انا اشبه موضوع التسمية هذا بقضايا غير العرب الذين عربهم الاسلام السياسي . ماذا يعني هذا , ان يأتي المسلم المستعرب بأغتزال تاريخ فلسطين وبلاد الشام ويبدأه بصلاح الدين الايوبي والتاريخ المصري ذات الجذور الفرعونية القبطية بعمرو بن العاص وتاريخ الامازيغ في شمال افريقيا بطارق ابن زياد هذا ما يقره تاريخ الاسلام السياسي وهو تاريخ مبني على سياسة الاحتواء ومكتوب بأيادي المنتصرين ولكن هل هذا يعني ان تاريخ الفراعنة انمحى او تاريخ الامازيخ او الفينيقين و الاراميين في بقعة بلاد الشام لا قطعا , لن يكون الباطل يوما حق يعتدى به . من منطلق هذه الفكرة اليوم اخوتنا في الاحزاب الاشورية يمارسون سياسة الاحتواء على الكلدان والسريان وهذا ما سيخلق او بالاصح خلق فجوة عميقة بين مكونات شعبنا النهريني والنتائج ظاهرة في تشرذمنا وهجرة ثلاث ارباع شعبنا . متى نسلك السلوك الديمقراطي ونقتلع عنا العنصرية القومية , متى نقول لبعضنا البعض كن ما تكون المهم ان نحافظ على وجودنا في ارض اجدادنا , هل سيرتقي الخطاب والسلوك المسيحي لابناء النهرين لهذا المستوى ؟
انا لست متفائل والحقيقة لا احد متفائل من ابناء شعبنا بما فيهم احزابنا تجاه مصيرنا في ارض الاباء والاجداد والسبب هو ان احزابنا ليست لهم اجندة واضحة والكل عدو الكل , كل فئة تريد الانتصار على الاخرى فقط .؟!! اهم شيء هو الانتصار وليس مهم اي شيء اخر فاليهاجر الجميع ليس مهما عندهم سوى المقعد البرلماني و المخصصات والمميزات فقط , والدليل هو ماذا قدموا لشعبنا , لاشيء صفر في صفر هم المستفادين وازلامهم وليزول مصير شعبنا الى الجحيم . كل هذا التشرذم والضياع سببه من يريد ان يفرض تسميته على الاخر ين بأي ثمن حتى لو كان الثمن هجرة جميع شعبنا والمسألة مسألة وقت كي تخرج اخر عائلة من ابناء شعبنا , كل الدلائل تشير الى ذلك في النهاية .
الحل الوحيد هو الوحدة ولكن لا يرضى بها الطرف الذي يريد فرض تسميته, الا ان تكون بشروطه وهذا ايضا معروف للجميع اذن ما هو الحل امام الاخرين ؟؟؟ برأيي اذا كانوا السريان والكلدان عقلاء سوف يجتمعون لترتيب البيت السرياني والكلداني وتوجيه دعوة جادة وصريحة تضع الطرف الاشوري امام الامر الواقع واذا تعنت تحميله المسؤولية التاريخية في ضياع شعبنا وانا واثق ايضا سوف يقبل الاخوة الاشوريين عندما يرون ان الكلدان والسريان اتحدوا . بذلك فقط تتلاشى الاسباب الشاذة لتشرذمنا وانقسامنا ونعود من جديد احباب كما كنا قبل مجيء الاحزاب و للتأكيد اوعيدها قبل مجيء احزابنا ؟
اعود للبداية لماذا انطلقت في كتابة هذه الاسطر من الاسلام السياسي الذي اجبر بطريقة واخرى الشعوب الاخرى ان تذوب بعروبته, اليوم بدأ يتفكك هذا الوضع الشاذ الذي كان قائم منذ 1400 عام تأملوا جيدا اربعة عشر قرنا لم يستطيع العرب امحاء اي تاريخ رغم كل قوتهم وغناهم , اليوم اصبح السوري والعراقي والمصري والبناني وبلدان شمال افريقا لا يستسيغون ان يقال لهم انهم عرب لانه في الحقيقة لكل شعب تاريخه وجذوره واصوله ولا يمكن بأي حال من الاحوال وخصوصا بعصرنا هذا ان يتقبل شعب من الشعوب ان يلغى تاريخه وهويته لاجل هوية الاخر مهما كانت الاسباب و المغريات . هذه السياسة بدأت تظهر معلام فشلها والمسألة وقتية لتعود كل الامور لنصابها الحقيقي والواقعي وأنا متأكد ان الواعين و المثقفين الاشوريين ليسوا راضين عن اداء احزابهم في العنصرية القومية لانهم لمسوا نتائجها على شعبنا و وجودنا الذي يتناقص والاخفاقات التى تلاحقنا الواحدة تلو الاخرى . من على هذا المنبر ادعوا اخوتي السريان والكلدان والاشوريين ان يدعموا هذا الخطاب لكي نطفأ نار الغضينة والعنصرية القومية بيننا . بالنسبة لي انا كلداني وسوف اموت كلداني على امل ان نتوحد جميعنا بأسمائنا التي لا غنى عن اي اسم منهم بغض النظر عن نظرتي التاريخية , اخيرا الانتماء هو شعور داخل الانسان ويخصه هو وحده لا يفرض من الخارج . بالمناسبة هناك من لا يشعر بالانتماء بطريقة اثنية قومية ولكن انتماءه وطني اكثر مما هو عرقي . في احد الايام كنا جالسين في كازينو صديقي اسمه ويسام سأله صديقنا شليمون ويسام انت من اي قرية اجابه انا اشوري من فلان قرية فقال لي وانت قلت انا كلداني من فلان قرية فأجابنا مبتسما واني عراقي واشعر اني عراقي وبس ومايهمني شي اخر , فماذا نقول لصاحب هكذا شعور انه بلا اصل ام انه اعقل منا !!!!!!؟؟؟؟؟
تحياتي لجميع ابناء شعبنا