المحرر موضوع: ولكن لماذا " عفرين " ؟  (زيارة 627 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 944
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ولكن لماذا " عفرين " ؟
« في: 20:32 09/02/2018 »
ولكن لماذا " عفرين " ؟
                                                                 
صلاح بدرالدين

  مأساة أهلنا بعفرين تختلف حتى عن ماحصل في ( عين العرب – كوباني ) من حيث المعنى السياسي في الأخيرة وخلال مواجهة داعش كانت الى جانب بيشمركة كردستان العراق عدة فصائل من الجيش الحر من ضمن المدافعين عن المدينة وفي حالة عفرين نجد غياب البيشمركة ونفس تلك الفصائل السورية تشارك تركيا في الهجوم فماذا تغير ؟ وهل أن الآخرين هم ( خونة وأعداء ومنحرفون ونحن ملائكة ؟ ) هناك اتهامات موجهة ل ب ي د وبالاضافة الى اعتباره جزء من تنظيم خارجي – ب ك ك – أنه منذ البداية كان ومازال مع النظام وسلم العديد من المناطق الى سلطة النظام وحتى أنصاره الذين جاؤوا مؤخرا بالسيارات الى عفرين مروا عبر مناطق تحت سيطرة النظام ثم أن لنا جميعا وطنييون سورييون وكرد مآخذ وملاحظات على سياسات – ب ي د – الذي عمل منذ أعوام على تحويل قضية كرد سوريا مسألة صراع مع تركيا وهو أمر مناقض لمصالح السوريين وثورتهم ولحقوق الكرد السوريين كقضية قومية ووطنية كانت ومازالت جزء من الحركة الديموقراطية السورية وضحية نظام الاستبداد الأسدي وصراعها المباشر مع النظام السوري والتقسيمات الراهنة في الحركة الكردية واضحة لكل جزء خصوصياته وقياداته وأولوياته وأعداؤه وخصومه وأصدقاؤه .
لقد قلت وكتبت سابقا أن التعامل بين – ب ي د – والأمريكان أمر وقتي آني مصلحي غير ثابت بل متحرك فهم كانوا بحسب استراتيجيتهم في سوريا وصراعهم مع الروس وبحثهم عن مناطق النفوذ بحاجة الى مقاتلين مشاة لضرب داعش والسيطرة على المناطق ووجدوا ضالتهم في – ب ي د – الذي كان له مصلحة أيضا خصوصا لخدمة أجندات – ب ك ك – حزبهم الأم في تبديل الصراع باتجاه تركيا أولا ثم ازالة وصمة الارهاب طبعا تعامل الطرفين لايستند الى وثائق والتزامات أمريكية مع  تحفظ الجانب الأمريكي على موضوع تركيا لانهما عضوان في حلف الناتو لذلك وبالرغم من رفضي لكل السياسات الأمريكية في سوريا والعراق الا أنهم وبحسب رؤيتهم للأمور لم يتخاذلوا بل خدموا أهدافهم واستغلوا الآخرين أما تركيا التي لاتخفي عداءها لحق تقرير المصير الكردي في كل مكان فانها استثمرت الوضع وعقدت صفقات مباشرة مع الروس والايرانيين والنظام وغير مباشرة مع الأمريكان لتنفيذ أجنداتها واستباحة الاعتداء واحتلال أجزاء من الأرض السورية شأنها شأن الآخرين من روس وايرانيين وأمريكان وحتى ميليشيات لذلك على الكرد لوم أنفسهم قبل أن يلوموا الآخرين .
أمام نزعات التعالي والشعور بالعظمة والاندفاع صوب التوجهات العنصرية من جانب البعض أقول علينا أن نعلم نحن الكرد السورييون بأننا لسنا قوة عظمى موحدة تحكم كل سوريا وكل كردستان وثلاثة ارباع الشرق الأوسط ونفرض شروطنا على العالم ولدينا أوراق نراهن عليها ونقايضها لمصلحتنا نعم نحن مفككون وأحزابنا لم تؤسس استراتيجية ولم توفر أصدقاء يقفون معنا وقسم منا موسومون بالإرهاب وننقاد من جميع الأطراف وفي خدمة أجندات الآخرين كلنا ضعفاء في سوريا وكلنا مهددون بالفناء أتمنى عندما نناقش امرا مثل أزمة عفرين مثلا أن نكون واقعيين  أقول بصريح العبارة أضعنا بوصلتنا القومية والوطنية وشعبنا ضحية تضليل الأحزاب ولم يعد يعلم أولويات نضاله وانادي بعدم صب الزيت على النار والابتعاد عن العنصرية وبالعودة الى الرشد ولتتفق البقية الباقية من الوطنيين الكرد والعرب والآخرين على برنامج واحد حتى نستعيد كرامتنا ونؤمن مستقبل أهلنا ومواطنينا ونجنب من بقي حيا من السوريين الموت المحقق ونواجه معا كل الاحتلالات ( الروسي والإيراني والتركي والميليشياوي المذهبي وبينهم نظام الاستبداد ).
