تأملات انتخابية :
حسب دراستنا للواقع الانتخابي لمقاعد الكوتا المخصصة لابناء شعبنا وما كنا قد تلمسناه من الانتخابات السابقة نلاحظ دائما المشهد يتكرر والصورة تعكس دائما فشلنا كشعب وكمؤسسات (سواء الكنسية أو الحزبية ) اذا بتكرار الأخطاء ذاتها يتبين اننا بحاجة لدراسة واقعنا المزري وتشخيص الأخطاء والضغوطات المتكررة والتي باتت واضحة للقاصي والداني لإمكانية تقويم الذات وصقلها نحو الأفضل والاصح .
وهنا سنحاول توضيحها عل مرحلتين
١_ الأخطاء والضغوطات الداخلية :
١_ فقدان الوعي القومي والتصارع المذهبي وهذا تتحمله بعضا من كنائسنا وبعضا من احزابنا .
٢_ الهروب من المسؤولية وتبريرها دائما بفشل الاحزاب والكنيسة في وحدة الصف وهذا ما يتحمله بعضا من ابناء شعبنا .
٣_ فقدان الثقة بمؤسسات شعبنا وبعثرة الاصوات بين القوائم الكبيرة وهذا مايتحمله الشعب والكنيسة والأحزاب.
٢_ الصعوبات والضغوطات الخارجية:
١_ الاستلاء والاستحواذ على مقاعد الكوتا من قبل الاحزاب والقوائم الكبيرة وهنا التناسب طردي لأنها سهلة المنال بالنسبة لهم والتي باتت صعبة المنال بالنسبة لنا كشعب .
٢_ الوضع الهش بالنسبة لنا كشعب ومؤسسات وسهولة اختراقه سواء بالترهيب أو شراء الذمم .
٣_ العلاقة التنافرية بيننا كشعب وعدم قبول الآخر والتمسك بمبدأ الاصل والتابع والتراصف المذهبي والعشائري والمناطقي كلها دواعي لسهولة الاختراق وركاكة التواصل.
الواقع السياسي :
لقد أفرزت الأوضاع السياسية والاقتصادية والصعوبات والضغوطات التي مرت ولا تزال تمر بها احزابنا القومية باتجاهين فهناك من استسلم للوضع والضغوطات سواء كان مخيرا أو ملزما .
وهناك الذي رفض التبعية العمياء وموضحا اسباب رفضه ومحاولا تصحيح الحالة وموضحا ما هو الصالح بذلك .
ولكن نفس الطرف لم يستطيع المحافظة على الثوابت القومية المطلوبة بحجج قصيرة البصيرة وتخلوا من الحرص القومي وهنا انا اخص كل الأطراف وبدون استثناء حرصا منا لتقويم الحالة وجعلها في المسار الصحيح لما هو صالحا لشعبنا .
الواقع الكنسي :
يؤسفني أن اقولها ان الكنيسة باتت معضلة أمام اي فعل قومي فمنهم من أراد تشكيل رابطة لتكون بديلا عن احزابنا السياسية محاولتا لتقزيم حقوقنا القومية والسياسية وتقليصها بالحقوق الدينية كمسيحيين فقط وكأننا طائفة دخيلة نستجدي حقوقنا ولسنا اصحاب أرض وقضية.
وهناك أيضا كنائس تدعم احزاب مشخصنة اي مرتبطة بأشخاص من ابناء شعبنا ولكنها معلومة الانتماء والاتجاه.
وهنا بات الواقع الانتخابي لمقاعد الكوتا المخصصة لشعبنا مبعثر ومشتت وانا اعتقد ان الفيصل هو شعبنا الواعي والذي بات يدرك الخطر الذي يحيط به من كل الاتجاهات من تكميم الأفواه والتجاوزات على الأراضي والممتلكات وفرض مبدأ القوى وهضم حقوقنا بحجة الأقلية والاكثرية وسياسة الغاب
فإذا ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله ”
فمن يقبل بتعويض مقابل نضاله هو ليس مناضلا بل مرتزقا...'