المحرر موضوع: البرامج الهابطة اهدافها وابعادها السياسية (الجزء الاول)  (زيارة 879 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعد يقين ايليا الاسود

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 22
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 .
(بقلم الصحفي سعد يقين ايليا الاسود)

البرامج الهابطة اهدافها  وابعادها السياسية
(الجزء الاول)

هنالك عدة انواع من  البرامج التلفزيونية الهابطة و التي لها اهداف سياسية معينة و في مقالتي هذه سوف اتناول واحده منها فقط لكي لا اجعل المقالة مطولة وممله للقاريء  . ولكنني سوف اتناول الانواع الاخرى كا اجزاء  في مقالات اخرى لاحقه انشاء الله .
 في البداية احب ان اقول بانني لا اوجه الانتقاد لشخص معين بالتحديد بل اني اتكلم بشكل عام  عن هذه البرامج  لما لها اهمية في  بسط و احلال  الامن والسلام في  بلداننا .
دائما نجد مقابلات تحدث بين شخصين من كتلتين مختلفتين قد يكونان  من حزبين مختلفين او مذهبين مختلفين او دينين مختلفين  . وفي الغالب تنتهي هذه المقابلات  بشتائم ومسبات . وبعضها وصلت الى حد  اشهار الاسلحة في داخل الاستوديو  . و هنا تكون فيها مخاطر على احد الضيوف من قبل الضيف الاخر ونجد مقدم البرنامج واالكادر لايتدخلون الا بعد ان يتم تراشق الضيوف بعضهم ببعض بالماء او الاحذية او الكراسي او الاوراق . وعندها يتم التدخل لكي يبداء مقدم البرنامج بطريقة دبلوماسية يحث طرف على الطرف الاخر . لكي ينهي المسرحية بكلمة وابتسامة  الى اللقاء في حلقة جديدة مع ضيفين جديدين .  وهنا يكون قد حقق برنامج يعتبره البعض بانه  برنامجا ناجحا . لان طبيعة قسم من  البشر هي عدائية تحب ان ترى امام اعينيها مثل هكذا مهازل . يهان بها الضيوف بطريقة مفبركة  فيخرج الضيوف فاقدين احترامهم امام الكثيرين لينعم معد ومقدم البرنامج ببرنامجه المرتب سابقا والذي اعد لهذا الغرض وله طوابع سياسية كبيرة وبعيدة . الا  وهي جعل هذه  الاحزاب او المذاهب مهزلة امام العالم لان مثل هذه البرامج تكون مسيسة لاغراض الاهانة والتقليل من شان البشر ليس اكثر . ( وكان الاجدر بمقدم  البرنامج  ان  يقول الى اللقاء مع مصارعين جديدين في حلبتنا المخصصة لاهانة البشر) .
كما نجد في كثير من الاحيان مقدم البرنامج يبداء بطريقة الا وهي  الاستمالة  الى ضيف معين لغرض جعل الضيف الاخر يفقد اعصابه  وعندما يجده  قد فقد اعصابه .  فجأة يغير ميلانه للطرف الاخر مع توجيه كلامه لاحد الضيوف  و يقول له . ( يقول  لك ذالك ويتهمك بذالك فبماذا ترد عليه ) .  لكي يجعل حلبة المصارعة بين الضيفين تكون في قمتها وكلما زادت الشتائم تجد مقدم البرنامج يوجه نظراته الى كادر البرنامج مبتسم لانه بداء يصل الى  ما يبتغيه من برنامجه ويبداء التحريض اكثر فاكثر لحين ان يصلوا الى مراحل الضرب بالايادي والاهانات والسب والشتم بين رجال السياسة والدين وهو لايحرك ساكن لكي يهديء الموقف ويجعل الحوار سلمي . بل العكس يريد ان يكون الحوار على هذه الشاكلة لان هذا مايبتغيه هو في برنامجه المعد لهذا الغرض ويصبحون الضيوف ضحايا خطة قذرة مرسومة لغرض التقليل من شانهم  والاهانة لشخصيتهم على حساب نجاح برنامجه الهابط  . وكذالك للتقليل من قيمة  تلك الاحزاب او المذاهب الدينية  .
وهذا مايجعل اثار تلك البرامج تاخذ جانب سلبي على الشارع العام . فيما بعد نجد يزداد العنف بين الاحزاب والمذاهب على مستوى الشارع العام  . وتبداء اعمال العنف في بعض البلدان بين ابناء شعبها الذي كان متكاتف . وكل هذا بسبب  هذه البرامج  المحرضة على العنف فيكون العميل حقق غاية اسياده والضحية هم الشعوب التي لم تنتبه لما يجري من حولها من مؤامرات تحبك وتكون هذه البرامج واحدة من مسببات الارهاب بين الشعوب .
 ولكن الصراحة تقال  ان هنالك معدين ومقدمين برامج لايسمحون ان تصل  المقابلات الى مثل  هذه الحالة ويطلبون من الضيف المعتدي اما التوقف او ترك البرنامج  وهذا مالاحظناه  كثيرا في البرامج التي تقدم من قبل مقدمين  معروفين باعتدالهم وحسن اخلاقهم . و في احد المقابلات  احد الضيوف خرج عن الغاية الاساسية للبرنامج واصبح لايحترم تواجده  في  البرنامج و لايحترم  الضيف الاخر طلبوا منه ترك البرنامج . 
اذا نستنتج من كل هذا بان مثل هذه البرامج تعتمد على معديها ومقدميها ومموليها و ما هي الغاية منها . فقد شاهدنا اختقاء برامج كثيرة من هذه الانواع . ظهرت في ظروف معينة عند وجود حروب بين بلدين او ماشابه ذالك وبعد انتهاء الحرب والتحريض تنتهي هذه  البرنامج ولم يعد لها  وجود  او لم يعد لها فعالية مثل الاول . لان الغرض من وجودها انتهى حسب مامرسوم لها . وهذا دليل على ان مقدمي هذه  البرامج ومعديها   والممولين لها . هم ليس لديهم انتماء وطني فعلي بل  هم اصلا ينتمون الى جهات معينة قد تكون جهات  خارجية ولغاية معينة  . او قد يكونون  هم من النوع الذين يتلذذون  باهانة البشر ويتلذذون  بروؤية الدماء تسيل  بين الشعوب . وهذا اكبر دليل على ضعف اخلاقي عند مقدمي هذه  البرامج وضعف شخصيتهم كاعلامين لانهم جعلوا من الاعلام الحر اعلام مسيس ولاغراض معينة .
تقبلوا  فائق شكري وتقديري .
ترقبوا  الجزء الثاني قريبا .

 
الصحفي  سعد يقين ايليا الاسود
عضو الاتحاد الاوربي للصحافة
عضو اتحاد الادباء العالمي