المحرر موضوع: ارضنا كانت تحتضننا لم تعد تحبنا  (زيارة 879 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حبيب الشابي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

انها حرب شاملة فالبلد على عتبة انفجار سياسي يحضر له منذ سنين، ويضع طائفة في مواجهة اخرى ومذهبا في مواجهة مذهب وسيتقاتل ابناء المحلة الواحدة.اننا امام حرب وشكل اخر من اشكال سفك الدماء يعيشه العراقيون يوميا ناهيك بشريعة الغاب التي تسود بعض المناطق، واغتيال من يجرأ على التعبيرعن رأيه او الدعوة الى التغيير،وعمليات خطف (واحيانا قتلهم) لمجرد انهم اهداف سهلة وضحايا عزل. قد تكون الحرب التقليدية ارحم من الفوضى التي تعم العراق وتحوله ارضا خصبة لتفشي شريعة الغاب والتقسيم وسيقسم البلد على اساس الطوائف والمذاهب، وسوف يبقى العراق الذي عرفناه فالامال تتلاشى لدى معظم العراقيين معظمهم سيهاجرون بحثا عن الامن ومن يبقون لا خيار اخر امامهم وشرعت الابواب على مزيد من الفوضى والضياع.الحرب الاهلية التي تهدد العراق حاليا مصدرها التمزق العميق في النسيج العراقي. تخترق شرايين الوطن وعروقه. وعلى هذه الوتيرة لن يبقى هناك شيء للدفاع عنه.كثيرون باتوا يدقون ناقوس الخطر بشأن المسيحيين فهم يهاجرون او يهجرون من العراق ويتعرضون للقتل او يشعرون بالقلق والتهميش ولو استمرت هجرة المسيحيين على حالها  فقد تخلو الارض في القريب منهم ما الذي يمكن ان يمنع هذا النزف المسيحي ؟ عددنا يتضاءل وسيستمر في هذه المسيرة المتعبة ما دامت الاوضاع تسير من سيء الى اسوأ، وما دام لا احد يفكر في الحلول الصحيحة لثبات الانسان في ارضه، وما دام اصحاب القرار يعملون مخططهم وان كان في تدمير الاخر وبالخصوص المسيحي المنفتح والمسيحي المشرقي المتمسك بعقيدته حتى الموت. لم يبق لنا خبزة في بلدنا .         الغريب يضطهدنا هل من الضروري التشبث بالارض التي تلفظني؟ ما اثقلها هذه الفقرات. نعم في الحقيقة إنها مرحلة دقيقة وهذا لا يقود الا الى طريق واحدة الا وهو الهجرة والرحيل، وستبقى الرسالة التي تتطلب منا ان نفهم لماذا نهاجر من بلدنا او لماذا نهجّر من بلدنا . المؤمنون المسيحيون في خطر وما يحصل مخيف جدا، فموضوع الهجرة مؤلم ونشعر ان الارض التي احتضنتنا لم تعد تحبنا ولا نبادلها الحب، فلا مجال للبقاء فيها، لذلك فكل منا يفتش عن ارض بديلة ووطن بديل من اجل الانتماء حتى وان ارتاب في ذلك. وما يؤلمني اليوم ان ارى ان هناك حملة واضحة ينظّمها الغرب السياسي فيكونوا علامة لتهجير مسيحيي الشرق من منازلهم واوطانهم،وما يؤلمني ان ارى ابناء شعبنا يرحلون جماعات عوائل وافراد ، في ليلة وضحاها نصحى على جارنا واذا به ليس في المحلة وان املاكه قد سجلت لاخرين فيبيعون عبر الانترنيت المهم حفنة دولارات تصل الى الراحل بطريقة الحوالة واليوم نحن على الماشي نبيعها فنلحق بالذين سبقونا فنكون مطيعين لاوامر صدرت من قاتلي الاصلاء وهم سبب رحيلنا وهجرتنا وهذه هي الحقيقة بعينها ومن يلومني على حقيقة الكلمة فتلك اوسمة وحقيقة الحياة التي بها امنت نعم هذا ما يحصل وتقسيم العراق على الابواب. ومن يريد ان يبقى فليبقى ومن يريد ان يهاجر فليهاجر
كل يعمل مايشاء