الدكتورعوديشو ملكو يحاضرعن صوم نينوى
للمرة الثانية في اقل من سنة تستقبل شيكاغو في بيت المجلس القومي الآشوري " متوا " اديباً ولغوياً وشاعراً وحتى آثارياً له ما يقارب الخمسة عشر مؤلفاً باللغتين السريانية / الآشورية والعربية ، انه الدكتور عوديشو ملكو الذي لا يود هجرة موطنه ومسكنه في نوهدرا، بيت نهرين. انه متكلم طليق وجريء في طروحاته لا يفرضها على المستمع لكنه يدافع عنها ويعطي الأدلة والأثباتات. في الحقيقة ظهوره هذه المرة كان ضمن الحلقة 51 من برنامج گوني / ألوان الذي يعده ويقدمه الشاعر نينوس نيراري لقناة ANB التلفزيونية. حضر هذه الحلقة نخبة من المهتمين وكل من الأركذياقون شليمون حزقيل و الأب الفاضل تاور شماشا اندريوس.
صوم باعوثا كان محور هذه الحلقة وكان اعتيادياً ان يتطرق الدكتور ملكو الى رحلة يونان النبي الى المدينة العظيمة نينوى بغير رضاه لانه كيهودي او إسرائيلي كان يفضّل دمار نينوى عاصمة ألّد أعداء شعبه متوافقاً في هذا مع الرؤى آلتي رآها ناحوم الألقوشي وهنا أكد المتحدث ان ناحوم لم يتنبأ بكل الذي جاء في كتابه بل كانت رؤى أراد من خلالها ان تكون حملة أشبه ما تكون ان تكون " توجيه سياسي معنوي" او " وثيقة سياسية " غايته الخلاص من النفوذ الآشوري. احاول هنا بقدر الأمكان ان انقل بأمانة ما قاله الدكتور ملكو ولذا سأعتمد التسجيل الصوتي لهذا اللقاء وللأسف لن اتمكن رفعه مع المقالة هذه ، ولذا سأبذل الجهد قدر الأمكان ان انقل المحاضرة بأمانة الكاتب النزيهه.
بين ناحوم ويونان مسافة من الزمن أيهما قبل الآخر فهذا يظل مبهماً . بالعودة الى اراء الباحثين فهم يشيرون الى حلول يونان النبي في نينوى الى عهد آشور بانيبال الذي جاء في الكتب الأغريقية بأسم " سردنابوليس " والذي انتهى عرشه عام 638 قبل الميلاد اي قبل سقوط نينوى ب 26 سنة ، ولكن في الجانب الآثاري والتاريخ الذي كتبه لأغريق ليس ما يؤيد إنذار يونان ونَزعْ الملك لملابسه الملكية وجلوسه على فرش من جلد الحيوان " سقا " .لكن الأغرب في هذا كله هو قول المحاضر الكريم وحسب مفسري العهد القديم ان قصة يونان كانت بما يقارب 100- 150عام بعد سقوط نينوى!!! اما كيف يكون هذا فلم يتطرق اليه المحاضر الذي لا يقرأ محاضراته بل كما عودنا يتكلم بارتجال وسلاسة اضافة الى ان وقته كان محدداً وبدأ عليه الإسراع الى انتقال الى أطروحة اهم. وصراحة كنت اود لو فسح المجال للأسئلة في نهاية المحاضرة لسألته كيف يكون هذا ؟ فقط ذكر هنا ان قصة يونان -- في نظره طبعاً --هي في المسيحية رمز للتوبة التي هي الدعامة الكبرى لهذا الدين وفي اعتقاده لكل الأديان .
