المحرر موضوع: البابا فرنسيس الثاني يقبل رجب طيب أردوغان ..!  (زيارة 1336 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كامل زومايا

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 730
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البابا فرنسيس الثاني  يقبل رجب طيب أردوغان ..!
استقبل قداسة البابا فرنسيس الثاني الرئيس التركي رجب طيب اردوغان  في الخامس من شباط 2018 وبسبب تقبيل قداسته للرئيس التركي الضيف توالت التعليقات السلبية والنقد اللاذع لقداسته ،شخصيا تحدث معي الكثير من الاصدقاء عن الانطباع السيء الذي تركه البابا بالتزامن مع الحملة التركية  العسكرية الظالمة على شعبنا الكوردي والسرياني في عفرين السورية .وقد استفسر بعض الاصدقاء الاعزاء بالاستفسار عن موقفي من قداسة البابا وخاصة ان بروفايلي في صفحة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) صورة لي مع قداسته التقطت في ايار الماضي خلال زيارتنا لقداسته مع وفد من الرابطة الدولية لعلماء الابادة الجماعية ، ولا بد لي ان اوضح الأمر حسب اعتقادي بالرغم اني لست مدافعا عن قداسة البابا ولو هذا الامر كان يزيدني شرفا رفيعا ليس لأنه الأب الروحي للكنيسة الكاثوليكية في العالم ، ولكن لما لمسته في اللقاء معه من بساطته وحبه للانسان قبل كل شيء وكذلك نظرته الثاقبة للامور وتحليله لما يدور من حوله في ظل الصراعات التي يعيشها العالم وخاصة في الشرق الاوسط  ، ويقينا انه بتواضعه وبساطته وحبه للفقراء ونصرته لقضيتهم اينما كانوا بعيدا عن التخندق الديني كان له الأثر الكبير لحبنا له والاقتداء به ومن مواقفه المعروفة تضامنه مع اهلنا الايزديين الذين تعرضوا لابشع إبادة جماعية مع المسيحيين  التي اقترفت بحقهم من قبل مجرمي دولة الخلافة الاسلامية( داعش الارهابي )   وكذلك موقفه الانساني من مسلمي الروهينغا حيث يقول قداسته "إن إخواننا وأخواتنا شعب الروهينغا... يعانون منذ أعوام... لقد تعرضوا للتعذيب والقتل، ببساطة لأنهم يريدون ممارسة ثقافتهم ومعتقداتهم الإسلامية".
ان البابا فرنسيس الثاني يعي تماما بما يدور من حوله من ظلم الحكومات وخاصة في الشرق الاوسط واسيا الصغرى ومنها نضال الشعب الكوردي المناضل من اجل حريته واستقلاله ، ولكن بعيدا عن التشنج ولتبسيط الامور باعتقادي لرسالته المسيحية ان قداسة البابا قد تصرف مع اروغان منطلقا من ايمانه المسيحي وان يعيش مسيحيته كما شاء له يسوع المسيح له المجد  بمعنى الكلمة وترجم قول المسيح " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،

