المحرر موضوع: ربيع الحلبي صحفي من الموصل تحول إلى طيار أسير لدى "داعش"  (زيارة 1419 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20786
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
ربيع الحلبي صحفي من الموصل تحول إلى طيار أسير لدى "داعش"

 
شفق نيوز/ منذ أيام انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في مقطع فيديو لشخص وهو يحتضن والديه بحرارة والدموع تنهمر من عينه، نُشر مع الفيديو تعليق يقول بانه طيار في الجيش العراقي وقع أسيرا لدى تنظيم "داعش"، ولكنه أخيرا تمكن من الهروب منهم والعودة الى عائلته.

 

الإثارة التي تحويها القصة استحوذت على اهتمام العراقيين بشكل واسع باعتبارها احدى قصص البطولة في الحرب التي خاضتها البلاد ضد المتطرفين على مدى السنوات الثلاث الماضية، ونجاح الطيار في الهروب من يد المتطرفين وعودته سالما الى اهله كافية لجذب انتباه العراقيين وإعادة نشر مقطع الفيديو على صفحاتهم الخاصة على "فيسبوك" وقنوات "يوتيوب"، وحتى ان وسائل إعلام نشرت القصة أيضاً.

 

بعد التحقق من مقطع الفيديو تبين انه قديم يعود إلى شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2016، ولكن المفاجأة الكبرى ان الشخص الذي ظهر في مقطع الفيديو ليس طيارا في الجيش العراقي ولم يقع اسيرا لدى تنظيم "داعش"، بل انه صحفي يدعى ربيع الحلبي من الموصل غادر المدينة بعد ثلاثة أيام على احتلالها من المتطرفين.

 

الحلبي الذي يبلغ من العمر (29) عاماً ويعمل في الصحافة منذ سنوات، اختار مع العشرات من زملائه مغادرة الموصل بعد دخول المتطرفين اليها خوفا من قتلهم كما حصل مع العشرات من زملائه الذين لم يتمكنوا من الخروج واتهمهم المتطرفون بالتجسس لصالح الحكومة العراقية؟

 

وقال الحلبي "تركت مدينتي الموصل بتاريخ 13/6/2014 بعد دخول داعش وتوجهت الى اقليم كوردستان، ورغم خوفي اليومي على مصير عائلتي الا أنى واصلت عملي كصحفي من أربيل، حاولت كثيرا التواصل معهم الا أنى فشلت، وبقيت على مدى عام كامل لا اعرف مصير عائلتي، كما أنهم لا يعرفون مصيري".

 

بعد عام على احتلال "داعش" للموصل وتوارد الأخبار عن إقدام "داعش" على إعدام عشرات الصحفيين في المدينة بتهمة التجسس، قرر الحلبي الاتصال بعائلته لطمأنتهم، وفعلا تمكن من الحديث مع والده لثوانٍ معدودة بسبب رداءة الشبكة، ولكن المهم اطمئن والداه على ابنهم وعرف الحلبي أيضا ان والدته تعرضت للمرض وبقيت طريحة الفراش بسبب قلقها عليه.

 

كانت تلك المكالمة الهاتفية هي الأولى والأخيرة على مدى ثلاثة أعوام، وعندما سمح الحلبي بان الحكومة العراقية تعد العدة لتنفيذ عملية عسكرية لاستعادة المدينة من المتطرفين قرر فورا المشاركة في تغطية المعركة.

 

يقول الحلبي "كنت مع الجنود في الخطوط الأمامية للمعارك بسبب حماستي ولم تفارقني صورة عائلتي التي كانت تحفزني في العمل أكثر، الاشتباكات المسلحة كانت عنيفة والمعارك تجري من شارع الى شارع وفي بعض الأحيان من منزل الى منزل".

 

في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2016 وصلت المعارك إلى منطقة "كوكجلي" في الجانب الشرقي من المدينة، أصبحت المعركة معقدة بعد موجة نزوح كثيفة من السكان نحو القوات الأمنية التي كان يرافقها الحلبي، تطلع الصحفي بين وجوه النازحين لعله يرى عائلته ولكنه لم يعثر على اي فرد منهم.

 

وبسبب اشتداد المعارك في "كوكجلي" منعت القوات الأمنية الصحفيين من التقدم خوفا عليهم، ولكن الحلبي كان يرغب بشدة التقدم مع القوات الامنية لان منزله يقع في حي "الخضراء" التي تبعد فقط منطقتين عن "كوكجلي"، وقرر الحلبي الاتصال عبر الهاتف مع عائلته، حاول طمأنتهم وقال لهم بان القوات الأمنية قريبة وسألتقي بكم خلال وقت قصير.

 

ويروي الحلبي تلك الأوقات الصعبة "المعارك أصبحت عنيفة وبعض السكان قتل بسبب رصاص المتطرفين، اتصلت بعائلتي مجددا وأخبرت والدي الذي كان يكلمني بان يخرجوا جميعا من المنزل وأنا أقوم بتوجيههم الى الطريق الذي يسلكونه للوصول بأمان إلى مكان القوات الامنية حتى وصلوا بسلام، كانت لحظات لقائي بعائلتي عاطفية، لم أتمالك نفسي وأنا احضن أمي وإخوتي، عندما رآني أبي وقع على الأرض وأنا احضنه بحرارة".

 

وبعد مرور عامين على عودة الحلبي الى عائلته بسلام، الا انه ما زال يشاهد قصته على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مشوه، ونشرت عشرات الصفحات على "فيسبوك" مقطع الفيديو خلال لقائه بعائلته على انه طيار في الجيش العراقي وقع أسيرا لدى "داعش" وتمكن قبل ايام من الهروب منهم.

 

يقول الحلبي حول الأخبار المزيفة التي نشرت عليه "شاهدت الفيديو الذي احتوى خبرا كاذبا، حاولت الاتصال مع العديد من الصفحات لإيضاح حقيقة الفيديو ولكن عشرات الصفحات الأخرى نشرت الفيديو مع الخبر الكاذب دون التأكد من الحقيقة".

 

ويضيف "للاسف الشائعات والاخبار الكاذبة تنتشر بسهولة بين المواطنين، وهذه الاخبار الكاذبة هي التي كانت السبب في دخول داعش الى الموصل، اذ أن المتطرفين الذين هاجموا المدينة لم يتجاوز عددهم العشرات، ولكنهم استخدموا الاخبار الكاذبة ومقاطع الفيديو القديمة لإيهام السكان بان الجيش العراقي تعرض للانهيار وهرب جميع المسؤولين، الاخبار الكاذبة كانت سلاحهم الأساسي لزرع الرعب بين سكان المدينة".

 

الحلبي الذي كان احد ضحايا الأخبار الكاذبة يقول بان "على الجميع العمل لمحاربة هذه الظاهرة السلبية وخصوصا على وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في محاربة الشائعات، كما ان على الجهات التشريعية سن قوانين تتضمن عقوبات لكل من يصدر أخبارا كاذبة، وكذلك يجب تنظيم حملات مدنية لتوعية المواطنين على كيفية التعامل مع الأخبار المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي".
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