سيد لوسيان كان علي عدم الرد على مداخلتك لأنها لم تكن موجه لي ولكن لغرابتها لم استطع الوقوف متفرجا !
الذي قلته هو جريمة إنسانية لم يقلها حتى اي أمي العالمي! سوف لا أناقش كثيرا بعد ردّك الغريب ولكن يمكن لنا ان نقول الآن بأن العراقيون يستحقون ما فعله صدام بهم
السيد نيسان سمو تحية
وانا اجد موقفك غريب للغاية ولا افهم منه حرف واحد.
عندما يقوم قسم من مجموعة بالسماح لثقافة تسمح وتقبل بالجرائم ضد الانسانية وعندما لا يكون ضمن هذه المجموعة اي قسم يقف ضد هكذا ثقافة, فمن الطبيعي ان تواجه المجموعة كلها جرائم ضد الانسانية. هذه معادلة عادلة وانا لا استطيع ان اغيرها لانها لحسن الحظ قانون من قوانين الحياة..
اما سؤالك هل العراقيين كانوا يستحقون ما فعله صدام بهم, فجوابي هو نعم بكل تاكيد وهذا بالرغم من ان سؤالك طرحته انت بشكل خاطئ وانا ساشرحه لك.
ولكن قبل ان اشرح فانت لو سالت الالمان هل ما جرى ضدكم من جرائم ضد الانسانية التي قام بها هتلر او من قام بها الحلفاء اثناء الحرب للقضاء على النازية والتي كانت قد حولت برلين ومدن اخرى الى قطع متناثرة من الدمار كنتم تستحقونها ام لا؟ فستجد بان الاغلبية الساحقة من الالمان سيقولون لك بانهم كانوا يستحقونها. فالالمان كانوا يؤيدون سياسة هتلر عندما جاء للحكم وكانوا يهتفون له ويحبونه ولم يكن هناك محاولات جدية لمنع وصول هتلر للحكم ولم يكن هناك محاولات جدية للوقوف ضد ثقافة النازية وبالتالي فان كل الجرائم ضد الانسانية التي عان منها الالمان بانفسهم كانوا بكل تاكيد يستحقونها. ونفس الجواب سيعطونه لك اليابانين, فالقنبلة الذرية التي اطلقت على هيروشيما كانت بمثابة طلقة رحمة على اليابانين الذين امتلكوا مذابح لم يشهد مثلها التاريخ وقاموا بذبح الملايين بدم بارد وهواية اجدادهم كانت الافتخار بمن جمع اكبر عدد من الجماجم.
لماذا الالمان واليابانين يقولون بانهم استحقوا ما لاقوه من جرائم ضد الانسانية بينما العراقيين والسوريين لا يزالون يعتبرون انفسهم بالشعب العظيم؟ الجواب : لان الالمان واليابانين ثقافتهم لا تعرف بان الامريكين هم الذين جائوا بهتلر ونصبوا له فخ ليقوم باحتلال الدول الاخرى كمؤامرة لتمزيق المانيا ,وثقافتهم لا تعرف مصطلحات مثل ان الدول الغربية المعادية هي التي زرعت الفتنة في المجتمع الالماني ليقوموا بقتل اليهود وغيرهم. هم ببساطة لا يعتبرون انفسهم مثل العرب مزعطة وانما يعتبرون انفسهم مسؤولين عن شكل الحياة التي يمتلكونها.
ومن هنا فصدام حسين لم ينزل من السماء, فصدام كان عراقي والبعثيون كانوا عراقيين والاغلبية الساحقة من الداعشين هم عراقيين وكل المنتسبين للمنظمات الارهابية الاخرى هم عراقييون, وهؤلاء لو جمعت اعدادهم واعداد عوائلهم ومعارفهم فانهم سيشكلون اكثر من نصف المجتمع. وايضا كل الذين قبلهم في وقت الانقلابات الهمجية الدموية وما قاموا به من سحل عراقيين في الشوارع واقامة مذابح كانوا كلهم عراقيين وكل الذين قسم العراقيين الى وطنيين وخونة كانوا عراقيين. العراقيين ببساطة شعب همجي دموي محب للعنف ويتسلى بالحروب والدمار... وعيش امثال هؤلاء في اوضاع مزرية هم يتلسون بها فانهم يعتبرونها صمود وصبر شعب عظيم.
