المحرر موضوع: تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي  (زيارة 715 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زكي رضا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 485
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحيّة للقائد الظافر .. تحيّة لفهد في يوم الشهيد الشيوعي


وجهك وهو ينظر الى الأفق حالما بغد أجمل للعراق، سيكون مع الآلاف من رفيقاتك ورفاقك وهم يسيرون على خطاك لتحقيق هذا الغد الجميل، سيكون معهم في أقبية التعذيب، في معسكرات الإعتقال، في قطار الموت، في قصر النهاية، في أهوار الجنوب وجبال كوردستان، في القسم الشيوعي والنضال في سبيل الكادحين والوطن. وقامتك المنتصبة في المحكمة وأنت تشرح للحاكم ومن معه من الجلّادين برنامج الحزب مادّة مادّة وكأنهم تلاميذ عندك، ليقاطعك الحاكم بتحريض من معاون الجلاد بهجت العطية "الجلاد عبد الرزاق عبد الغفور" لتقول لهم "انكم تحاسبوننا على اهداف الحزب الشيوعي، أليس من حقي أن أبين ذلك لكم؟" ستكون زادا لرفيقات ورفاق الحزب الذين حوّلوا سجون العراق الى مدارس للوطنية، كما ستكون دافعا لأن يكونوا دائما منتصبي القامة وفي أحلك الظروف.

وأنت تجيب أحد الرفاق في سجن الكوت وهو يسألك عن عمرك قائلا "يبدأ عمري يوم دخولي الحركة الوطنية، أما الباقي فليس من عمري"، قلادة فخر لرفاقك وهم يتبعون خطاك " فعمرنا أيها الرفيق كشيوعيين يبدأ يوم حصولنا على عضوية حزبك، ولا ينتهي حتى بموتنا أو إستشهادنا". وعضوية الحزب تعني كما قلت، أن نكون وطنيين قبل أن نكون شيوعيين، ولأننا شيوعيين فإننا نشعر بمسؤولية أكبر تجاه وطننا".

من أجل هذا الوطن بصق "الرفيق سلام عادل" بوجه المجرم "علي صالح السعدي" وهو يحتضر من شدّة التعذيب في قصر النهاية بجسارة القائد الشيوعي، ومن أجل هذا الوطن كان " الرفيق العبلي" يشتم الجلّادَين "خالد طبرة وسعدون شاكر" وهما يضعانه في حفرة مجهولة بهذا الوطن ليفرغ الثاني في رأسه المليء بحب الناس رصاصة. من أجل هذا الوطن تحرّك قطار الموت ومن أجله صمدت رفيقاتك ورفاقك في مسالخ قصر النهاية والشعبة الخامسة، ومن أجل هذا الوطن كانت قوافل الشهداء تنير الدرب. ومن أجل هذا الوطن كانت " بيرية حسن سريع" مدرسة أركان بالوطنية والإباء.

لقد علّمتنا أيها المعلّم أن تكون أصواتنا دوما عالية، ألست القائل صبيحة الرابع عشر من شباط والجلّادون يرحلوك من معسكر الحرس الملكي بأبي غريب ، الى ساحة المتحف حيث مشنقتك التي كنت أعلى قامة منها "الوداع يا رفاق.. انني في طريقي الى المشنقة". أهي صدفة أن تكون المشنقة في ساحة المُتْحَفْ، هل بشنقك كانوا يرمزون لشنق العراق!!؟؟ وهل الصدفة هي الأخرى جعلتك والجلاد "بهجت العطيّة" في فصل دراسي واحد بالمدرسة التبشيرية الامريكية وأنتم أطفال، لتقع بقبضته وهو رئيس للشرطة السياسية وتفقد حياتك، ولكنك وبفعل أفكارك التي حرّكت الجماهير وزرعت الوعي بالعقول، أسقطته يوم الرابع عشر من تموز.

اليوم أيّها الرفيق "فهد" بحاجة نحن الشيوعيين العراقيين، لهدوءك وصمتك وبخلك بالكلمات وأنت تحضر إجتماعات الحزب وتزدري النقاشات الطويلة والعقيمة مع من كنت تسميهم "شيوعيو المقاهي". اليوم نحن بحاجة الى شلال كلماتك التي لم تكن تبخل بها وأنت تشرح لرفاقك خط الحزب السياسي في المنعطفات التي كان يمر بها وطننا وشعبنا. إننا اليوم لبحاجة الى قائد مثلك يعترف حتى خصومه من أن لا هناك من "يبزّه في تجميع الناس وقيادتهم".

لقد ترجم رفاقك طيلة العقود الثمانية ونيف من عمر حزبك العتيد أفكارك الى زهور تملأ أرجاء الوطن من شماله الى جنوبه، لقد ترجموها الى ألحان لكلمات الناس في بحثها عن لقمة الخبز، لقد ترجموها الى مشاعل تنير درب عاشقي هذا الوطن الموبوء باللصوص والفاسدين، لقد ترجموها الى نجوم ترشد الناس نحو الخلاص لتقول "من يم ذوله العبره".

مجدا للرفيق الخالد فهد ورفاقه الميامين وهم يستصغرون الموت من اجل حزبهم وشعبهم ووطنهم، مجدا لشهداء حزبنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل غد أجمل لشعبنا وحرية وطننا. وكما يكلل التأريخ الشهداء بأكاليل الغار، فأن نفس التأريخ كلل ويكلل القتلة والخونة بالعار.

ومثلما قال الجواهري الكبير... تعاليت أيّها المقتدى وخلا الحيّ بعدك من سامر.

سلامٌ على جاعلين الحتوف ......................... جسراً إلى الموكب العابر
على ناكرين كرام النفوس ................. يذوبون في المجمع الصاهر
سلامٌ على مثقل بالحديد ........................... ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه ..................... مصابيح مستقبل زاهر
تعاليت من قدوة تقتدى ........................ ومن مثل ٍ منجح ٍ سائر
سمير الأذى والظلام الرهيب ...............خلا الحيّ بعدك من سامر ِ

زكي رضا
الدنمارك
11/2/ 2018