 إنها فلسفة انتصار على الظالم بالحب قد لا تكون مقبولة في العرف الثوري ولكنها مجبولة في حياة المسيح التي جسدها في حياته لتكون نبراسا اتخذها البابا فرنسيس الثاني في لقائه مع الرئيس التركي اردوغان .
في لقائي مع قداسة البابا فرنسيس الثاني في ايار الماضي مع وفد من الرابطة الدولية لعلماء الابادة الجماعية في الفاتيكان وبعد ان استعرضت له الاوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الكلداني السرياني الآشوري المسيحي بعد الابادة الجماعية التي تعرض لها على ايدي دولة الخلافة الاسلامية ( داعش الارهابي ) ، وقد سردت له تاريخ عائلتي وما عانته من اضطهاد على سبيل المثال كنموذج ابتداءا من هروب جدي من بطش العثمانيين في عام 1915   من هكاري  وحال استقرارهم في العراق ارغموا مرة اخرى على الهرب بعد مذبحة سميل 1933 ليستقروا في سوريا وبعد سنتين عاد ابي الى العراق وتم اعتقاله وقد افرج عنه ولم تمنح له الجنسية العراقية باعتباره متمرد على الحكومة العراقية ، وبعد المد الاسلامي والبعثي الفاشي في نينوى التاريخية 1959 تم تصفية اخي الصغير بعد ان فشلت المحاولة في اغتيال ابي ولكن تم اعتقاله وسجنه بعد الانقلاب شباط 1963 المشؤوم  وتوالت الاحداث حيث تم اعتقال اخي الكبير ومن ثم تم اعتقالي وسجني انا واخي الصغير فريد زومايا الذي كان اصغر سجين سياسي في سجن ابو غريب في سنة 1989 ومن ثم كان القرار الصعب اما التصفية او الهرب وان نسكن الغربة كلاجئين نحن وابناءنا ، فاصبحنا بعيدين عن بلداتنا وقرانا وكنائسنا ، وقد انهيت  كلمتي بالتأكيد بأن حال عائلتي لم يكن استثناء في حياة الشعب المسيحي بل هو القاعدة التي يعيشها عموم الشعب الكلداني السرياني الآشوري في العراق على مر الازمنة ، لقد تأثر قداسة البابا بالقصة وبدأت ملامح الحزن على وجهه ، فوقف وقبلني وضمني اليه قائلا  وهو يتحسر بألم " إن حالكم صعب جدا... لا مفر الا الصبر ....وكرر  مرة اخرى صعب جدا ...صعب جدا ... يوم حزين سيطول  على مسيحيي الشرق" هذه كلماته لا تفارقني كل يوم ونحن نشهد لابشع جريمة يندى لها جبين الانسانية بما يتعرض لها شعبنا من إبادة جماعية ومصير مجهول في ظل المحاصصة والطائفية التي تعشش في عقلية الساسة العراقيين .
ان مواقف قداسة البابا مشهودا لها لمناصرته للفقراء وحركاتهم المطلبية في كل مكان وخاصة في امريكا اللاتينية، كما ان اطلاعه لمجريات احوال الناس في العالم وافقه الفكري يجعله قريب من الجميع بغض النظر عن الدين والعقيدة وعلى سبيل المثال في تفسيره للجنة والنار ومن يستحقها التي كانت كالطابو وحصرا على ابناء الكنيسة كما كان ذلك متداولا ، وكذلك الموقف الحاسم من موضوع القدس ومن موقفه من مستشار الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها  نتنياهو في محاججته في هوية المسيح اثناء زيارته للديار المقدسة .
ان من تعز عليه قضية شعبه ، عليه ان ينظر لقداسة البابا انطلاقا من ايمانه وعمقه الانساني بحب الناس جميعا الذي سخر طوال حياته من اجل نصرة المظلوم ووقف مع صليبه ليصرخ في البرية ليسمع ابيه السماوي ويطلب منه ان يغفر للذين صلبوه هذا هو المسيح " يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يدرون ماذا يفعلون"  وهذا هو البابا فرنسيس الثاني الذي اراد ان يجسد ايمانه بلقاءه مع الرئيس التركي اردوغان .

لست متدينا وسوف لن اكون هكذا ، ولكني برجاء وامل اعيش حياتي مع المسيح يسوع  الذي فدى حياته لبني البشر والبشرية من اجل صنع السلام والمحبة، ولم ارى  يوما تقاطعا منذ عرفت المسيح في كتابات ليو تولستوي وديستوفسكي ومكسيم غوركي  واريك  سيغال (العقب الحديدية ) والاخوة الاعداء كازنتزاكي وماركس ولينين وجيفارا كلهم ادين لهم..
كامل زومايا