المحرر موضوع: أمينة بغداد تعد بإخراج العاصمة من قائمة أسوأ مكان للعيش وتوأمتها مع باريس  (زيارة 1483 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31431
    • مشاهدة الملف الشخصي
أمينة بغداد تعد بإخراج العاصمة من قائمة أسوأ مكان للعيش وتوأمتها مع باريس
بغداد الجميلة صورة مازالت عالقة في ذاكرة من زارها من العرب والأجانب وفي ذاكرة من غادرها من العراقيين قبل بداية القرن الجديد، لكنها فقدت جمالها ونظافتها وألقها، فقد أصبحت مدينة تعمها الفوضى منذ أن دخلها المستعمر والدواعش والاقتتال الطائفي، فامتلأت بالحواجز الإسمنتية الحزينة وانهارت بنيتها التحتية، وغرقت شوارعها في النفايات والتلوث، وزاد الفساد من تردي الأوضاع مع كل محاولات الإصلاح والتجديد. أمينة بغداد ذكرى علوش هي الوحيدة في منصبها في العواصم العربية التي تتعهد بتنظيف شوارع مدينة السلام وتهيئة بنيتها التحتية.
 العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2018/02/08]

ذكرى علوش هي المرأة الوحيدة التي تتكفل بمهمة أمانة عاصمة عربية
بغداد - مع أن العاصمة العراقية بغداد صنفت خلال السنوات الماضية كأسوأ مكان للعيش في العالم، إلا أن أمينة بغداد ذكرى علوش التي استلمت مهامها منذ 2015 تضع نصب عينيها هدف إعادة إعمار المدينة لتنعش آمال العراقيين في عودة جمال بغداد الذي أصبح شاحبا.

وتتوق المهندسة علوش إلى توأمة بغداد مع باريس وهو حلم يستحق الثناء على هذه العراقية، لكنه يقابل بالتهكم من قبل العراقيين بعد أن فقدوا الأمل بالمسؤولين العراقيين منذ عام 2013، عندما تسيّدت بلادهم قائمة أكثر البلدان فسادا في العالم.

وتخطط علوش لإعادة تأهيل البنية التحتية وترميم المعالم التراثية التي عانت على مدى سنوات من الإهمال، كما تسعى لتوأمة بغداد الشرق مع باريس الغرب العاصمة الأخرى التي تديرها امرأة.

مهمة صعبة
لا شك أن مهمة أمينة بغداد كبيرة أمام هذه التركة الثقيلة التي خلفها لها سلفها نعيم عبعوب والذي تلاحقه تهم تتعلق بالفساد حتى صار مادة للسخرية وتندر العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة حين عانت العاصمة من الغرق بمياه الأمطار، فعلل الفشل بوجود مؤامرة خارجية وضعت صخرة داخل مجاري تصريف المياه.

تقول علوش (60 عاما)، إنها تعطي نفسها عشر سنوات لتنشيط العاصمة السابقة للخلافة العباسية، وإعادة تأهيل البنى التحتية وترميم المعالم التراثية، لكن مسألة إيجاد التمويل تقع على عاتقها.

داخل مكتبها الضخم في وسط المدينة، تقول المرأة الوحيدة التي ترأس بلدية عاصمة عربية “عندما استلمت منصبي في العام 2015، كانت البلدية مفلسة، ولا دينار واحدا، وقيل لي إن عليّ أن أدبّر التمويل بنفسي”.

وتوضح علوش أن “ميزانيتنا تبلغ 110 مليارات دينار عراقي (90 مليون دولار)، لكننا نحتاج ضعف ذلك لتشغيل الخدمات الأساسية بشكل صحيح”، مؤكدة أنها “على الطريق الصحيح”.

وليست المهمة سهلة في مدينة تمتد على مساحة 900 كيلومتر مربع، ويزداد عدد سكانها كل يوم بسبب حركة النزوح اليومية.

وتقول المهندسة المدنية إن “أولويتنا هي السير السليم لمياه الشرب، والمجاري وجمع القمامة”.

