المحرر موضوع: لاجئون داخل الوطن وخارجه  (زيارة 856 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Hamza Alshamkhi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لاجئون داخل الوطن وخارجه                                                     
حمزة الشمخي
                                                                 
هكذا سيستمر مسلسل عذابات وهموم أبناء العراق ، حيث يخرجون من نفق ويدخلون في نفق آخر ، إنهم يعدون من اللاجئين اليوم ، لاجئون في داخل وطنهم وخارجه ، بسبب إفرازات الإحتلال الأجنبي وتصاعد العنف الطائفي والفوضى وفقدان الأمن والتدخل الدولي والإقليمي في الشأن العراقي ، وإنتشار الجيوش المتعددة  والميليشيات المسلحة والعصابات الإجرامية والزمر الإرهابية .
وبعد كل هذا التهجير القسري في داخل العراق ، وهروب الآلاف من العراقيين لدول الجوار وغيرها ، وأخيرا تحرك الضميرالإنساني من خلال مؤتمر جنيف الذي شارك فيه مسؤولون حكوميون وعاملون في منظمات إنسانية والذي ضم 60 دولة لمعالجة محنة العراقيين اللاجئين ، وخاصة المتواجد منهم في دول الجوار العراقي .
إنهم إجتمعوا وتبادلوا الأفكار والآراء والمقترحات ووضعوا الحلول المناسبة ، ولكنهم أكدوا بالوقت نفس ، بأن هذه القضية تحتاج لفترة من الزمن ، لكي يتم تقديم المساعدات للاجئين العراقيين من خلال دعم الدول التي يتواجد فيها العدد الأكبر من العراقيين مثل سورية والإردن .
ولكنهم لم يتوقفوا عند الأسباب الحقيقية ، التي دعت بنات وأبناء العراق للهجرة القسرية في داخل وطنهم واللجوء خارجه ، والتي تجاوزت حتى مبادئ حقوق الإنسان وحق المواطنة والحريات العامة للناس ،  كان على المجتمعين بحث ودراسة الأسباب والظروف التي أدت الى ذلك أولا ، قبل التعامل مع النتائج المعروفة للجميع ، لأن ظاهرتا اللجوء والهجرة سيستمران دون معالجة أسبابهما الحقيقية .
لأن العراقيين لا يريدون ترك وطنهم وأهلهم، بل أن جحيم الحياة هناك جعلهم يفضلون الهجرة على البقاء ، بسبب الفوضى الشاملة في كل مرافق الحياة ، وعدم قدرة الحكومة العراقية على مواجهة المصاعب الكبيرة والمشاكل الكثيرة ، التي نتجت بعد إنهيار الدكتاتورية ، وتفكيك الدولة العراقية وغياب القرار العراقي المستقل بسبب الإحتلال الأجنبي ، والذي لازال بيده أغلب الملفات المهمة والحساسة ومنها الإقتصادية والنفطية والأمنية والعسكرية .
بعد كل هذا تحول العراق الى ساحة للصراعات الدولية والإقليمية ، وتصفية الحسابات الداخلية والخارجية ، وتزايد النزاعات الطائفية ، وشكل بؤرة مناسبة للإرهاب الدولي ، بحيث أصبح مركز دولي لتجمع زمر الإرهاب والجريمة ، بسبب تعدد السلطات المحلية والأجنبية وكثرة أصحاب القرار وغياب السلطة المركزية المستقلة الواحدة .
كان على مؤتمر جنيف والذي ضم 60 دولة وهذا يعتبر تجمعا دوليا كبيرا ، أن يعالج القضية من جذورها وأن يضع النقاط على الحروف ، من خلال إدانته للإرهاب وكل أعمال العنف والجريمة ، وتعزيز الدورالدولي لتقديم المساعدات العاجلة والمباشرة للعراق والعراقيين ، وفضح كل من يتدخل بالشؤون العراقية من دول الجوار وغيرها ، وأن لا تتحول قضية العراق المتداخلة والمتشعبة الى قضية لاجئين فقط .
بل أن القضية العراقية ينبغي أن لا تختصر بهذا الشكل كما يريدها البعض ، لأنها قضية تتعلق بحاضر ومستقبل ومصير شعب وكيان وطن .
alshamkhi@hotmail.com