المحرر موضوع: الشهداء في ذاكرتنا لأنهم سراج الوطنية  (زيارة 740 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
  الشهداء في ذاكرتنا لأنهم سراج الوطنية   
دكتور/ علي الخالدي   
يقول الروائي الكولومبي غابريل غاريا ماركيز الحياة ليست ما يعيشه أحدنا ، وإنما هي ما يتذكره وكيف يتذكره ليرويه .
 من الأمور التي تفرض نفسها على الذاكرة ، ولا تنسى ، هي رفقة العمل المشترك الجامع بين حب الوطن ورفع سمعته وبين خدمة ناسه . وخاصة في زمن لم يكن رحيما على القائمين بالعمل المشترك المقدر بقياس ما تفرضه مصالح الشعب والوطن العليا ، والتي لم يجري التهاون بها تحت سطوة التعذيب حتى الموت . الأغلبية العظمى إختارت هوية ميلاد الخلود . أمثال هؤﻷء قائمتهم تطول وتطول لا لكونهم رفضوا ما عُرض عليهم من حياة مرفهة ، وإنما لكونهم لبوا نداء الشاعر التركي ناظم حكمت ، إذا أنت لم تضحي وأنا لم أضحي فمن يضيء الطريق ، ويعني طريق الوصول للحياة الحرة الكريمة للشعوب . ولتزايد اعداد المضحين بحياتهم لقب حزبهم بحزب الشهداء .
 من ضمن هؤﻷء تعايشت رفقتي وإياهم (رغم قصرها) , بحب الوطن وناسي ، فجعلوا منهما جسرا يربطني بذكراهم . إحدهم الشهيد الدكتور صباح الدرة , الذي عايشته عندما كان سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي ( وفدي ) حيث سجل مواقف بطولية في الصمود بمقر جريدة إتحاد الشعب ليسهر على تأمين أماكن آمنه لحماية رفاقه من الهجوم البربري العفلقي على حزب الطبقة العاملة ،الحزب الشيوعي العراقي .
كان الشهيد يتصف بسداد الرأي واﻷمكانية الخلاقة في  تربية الكادر , و نظرته الى عامل الزمن الذي يفرض استغلاله لتحقيق ما نصبو اليه , فهو لا يعطي الفرصة إذا أطالنا التفكير به ، فيمر كما  يقول بسرعة , وأي تأخر في مجاراته بإتخاذ موقف صائب تجاه ما يواجهنا به من أمور تتطلب سرعة البت بها ، يضيع علينا قدرة حسم ما يأتي . لهذا كان يرعى ويهتم بالشباب من الرفاق بأعتبارهم عنصر حركة الحزب بين الناس , يحثهم على ضرورة التواضع  والتعود الى اﻷنصات للأخرين , وعدم التطير من اﻷفكار المغايرة  والمطروحة مهما كانت بدائية داخل التنظيم فحسب . فرسائله المحملة بأخبار الوطن واﻷرشادات التي بعث بها وأنا في كوبا مع مجموعة من شبيبة العالم , ﻻ زالت تأبى مفارقة الذاكرة ناصحا إياي استغلال الوقت لتعلم اﻷسبانية , وفعلا تم ذلك بحيث في آخر فترة الدورة استعضت عن اﻷنكليزية باﻷسبانية ., غادر الى الوطن بعد وصولي الى بودابست بأشهر, التقيته للمرة اﻷخيرة في مهرجان الشبيبة العاشرعام 1973 ببرلين ، ليصبح هذا آخر لقاء بيننا ، حيث أختطف مع آخرين أواخر عام 1979. فما كان إلا أن نتحرك في المحافل الدولية لشن حملة تضامن مع شعبنا ، فإتصلت بأصدقائه وزملائه في إتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي لهذا الغرض لمطالبة النظام العفلقي بمعرفة مصيره وأطلاق سراحه مع من أختطف . هنا طغت المصالح وتداخلت العلاقات السياسية فحالت دون التضامن مع شعب كان يصفى وطنييه ويغيبون تحت التعذيب بأيدي جلادين مساكين وهم يضحكون .
بعده شغل منصب سكرتارية انحاد الشباب الديمقراطي العالمي(وفدي) الشهيد فهمي الحكاك . الذي كان يؤكد على تحقيق مباديء الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية ، إذ كان يؤكد على أنه إذا  اردت أن تخدم حزبك وبالتالي شعبك ما عليك الأ أن تبدع في مجال عملك وأن تكون اينما يكون في حاجة لخدماتك ،  يجب أن تصغي للآخرين , وان تطغي نشاطاتك الطبقية على نشاطات المعادين لها ، من حيث الكمية والنوعية ، فالمعركة اليوم كما كان يقول عند تصاعد الهجوم البعثي على الحزب هي معركة تثبيت الروح الوطنية التي تحتاج الى نهج فكري يؤمن بالديمقراطية في حياة الحزب الداخلية . ليته الآن بين صفوفنا ليرى ان تمنياته قد تحققت , فالديمقراطية قد تعمقت في حياة الحزب الداخلية ، وإتسع حراكه الوطني ذو اﻷبعاد الأنسانية والإجتماعية ، فها هو الحزب يجسد تنسيق الحراك الجماهيري في ساحات ألتظاهر ، تطبيقا لموضعة الخالد فهد ، قووا تنظيمكم قووا تنظيم الحركة الوطنية ، فخرج مع إسلاميين وطنيين معادين للطائفية والفساد ، بإتلاف سائرون لوضع حد لهما وكنسهما آثارهما السلبية من العملية السياسة 
لن أنسى أبن القوش الباسلة الدكتور سلمان داوود جبو الذي لبى نداء الحزب في معركة الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان ، فإستشهد في الطريق لكردستان العراق . فذاكراه فرضت نفسها ، بشكل لا يمحى من الذاكرة بما كان يتمتع  به من علاقات حميمية ، مع قابلية تقديم المساعدة للأخرين ، ما فيهم من لا يروق فكره لهم . بالرغم من إدراكه من انهم كانوا يستهدفونه ضمن حملاتهم لتصفية شيوعي الخارج . لقد امتاز الرفيق الشهيد بهيأة ذات طلعة عراقية اصيلة ومميزة ، تدل على اصوله الكلدانية , التي تأخذك الى عالم مدن العراق الاثرية بابل ونينوى وإلى مكونات مجتمعنا العراقي العرقية ورثة  بناة حضارة وادي الرافدين  ورجالاتها . امتاز بمرحه الذي يقارب الطفولة في براءتها
في سوريا كانت رفقتي القصيرة مع الرفيق هادي صالح (ابو فرات ) العامل في مطبعة المدى بدمشق . بعد إزاحة الدكتاتورية عاد الى الوطن وعمل في نقابات العمال . إستشهد خنقا بسك بعد تجليسه على الكرسي ،من قبل عصابة لم يروق لها أن تحتل الطبقة العاملة العراقية مواقعها الرائدة في طليعة نضال شعبنا من أجل حياة حرة كريمة ، وعند عملي في طرابس ليبيا . عملت مع الرفيق شاكر اللامي ( ابو علي) أغتالته ايادي الطائفية ، ليستشهد مع العشرات الذين تصدرهم الشهيد سعدون وكامل شياع على ايدي طائفيين لا يروق لهم  أن يواصل نجم الحزب سطوعه     
 في سماء الوطن ، هوﻵء وغيرهم غادرونا جسديا ولكنهم بقوا عالقين بفكارنا بإعتبارهم رواد الشهادة من أجل صيانة فكر الحزب ووحدته 
المجد والخلود لشهداء حزبنا الأبرار