 كماهو معلوم وبحسب المنطق السليم فان التقييم الموضوعي العلمي لأي حدث يستند أولا وأساسا الى تناول الأسباب والعوامل الداخلية والذاتية ثم يتم الانتقال الى الظروف والمؤثرات المحيطة والخارجية وبذلك يتم التوصل الى النتائج الصحيحة والتي على ضوئها يجري تغيير الوقائع لخدمة القضية والهدف وحسب برامج وخطط مدروسة ومايجري في حالتنا الكردية وحول مأساة عفرين لم يتجاوز المشاعر الملتهبة ( وهي مشروعة خاصة ان صدرت من الوسط الشعبي ) وضاعت في معمعتها البوصلة وكاد البعض أن يتخطى الخطوط الحمر ويستهين بمسلمات حركتنا الكردية الأصيلة القومية منها والوطنية والديموقرالطية وينسى أولويات الصراع مع الأعداء الرئيسيين وينجرف الى هاوية التفسير العنصري الذي طال ما أسس له نظام الاستبداد منذ عقود بغية اثارة الفتنة القومية بين الكرد والعرب والمكونات الأخرى نعم نحترق ألما من أجل عفرين كما كنا من أجل كوباني وكذلك من أجل عربين والغوطة وكل بقعة من بلادنا في وقت نحن جميعا بأمس الحاجة الى التهدئة والحوار والاتحاد والوقوف صفا واحدا أمام التحديات .
  السورييون يتعرضون لتحديات الابادة من كل حدب وصوب من الشمال والوسط والجنوب ومن الشرق والغرب وأصبحوا أهدافا سهلة لكل من يرغب في تنفيث أحقاده وتنفيذ أجندته وتغيير تركيبة مناطق البلاد الجيو- القومية – المذهبية - السياسية من جانب ( المحتلين الروس والايرانيين والأتراك والأمريكان بتواطىء من النظام المستبد وعدوانية قوى الظلامية والارهاب والثورة المضادة وسكوت المجتمع الدولي ) وليس لهم من معين وليس لديهم من مدافع أمين بعد اخفاق ( المعارضة ) وعجزها بل تحولها الى مصدر للاساءة والأذية ولم يبق أمام البقية الباقية من الوطنيين السوريين الا محاولة تغيير المعادلة المذلة الراهنة عبر التنادي بعقد المؤتمر الوطني الجامع لانتخاب مجلسهم السياسي – العسكري لمواجهة التحدي المصيري .
العمل الشنيع الذي مورس مع جثة تلك المقاتلة وهز الرأي العام دفعنا الى وضع  حد فاصل بين  ماقبل " بارين " ومابعد " بارين " ماقبلها كانت الاصطفافات داخل ( المعارضة وتشكيلات الجيش الحر والفصائل المسلحة ) معروفة بعلاقات مصلحة تتعلق بالتمويل والتسليح من الأطراف المانحة أو المسماة صديقة للشعب السوري ( أمريكا والسعودية وقطر وتركيا والأردن ودول أوروبية ..) وكان التبرير السياسي الذي جعل الوطنيين والثوار يغضون الطرف ولو الى حين  أن كل الجهود موجهة ضد نظام الاستبداد والارهابيين أما مابعد " بارين " فالوضع يختلف وقد تعاد النظر في التحالفات الهشة أصلا من الأساس خاصة بمايتعلق بالذين مثلوا بجثتها الطاهرة ولم يعد هؤلاء ( جيشا حرا ) بل عصابات من المرتزقة وأدوات الثورة المضادة بقي أن نقول بأعلى صوتنا أن المسألة بكل قسوتها ليست مواجهة عنصرية بين الكرد والعرب والترك كما يخطط لها من جانب أنظمة الاستبداد والدوائر الشوفينية .