المحرر موضوع: كيف ولماذا التغيير ؟  (زيارة 632 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف إبراهيم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كيف ولماذا التغيير ؟
« في: 15:27 10/02/2018 »
كيف ولماذا التغيير ؟
كل مؤسسة سواءً كانت دينية أم دنيوية تتعرض مع مرور الزمن للشيخوخة والترهل والموت البطيء ، وتصبح غير ملائمة لمواكبة متطلبات العصر ومواجهة تحديات سرعة انتشار المعلومات والتكنولوجية الحديثة ، لا بل ستندثر من الوجود إن لم تجدد ذاتها وكوادرها وبرامجها من دون المساس بجوهر عقيدتها.
إحدى أهم تلك المستجدات والمتغيرات الضرورية جداً ، هي حتمية ضخ دماء جديدة شابة في جسد المؤسسة لإدارتها والعناية بها ، وبث الروح والحيوية في الخلايا التي تعرضت للخمول واليأس مع التقدم بالسن نتيجة واقعها المزري ، مع المثابرة للحيلولة من دون خسارة القادة الإيجابيين وكبار السن الذين سخروا جل حياتهم واهتمامهم لخدمة مجتمعهم ، وذلك للاستفادة من حكمتهم وخبرتهم في توجيه و إرشاد الجيل الجديد لقيادة دفة المؤسسة والحفاظ على تماسكها من التفكك والإنحلال .
التغيير بحد ذاته ضروري ومهم جداً، لأنه سيأخذ مجراه في الحياة عاجلاً كان أم آجلاً، و هذا هو العدل والحق لاستمرارية دوران عجلة الحياة نحو التطور و بناء الذات، وفي هذا المجال يقول رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل عبارته الشهيرة: ( ليس هناك خطأ في التغيير ، إن كان في الاتجاه الصحيح ) لكن التغيير يحتاج إلى أناس أكفاء وصبورين ذوي أجندة وبرامج واضحة المعالم ومفيدة للمؤسسة ولمجتمعاتهم ، قادرين على مقارعة المستجدات الحديثة ، وإدارة المجتمع وقيادة الدفة بسلاسة ونجاح نحو الهدف المنشود .
  بيد أن التغيير لا يأتي كلقمة سائغة في الفم ، بل سيتعرض كل من يطالب به إلى شتى أنواع الموانع والرفض ، و إن كانت الرؤية والاتجاه وطريقة التغيير خاطئة وغير واضحة ، قد يتطور الأمر والخلاف بين الطرفين إلى شرخ وانقسام لن يلتئم بسهولة ، خاصة في مجتمعاتنا الشرقية بدءاً بالخلية الأولى و هي الأسرة التي تترسخ فيها دكتاتورية الأب ، وانتهاءً بأعلى سلطة للهرم (دكتاتورية التفرد بالقرارات وحب الذات والتسلط ) ، من هنا تكمن أهمية إيجاد كوادر مقتدرة ، نظيفة،حكيمة و قوية البصيرة ، يشهد لها المجتمع لتصيغ مسودة تحدد فيها الطرق و البنود السليمة للسير نحو برنامج إصلاحها وتقدم البديل المناسب .
بقلم جوزيف إبراهيم في / 10/2/2018/