الكل يسبح في مياه الأمطار
وتعاني مناطق عديدة في بغداد من نقص حادّ في المياه الصالحة للشراب بسبب تهالك الشبكات القديمة وتلوّث المياه وعدم توفر مواد التعقيم.

وأقر البنك الدولي مؤخرا مشروعا جديدا بقيمة 210 ملايين دولار يرمي إلى تحسين نوعية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي في بغداد التي تعاني من نقص المياه وتفشي الأمراض المعدية.

تقول علوش، “تؤثر مياه الشرب والصرف الصحي تأثيرا فوريا ومباشرا على نوعية حياة المواطنين… إننا ملتزمون بتحسين الخدمات العامة لسكان مدينة بغداد والتخفيف من العبء الذي يقع على كاهل الأسر يوميا في الحصول على مياه الشرب النظيفة بانتظام”.

وسيموّل المشروع بناء خزان خدمة بسعة إجمالية تبلغ 135 ألف متر مكعب، مما يساعد المدينة على إدارة إمدادات المياه بشكلٍ أفضل في حالة الجفاف الناجم عن تغير المناخ. وسيقوم المشروع أيضا بتأهيل محطات قائمة لضخ مياه الصرف الصحي ممّا يسهم في الحدّ من الآثار الصحية العامة الناجمة عن مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي يتمّ تصريفها في نهر دجلة.

تلوث وازدحام مروري
تشير علوش إلى أن البنية التحتية للعاصمة دمرت بفعل سنوات من الحصار الذي فرض في العام 1991، ثم بالنزاعات الطائفية الدامية التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، وأخيرا باجتياح تنظيم الدولة الإسلامية للبلاد.

وأصبحت أحياء عدة مهجورة في المدينة التي يخنقها التلوث بسبب الحركة الجنونية للسيارات والازدحام المروري وانتشار شبكة كبيرة من نقاط التفتيش العسكرية التي تقطع معظم طرق العاصمة وتجعل مهمة التجوال فيها صعبة رغم رفع بعض الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش من مناطق متعددة لتخفيف الازدحام الذي تعاني منه العاصمة.

ويقول المسؤولون في مديرية المرور، إن من أهم أسباب الاختناق المروري أعداد السيارات التي دخلت العراق بعد عام 2003 وعجز السلطات عن وضع خطة تنظم استيراد السيارات التي يزداد عددها مع عدم إعادة تصميم الشوارع بما يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة من العربات.

وتقترح علوش إنشاء طريق دائري جديد، وتوسيع الشوارع، وتطوير وسائل النقل العام، بما في ذلك إنشاء خط مترو، ضمن مشاريع عدة يتضمنها “المخطط الإنمائي الشامل 2030”.

جمال المدينة
انتشرت القمامة في دوائر بلدية بغداد لأسباب عديدة منها نقاط التفتيش التي تمنع وصول عمال النظافة وشاحناتهم إلى شوارع المدينة وأحيائها، حتى أصبحت بعض المناطق تفوح منها روائح فظيعة وتنتشر فيها الكلاب السائبة في الليل خاصة في فصل الصيف، وزادت من أزمة القمامة صعوبة توفير عمال وشاحنات جمع قمامة الملايين من العراقيين الذين يعيشون في المدينة، فماذا خططت الأمينة ذكرى علوش لإنقاذ شوارع بغداد من التلوث والقمامة؟

يقول سكان بغداد إن انتشار القمامة دمّر جودة الحياة حيث أصبحت مصبات النفايات في كل مكان بالقرب من أنابيب المياه والأنهار، إضافة إلى مياه الصرف الصحي التي تطفو على السطح وتتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة والناموس والحشرات التي أصبحت تهدد حياة العراقيين وخاصة من الأطفال.

ويكفي بغداد بعض الساعات لتغرق في مياه الأمطار وتتحول إلى مستنقع يسبح فيه البشر والسيارات، ما يدفع السكان إلى الهرب إلى السطوح، ولمواجهة هذه الأزمة أطلقت أمانة بغداد أكبر حملة لتنظيف الخطوط الناقلة لمياه الصرف الصحي والأمطار وذلك في إطار استعداداتها لموسم شتاء 2018.