ومساعدة الاخرين تفترض ان يقوم الطرف المقابل ايضا بمساعدة نفسه بنفسه. ولكن هؤلاء لا يفعلون ذلك, فحتى ما يسمون بمثقفيهم لا يوجهون هذه الشعوب بالاعتراف بانهم كانوا مجرمين ودعموا ثقافة مجرمة, بل هم لا يزالون يتحدثون عن مؤامرات وفتن الخ. وحتى الذين وصلوا الى الدول الغربية كلاجئين لم نرى بينهم تظاهرات واضحة كبيرة مستمرة لتغيير واقع بلدانهم, بل هم يحاولون تغيير البلدان الغربية لتصبح مثل بؤس بلدانهم الاصلية.
بينما في اوربا كان هناك تعلم من ثقافة الماضي ولذلك ترى حساسية كبيرة تجاه اي فعل يكون موجه ضد الاجانب ويقومون بالخروج في مسيرات ضخمة ويتحدثون فيها في كل الاعلام وفي المدارس عندما يتعرض شخص اجنبي الى اعتداء لاسباب عنصرية.
وصدام حسين كعراقي ولد كطفل وكان يلعب مع الاطفال الاخرين في العراق ولكن المجتمع العراقي هو الذي حوله الى مجرم لكون الثقافة العراقية هي ثقافة مجرمة, وبالتالي قاموا ايضا بتاييد اجرام صدام حسين, فالقول بان العراقيين كانوا ضحية صدام حسين هو شئ تاريخيا ليس صحيح, فنحن نجد الملايين من الفيديوات التي توضح خروج مئات الالاف من العراقيين وهم يهتفون لصدام حسين. الخ.
اما قضية هل المسيحين يستحقون ذلك ايضا؟ فجوابي المسيحين ليسوا مثل العرب والمسلمين لكونهم تم اعتبارهم دائما بشر من الدرجة الثانية او الثالثة. وهناك عدة مفاهيم مختلفة بيننا وبينهم, كمثال بسيط, مفهوم الشهيد بيننا يختلف عنهم, فبيننا هو من يتمسك بالارض ويقول مع ذلك يا رب اغفر لهم لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون كما في حالة الشهيد المطران مار فرج رحو..اما عند العرب المسلمين فان قيام شخص بتفجير نفسه بين الابرياء يسمونه شهيد.
اما ما نستحقه نحن المسيحين سيكون مثلا عندما لا يكون بيننا تضامن وتعاضد ومشاركة من اجل المسيحين في الداخل ومن اجل التمسك بارض الاجداد فعندها عندما نفقد كل شئ ستكون ذلك نتيجة نحن نستحقها.
وعودة مرة اخرى لموضوعك حول هؤلاء في تلك المخيمات واقول لك مجددا وبسبب الشرح اعلاه كله بانني غير مهتم بهم اطلاقا. وحتى ابناء مجتمعهم من العرب والمسلمين يعتبرونهم مجرد قطع لحوم فائضة وزائدة عن الحياة لا يحتاجها احد, ولهذا تجد من يستعملهم كقنبلة تهديد ديموغرافية ليهدد بها اوربا كما في حالة المسلم اوردغان وهناك من يستعملهم من المسلمين والعرب لاغراض اخرى. وهؤلاء الذين في المخيمات هم بانفسهم كانوا يؤيدون الظلم ولا يقفون ضده. فهم كانوا ايضا يهتفون للبعث السوري في السابق ويبررون الظلم البعثي, فاكبر سجن في سوريا اسمه سجن فلسطين واكبر شريحة من السجناء كانوا الفلسطينين انفسهم ولكنهم مع ذلك كانوا يعتبرون انفسهم مدافعين عن فلسطين وكانوا يستعملون قضية فلسطين لقتل الابرياء باعتبارهم عملاء للصهيونية.
نعم هؤلاء في المخيمات يستحقون هذه الحياة المزرية بل هم يستحقون ما هو اسواء منها وانا غير مهتم بهم. كل شعب يمتلك شكل الحكومة وشكل الحياة التي يستحقها..