المحرر موضوع: لماذا العمل السياسي داخل المجتمع الاشوري (محاضرة للشهيد يوسف توما هرمز)  (زيارة 8511 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باسمة يوسف زيعا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 105
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا العمل السياسي داخل المجتمع الاشوري ؟؟؟
عنوان محاضرة  للشهيد يوسف توما هرمز
 في ذكرى تسلقه اعواد المشانق مع رفاقه  الشهداء  يوبرت بنيامين شليمون و  يوخنا ايشو ججو    في ٣ شباط ١٩٨٥


العمل السياسي هو الادراك و الانطلاق نحو الانفصال عن الواقع الفاسد ، و البدء ببناء المستقبل المشرق الاصيل ذات الرفض للانطواء تحت زيف الواقع المتخلف المرير و التعاليم العتيقة المرتبطة بالرجعية و الاستعمار.
ان هذا المنطلق الذي ابتغيناه و نبتغيه ندرك بانه بقى متاخرا داخل المجتمع الاشوري و يرجع ذلك الى الى التعاليم الغريبة عنه و المفروضة عليه من قبل الاستعمار، و الحرمان الشديد من قبل السلطات المفروضة ايضا .دفعته دائما في طريق التعثر و الانتكاس و اظهرته بالمظهر المشلول و قابل للخضوع لتلك الظروف و التجزئة و تسرب امراض الواقع المرير السائر في طريق الخلل و الانهيار في تلك المرحلة من تاريخه.
و لكن هذا المنطلق اي العمل السياسي قد نما نتيجة اوضاعنا التي اصابها خلل جذري من جميع الوجوه، و التي لا يمكن معالجتها بالنظر ا عليها من بعد  و ترك الرياح الصفراء تتلاعب بمقدراتنا، بل الخوض في ظروفها بالعمل السياسي المتكاتف كي تاخذ الامة طريق التطور نحو الامال و الغايات. هو ذا الاسلوب الوحيد الذي نستطيع من خلاله ان ندرك الواقع الفاسد  الذي تتجمع فيه المتناقضات و السلبيات و بذلك نكون قد تصدينا لعملية التغيير و بدراسة شاملة و بخطط مدروسة لنبني مرحلة جديدة و متقدمة لا تشابه كحركتها الماضي المرير و لا الحاضر المتناقض.
ان هذا المنطلق الذي لنا الحق في ممارسته كاية امة نؤمن بانه عمل ايجابي نتاكد من خلاله تحقيق العدالة بالشكل الايجابي بين القوميات العراقية .و لكن هذا المنطلق ذات الهدف النبيل يدرك بكل يقين بانه سيجابه ظروفا صعبة من الحرمان الشديد لتعارضه مع الفئات الرجعية الحاكمة، التي تعمل جاهدة املة بفقدان الحياة الطبيعية لامتنا و ستخطط مع اسيادها المستعمرون للنيل من هذا المنطلق. و لكننا ندرك بالوقت ذاته بانه لم و لن يكن في اية مرحلة من نهوض اية امة استطاع العنف الذي تستعمله الحكومات الرجعية بان يشل العمل السياسي لتلك الامة بل يزيده اصرارية و استمرارية و تجربة كي يدرك الاخطاء و بذلك يقلل من تحمل الامة من تضحيات الى اقل ما يمكن .
قد تكون التضحيات جسيمة في بعض الاحيان فيحسب ذلك كمرحلة بناء في تطور العمل السياسي للامة، حيث اغنيت بالتجربة العملية و التي اكثر استنتاج من النظرية المجردة.

ايتها الطليعة المثقفة…..
وجب ان يصاحب عملكم السياسي ازدياد في المهمة و العزيمة، و ان متاعب النضال فيه تزيده صمودا بالعقيدة ليصبح جزءا من الكيان ، و مسيرته في الحياة تزيده الثقة بالنفس و بعظمة الامة التي تعملون من اجلها، لانها الامانة  و الصدق و المبادئ ، و تدركون مدى ايجابية توفر النظرة الوحدوية الصحيحة و مزايا الارتباط العضوي و قوة النضال الناتجة عن التنظيم الموحد اخر العمل السياسي. و تدركون  اسلوب التغلب على روح الانانية و الاعتبارات الشخصية و العشائرية و المذهبية و التعاليم الفاسدة العقيمة و الارتفاع الى اعلى مستوى من التضحية في سبيل الفكرة الجديدة التي تبني  الحياة الجديدة و العمل على تجسيد الفكرة و المحافظة عليها و مدها بالقوة كلما واجهتها العقبات و المصائب.
    ان الشباب الاشوري المثقف وجب ان يدرك الواقع الملموس و ينخرط ضمن العمل السياسي القومي لتغيير حركة المجتمع و فصله عن واقعه المتخلف و بناء شخصية جديدة له قيم جديدة و افكار جديدة تشكل نواة المجتمع الاشوري المنشود، ويبنون بذلك مجتمعا متميزا في تفكيره و سلوكه نحو المستقبل الذي يزيل كل الرواسب التي اورثناها عن واقع ابائنا المفروض قهرا. و من مفاهيم متخلفة عن روح العصر و عقليات محاطة بالجمود و الياس من التغيير ، هاربة من واقع التجزئة و الانقسام و تعيش الحنين الى امجاد الماضي.

ايها الاخوة….
ان الخطوات السلبية التي تعرقل نمو العمل السياسي و تنعكس بذلك على مسيرة الامة هي مفاهيم عشائرية حيث تشكل تكتلات صغيرة اساسها منبثق من الواقع المرير،و لكن الجماهير تعزلها بشكل او باخر و ستبقى بعيدة كل البعد عنها، لانها لا تمثل ارادتها. و من هذا المنطلق و الواقع ندرك واقيعتها لهذه الظروف التي تمر بها الامة و في الوقت ذاته نرشد الى مدى خطورة التكتلات لان اصحابها سطحيي النظرة و بعيدين عن الواقع و ان افكارهم تتشتت احيانا و تتضارب احيانا اخرى.

ايتها الطليعة الاشورية المثقفة….
ان دوافع العمل السياسي التي انبثقت من وجود خلل في معظم جوانب الحياة بدت واضحة لتجزئة الامة و تخلفهم الفكري و الاقتصادي و تمزق الاواصر الاجتماعية و الانحطاطات الخلقية، تطلب منا و بدون تردد و باقصى سرعة اعادة النظر فيها و التخطيط للاسس التي وجب ان تقوم عليها الحياة الجديدة للامة في اية مرحلة متقدمة و السعي الى استكمال متطلباتها للنيل من المرحلة نحو الاحسن لا بل الامثل، حيث تضع الامة على  طريق التطور العام مكتسبة من الزمن صفة الوجود و التصدي للازمات نحو المستقبل المشرق.
 مستقبلا يؤمن  بالخلق الجديد و الابداع المنشود الذي يشرق عبر العمل السياسي.   

ملاحظة : التحديدات تعود الى الناشر