بغداد تعاني أيضا من أزمة الكهرباء التي تزيد من قسوة الشتاء بسبب تعطل أجهزة التدفئة، وتحول الصيف إلى فرن لاهب طواله بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

ويعاني العراق من أزمة خانقة بسبب مشروع خصخصة الكهرباء، رغم إنفاق نحو 41 مليار دولار على هذا القطاع منذ 2003، ويعتبر من أكثر القطاعات فسادا بسبب المشاريع التي تحال إلى شركات خاصة تابعة إلى أحزاب وكتل سياسية وشركات محددة تتولى تنفيذ هذه المشاريع بما لا تتناسب مع المواصفات المتفق عليها.

روائح كريهة تزكم الأنوف
أمام كل هذه المسائل، ثمة أولوية أخرى لدى أمينة بغداد، وهي الأبنية التراثية، إذ ستسعى إلى إعادة تأهيل شارعين يعتبران من الشرايين الرئيسية للعاصمة، وهما الرشيد وأبونواس.

وقد رسم الشارع الأول خلال الحرب العالمية الأولى، وكان ينظر إليه حتى السبعينات من القرن الماضي على أنه شانزيليزيه بغداد. أما الشارع الثاني فهو ممشى على طول نهر دجلة، ويشكل الرئة الخضراء للمدينة.

في شارع الرشيد، يثير مرور أمينة بغداد مشاعر متناقضة، يلومها بعض الباعة المتجولين على إزالة أكشاكهم من الأرصفة كما يلومها آخرون على تهديم أبنيتهم العشوائية في الأحياء الشعبية، فيما يهنئها آخرون على رغبتها في إعادة بغداد إلى أمجادها.

وتوضح السيدة العراقية التي تشرف على أمانة بغداد، أن “مساحة المدينة ستكبر عشرة كيلومترات من كل جهة”، ولإنجاح مساعيها، ترغب علوش في توأمة بغداد مع باريس التي تديرها آن هيدالغو.

وتقول “أتمنى أن يكون هناك لقاء بيننا، وأن أوقع معها مذكرة تفاهم” للتوأمة، و”آمل أن أستفيد من تجربتها في إعادة تأهيل الأبنية والمنطقة التراثية”.

ولا يبدو أن علوش سمعت بقصة مغنية الروك الأميركية كورتني لاف عندما حوصرت وسط احتجاجات نظّمها سائقو سيارات الأجرة في العاصمة الفرنسية قبل سنوات، وقالت إنّ المتظاهرين الغاضبين أحاطوا بالسيارة التي كانت تستقلها احتجاجا على خدمة السيارات الأميركية “أوبر بوب”، التي يتمّ الحجز عليها إلكترونيا.

وقالت لاف “لقد حاصروا سيارتنا وأخذوا السائق رهينة. إنّهم يضربون السيارات بقضبان معدنية. هل هذه باريس؟ أشعر بأمان أكثر في بغداد”. في رسالة تهكم مريرة.

مثل هذه الرسالة هي امتحان تحدٍّ أمام أمينة بغداد لإعادة العاصمة العراقية إلى ألقها الضائع وبعدها دعوة المغنية كورتني لاف لزيارة العراق لتشعر بنفسها أن بغداد فعلا أكثر أمانا من باريس، فهل يتحقق مثل هذا الأمل؟

مشاكل بغداد لا تعد ولا تحصى بسبب الوضع الأمني المتردي وغياب الخدمات الأساسية إضافة إلى الإزدحام المروري
غالبية أهالي مدينة بغداد لا يشاركون علوش طموحها بعد أن تريّفت مدينتهم ودُمّر جمالها وقُسمت أحياؤها بطريقة طائفية مقيتة دمّرت نسيجها الاجتماعي، وهدّمت تماثيلها ورموزها واستبدلت بتماثيل دينية وطائفية خالية من أي رمز حضاري.

