بأنني كنت أمثّل حلقة وصل بين اللجنة المنظمة للمهرجان والأدباء العمانيين إذ تواصلت معي وبعثت الدعوات وأوصلتها للمدعوّين، وبقيت أتابع الطرفين، وكنت أنوي أن أنسق معها لتكون سلطنة عمان ضيفة شرف في الدورة المقبلة للمهرجان مثلما تحل الإمارات ضيفة شرف للدورة الحالية، ولكن كل هذا الود والجهد ذهب سدى”.

وأكد الربيعي في إجابة على سؤال لـ”العرب” عن الدلالة الاعتبارية التي منحتها إياه الجنسية العمانية “أعادت لي الجنسية العمانية كرامتي التي تعرّضت لأذى خلال سنوات الغربة وقبلها، فتح لي الجواز العماني مناطق واسعة في تقدير الذات واحترامها في مطارات العالم، وأعطاني شعورا بالثقة بالنفس في تلك المطارات على وجه الخصوص والعربية منها للأسف الشديد، بعد أن فقدتها طويلا لتراجع الجواز العراقي ووصوله إلى ثاني أسوأ مرتبة في تصنيف الجوازات في العالم بعد الصومال!”.

ورفض الربيعي أن يلبّي الدعوة إن تكرّرت ثانية، “مادام المشهد الثقافي تسوده مثل هذه الالتباسات والتعسف والتصنيفات، وبتجاهل القائمين عليها أن للثقافة مديات أوسع وأشمل وفضاءات أكثر رحابة من عقول لا تزال تنظر للإنسان كوثيقة رسمية ليس إلا! وليس وجودا وكيانا وروحا تظل تحوم في فضاءات المكان الأول”.

وكان الربيعي أكد في تغريدة أنه فخور بالجنسية العمانية، وقد جاءت تتويجا لسنوات طويلة أمضاها بسلطنة عمان، مندمجا في الحياة الثقافية والاجتماعية العمانية”، مؤكدا أنه لا يسمح لأحد بالمزايدة على علاقته الوجدانية بالعراق الذي نشأ فيه، ودرج على ترابه ودرس وتشكل ثقافيا، وأصدر عدة دواوين به قبل مغادرته له خلال سنوات الحصار عام 1994.

وكتب مغرد “إن كانت الجنسية هي السبب فإن عمان بكل قيمتها الحضارية والتاريخية والثقافية التي لا تقل شأنا عن أي حضارة أخرى تحتفل بعبدالرزاق الربيعي سواء كان عراقيا أو عمانيا”.

وقال آخر “تعامل غير مقبول تماما مع شاعر كبير وأصيل مثل عبدالرزاق الربيعي ينتج العراق يوميا العشرات من السياسيين الفاسدين بينما ينتج كل قرن شاعرا جديرا بالاحترام”.

يشار إلى أن أغلب أعضاء الحكومة والبرلمان العراقيين هم من مزدوجي الجنسية، ومن ضمنهم وزير الثقافة فرياد رواندزي الذي يحمل الجنسية الكندية وفق ما يقول مقربون منه، وهو الذي سيفتتح مهرجان المربد في البصرة.

ومن الأمثلة عن المسؤولين العراقيين الذين يحملون جنسيات أخرى، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي وإبراهيم الجعفري وزير الخارجية يحملان الجنسية البريطانية وعمار الحكيم زعيم تيار الحكمة يحمل الجنسية الإيرانية.

وذكر مراقبون للشأن المحلي أن قضية ازدواجية الجنسية ساعدت بعض الشخصيات السياسية، ممن تسلموا مناصب وزارية في الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد بعد عام 2003، على الهرب خارج البلاد وعدم إمكانية ملاحقتهم قانونيا في تهم فساد تورطوا فيها أثناء توليهم المنصب الحكومي، كما هو الحال مع وزير الكهرباء الأسبق أيهم السامرائي، ووزير الدفاع حازم الشعلان اللذين يقيمان خارج العراق في الوقت الحالي.

واعتبر معلق “الجواز ليس دليلا على وطنية الفرد فالكثير ممن يدعون الوطنية وهم في الفساد منغمسون والكثير ممن تشردوا وهُجروا إلى أصقاع الأرض لا تزال قلوبهم تنزف حبا وشوقا إلى أوطانهم”.

وقال الشاعر أحمد الدوسري “ارفع رأسك يا أخي الربيعي فأنت عماني… أما تصنيف الشعراء حسب جوازات السفر فهو من مخلفات العصر الظلامي”.

وكتب معلق “الفساد في العراق وصل إلى مستوى غير طبيعي من أجل المصالح الفردية الأنانية الضيقة وتحقيق بعض المكاسب غير الشرعية”.

ودون الكاتب فيصل عبدالحسن على حسابه على فيسبوك “خلع اتحاد الأدباء في العراق لعراقية الشاعر الكبير عبدالرزاق الربيعي واعتباره غير عراقي ولذلك ألغى دعوته لمهرجان المربد… اخبرناكم بأن جماعة اتحاد الأدباء بالعراق والبصرة مجموعات من اللصوص وخونة الوطن إلا من رحم ربي منهم ومن صار معهم فعل ذلك بسبب عمى بصيرته وقلة خبرته..

الأديب العراقي الشريف والكاتب الشريف في العراق عليه أن يستقيل من هكذا اتحاد مشبوه بالعمالة للأميركيين والإيرانيين.. اللهم أشهد أني سبقتهم بالاستقالة واعلنت هذا للملأ”.

ونشر الكاتب رابطين لمقالين الأول بعنوان “الصعلكة في مربد البصرة” والثاني حمل عنوان “فيصل عبدالحسن: أعلن استقالتي وبراءتي من اتحاد الأدباء”.