الأطروحة او الفكرة الجديدة التي أراد الأستاذ عوديشو ملكو ان يطرحها على جمهرة مستمعيه انه في فترة ظهور الوباء في كرخ سلوخ في القرن السابع الميلادي والذي كان في عهد الأسقف سوريشوع الذي اصبح بطريكاً فيما بعد، كان ثمة راهب بإسم يقيرا مساعداً للأسقف . ومن غير ان يؤكد أن ثمة علاقة بين هذا الراهب وعشيرة كانت معاصرة الى زمن قريب في أشيثا التي منها كاتبنا عوديشو ملكو فانه نوه عنها وترك الحكم ليقرره المستمع. الراهب هذا كان عليماً وملتزماً برهبنته واليه يرى الباحث الكريم تعود الصلوات التي نتلوها من الحوذرا في الأيام الثلاثة لصوم نينوى " الباعوثا " . هذا يعني ان ما نسب الى مار افرام النصيبيني هو امر مشكوك فيه. اورد ان ما ذُكِر في الحوذرا عن صوم باعوثا نينوى هو بحوالي 200 صفحة و يزيد بكثير الكثيرعن تذكار العذراء او قيامة المسيح او مار گورگيس او مارت نشموني او اي مار تشاؤون تسميته كما قالها لأضافة الجمالية الخطابية على كلامه، وكما هو معتاد منه .
مار افرام لم يكن مكترثاً للقومية فقد كان راهباً ورِعاً يعيش دينه المسيحي بكمال على عكس يقيرا الذي يعتبر ما جاء به في ميامر/ اناشيد الباعوثا هو نشيد وطني للآشوريين وهنا قرأ صاحب الأطروحة الجديدة الأستاذ عوديشو ملكو ما هو مكتوب في الحوذرا ليبرهن ان الشعور القومي الآشوري كان متواجداً عند يقيرا وأقرانه في ذلك الزمان، ولذا كتب ماكتب والبرهان ما وصلنا عبر الحوذرا عن صوم نينوى والنينويين ، كما ان إيمانهم بالرب ومغفرته فاق إيمان اليهود الذين هم شعبه المختار. المحاضر اقتبس من هذه الميامر/ الأناشيد ذاكراً الفصل والسطر وحتى الصفحة ليؤكد رؤيته. وقرأ على الحضور الكريم هذا الأصحاح بصوت جهوري مع حركات اليدين المؤثرة مشبهاً ما يقوله يقيرا والمنسوب الى مار افرام كأن الملك الآشوري يلقي خطاباً عل شعبه:
" حتى الجبابرة يهابون
من خبر قوة آثور
نحن غَلبنا وأَهنّا الكثيرين
عبرانيٌّ يغلبنا؟؟
نينوى ام الجبابرة من احد الخائفين تخاف؟
لبوة في عرينها
تخاف من احد العبرانيين؟
آثور المهيمنة على الوجود
وصوت يونان يهيبها؟
اهذا يحصل على زرع الجبابرة"
هكذا القى الملك خطابه على جيشه قائلاً دعونا نقاتل مثل الجبابرة كي لا نضيع مثل الضعفاء-- هذا كلام المحاضر،
" الذي هو جبار يصبح جريئاً من التجارب
يموت كالجبار
ويحيا كالناصح"
وختم المحاضر مضيفاً الى الذي قرأه من هذا الأصحاح:
بشاهدة ابن الله -- يسوع المسيح-- ليست ثمة مدينة عظيمة مثل نينوى ولا جبابرة كانوا مثل النينويين.
الى هنا انتهى القسم الأول من برنامج " گوني " ثم كانت استراحة قصيرة ليبدأ القسم الثاني والذي تناوب فيه كل من نينوس نيراري وعوديشو ملكو في إلقاء إشعار من مذكراتهم. وانتهت الحلقة ورأيت بعض الجمهور يناقشون المحاضر بما جاء به من أقوال ومستجدات وآخرون انتهزوا الفرصة للتعرف او أخذ الصور التذكارية مع المحاضر الكريم ثم انصرف الجميع ليمارس بعضهم في اليوم التالي طقسهم وهو الصوم المبارك ، صوم باعوثا دنينواي.
ارفق ايضاً الرابط للمحاضرة التي القاها في نفس المكان قبل اقل من سنة لمن يود سماعها:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,834290.msg7516783.html#msg7516783 حنا شمعون/ شيكاغو