واحتلت العاصمة العراقية المركز الأخير كأسوأ مدينة للعيش في العالم بحسب الدراسة السنوية للأماكن الأفضل للعيش والتي تعدّها مجموعة “ميرسير” للاستشارات بين 223 مدينة شملتها الدراسة، وذلك للمرة الثانية بعد دراسة سابقة أجريت في العام 2011.

وجاء تصنيف بغداد بأنها أسوأ المدن الصالحة للعيش بعد أن انتشرت في شوارعها النفايات والحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي تحيط خصوصا بمبانيها الحكومية ومقرات الوزارات والمصارف خوفا من التفجيرات منذ سنة 2003.

وأضفت هذه الجدران الإسمنتية طابعا من الكآبة على العاصمة التي يسكنها نحو ثمانية ملايين نسمة وتحمل معظم مناطقها ملامح البؤس والافتقار إلى الخدمات الأساسية، حيث تنتشر النفايات في أغلب الشوارع، ويطبع سوء التنظيم والترتيب أسواقها ومحلاتها التجارية.

ويتواصل انقطاع الكهرباء والمياه عن بغداد، وسط تذمّر واستياء شعبي من استحالة الحياة بسبب سوء الصرف الصحي وانتشار القمامة في الأحياء والشوارع.

رحلة البحث عن الماء الصالح للشراب
ويقول حميد الدراجي (52عاما) تاجر في العاصمة العراقية، إن “الوضع محزن في بغداد وأحيانا يبكينا، بغداد الجميلة أصبحت خربة”.

وأضاف بحزن أن “مشاكل بغداد لا تعدّ ولا تحصى وأغلب الناس يصابون بأمراض مثل الضغط والسكري والأمراض النفسية بسبب الوضع الأمني المتردّي وغياب الخدمات الأساسية”.

أما في ما يتعلق بالفساد المستشري في العراق والذي كان سببا في إطاحة سلفها، تقول علوش إنها “لا تحبّ” الحديث عنه.

وحكم القضاء العراقي في 30 أكتوبر 2017 بحبس أمين بغداد السابق، نعيم عبعوب سنة واحدة على خلفية تهم فساد بينها الاستغلال الوظيفي وتجاوز الصلاحيات.

وتقول السيدة التي عيّنها رئيس الوزراء حيدر العبادي، “أفضّل القول إن هناك نوعا من الأخطاء. ولكن في كل الأحوال آمل أن يتم في عهدي تقليص هذا الموضوع إلى أقصى ما يمكن، ولا سيما باستخدام التكنولوجيا، واختيار الأشخاص المناسبين”.

بغداد باريس الشرق
احتفلت بغداد سنة 2012 بذكرى مرور 1250 عاما على تأسيسها وهي تكافح لاستعادة بعض من بريق ماض رسّخ لها مكانة مرموقة في التاريخ الإسلامي والعربي قبل أن تمحوه صراعات لم تتوقف فيها منذ عقود.

وبدأ بناء بغداد على ضفتي نهر دجلة في يوليو من العام 762 في عهد الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور (714-775) الذي أطلق عليها اسم “مدينة السلام”.

وأدت بغداد منذ إنشائها دورا محوريا في الحضارتين الإسلامية والعربية، وكانت بين أفضل مدن العالم في سبعينات القرن الماضي.

وتشير الباحثة سيسيليا بييري المشاركة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ومؤلفة كتاب “بغداد 1914-1960، بناء عاصمة حديثة” إلى أن “باريس، مثل بغداد، اختبرت التدمير الحضري مع أربع ثورات وثلاث حروب. إنها عاصمة يعرف المتمرسون فيها كيفية إعادة الإعمار”.


غير متصل Qaisser Hermiz

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 473
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اتمنى ان ارى بغداد اجمل من باريس ٠٠٠ ولكن هل تفئ ذكرى علوش بوعدها وتحقق حلم العراقيين ببغداد الاجمل ؟؟؟