عنكاوا كوم تستذكر مرور (66) عاما على رحيل اللغوي المعروف القس يوسف قليتا
شخصية دينية استاثرت بمحبة الموصليين ومدرسة لقنت ابنائها اتقان اللغة الام
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيديستذكر موقع (عنكاوا كوم ) اطلالة الذكرى الـ66 لرحيل اللغوي المعروف القس يوسف قليتا في مدينة الموصل ، وبهذه المناسبة اجرى موقعنا لقاءا مع الموسوعي واللغوي القدير بينامين حداد تمحور حول بعض محطات القس قليتا ورغم رقود حداد في فراش العافية معانيا من لمرض فانه رحب بفكرة الموقع باحثا بين ثنايا كتبه والبومات صوره عن صورة نادرة للقس قليتا الى ان وجدها مهديا اياها لقراء ومتابعي الموقع ..
وقبل ان نبحر مع بينامين حداد في لقائنا نتوقف لمحطات عند ما كتبته مجلة لسان المشرق عن القس قليتا حيث ذكرت المجلة التي كان يصدرها الاب (المطران ) بولس بهنام بعددها الخاص بشهري كانون الثاني وشباط من عام 1952 بهذا النعي والذي حمل عنوان (وفاة قسيس فاضل ) حيث كتب محرر المجلة الاب بهنام :في يوم الاحد المصادف24 شباط الماضي لاقى ربه الاب الفاضل والرجل العامل يوسف قليتا رئيس الطائفة الاثورية في الموصل عن ثمانين عاما قضاها بالعمل المضني والجهد المتواصل وبناء على جهوده المشكورة في حقل اللغة الارامية السريانية وقياما بالواجب نحو هذا الرجل العامل نطلع قراءنا الاعزاء على شيء من تاريخ حياته المليء بالعمل والنشاط ..
ويتابع محرر مجلة لسان المشرق سرده لسيرة شخصية للأب يوسف قليتا يذكر فيها بانه من مواليد العام 1872 واسم ابيه هو ايليا ال قليتا ويضيف الكاتب بان القس قليتا احب لغته منذ نعومة أظافره فدرسها على يد أساتذة يجيدونها ونال منها حظا وافيا ويضيف بان القس قليتا درس ايضا الانكليزية فأجادها اما عن سيرته الدينية فيذكر الكاتب في سياق المقالة التي تناولت حياة الاب يوسف قليتا بأنه رسم شماسا سنة 1894 بوضع يد مطران رستاق شمسدين حنان يشوع ومنذ ذلك التاريخ بدا ولع الاب قليتا بالعمل المتواصل في طبع الكتب السريانية ونشرها وكان يجيد الإنشاء السرياني البليغ..
وفي سنة 1917 نال الشماس قليتا تفويضا عاما من لدن الجاثليق مار بينامين لطبع الكتب السريانية وتصحيحها وقد أثنى الجاثليق المذكور على عمل القس قليتا بالنسبة لهذا العمل ومما قاله في التفويض الممنوح والمؤرخ في 16 تموز سنة 1917:
( بناءا على همة ولدنا الشماس يوسف ال قليتا مار بهيشوع الذي يحوز غيرة كاملة بالاعمال الصالحة وهمة ونشاطا في التقوى ومخافة الله واطلاعا كافيا وأمانة بالعلوم الكنسية واللغوية منحناه تفويضا عاما لتصحيح كتبنا السريانية وطبعها ونشرها )..
ومنذ ذلك الحين حاز قليتا على مطبعة جهزها بالاحرف السريانية في اروميا وانبرى بتصحيح الكتب ونشرها .. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى التي انتهت في العام 1918 نزح مع زهاء الخمسين الفا من ابناء الطائفة الاثورية من أورميا وساماس وحطوا رحالهم في بعقوبة ..وفي مقدمة كتاب اللؤلؤة للصوباوي الذي طبعه القس يوسف قليتا كتب الأخير عن قسوة ذلك الامر مشيرا بانه ترك في اورمي اكثر من الف مجلد أربعمائة منها قديمة جدا وكانت هنالك 14 مخطوطة مكتوبة على جلد غزال وتتراوح قدمية تلك الأسفار بين 200سنة الى الالف قبل زمننا وقد تلفت كلها في الحرب العالمية الأولى .
وعاد قليتا الى الموصل بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى جالبا معه مطبعة استجلبها من الهند سنة 1921 بعد ان توفق في جمع مبلغ لإنشاء المطبعة المذكورة التي كان يمني النفس بانشاءها للحفاظ على جواهر اللغة السريانية حيث جهز المطبعة بأحرف هذه اللغة وباشر بطبع الكتب ونشرها ولابد من الإشارة الى الكتب التي قام القس يوسف قليتا بنشرها في ارومية وهي كتاب (اللؤلؤة) وهو من تأليف عبد يشوع الطوباوي حيث نشره في العام 1908 كما قام بنشر ( الكتاب المقدس) بحسب الترجمة البسيطة (فشيطتا ) ونشر الكتاب في ارومية سنة 1910 كما نشر كتاب (المجمع المختصر لقوانين السنادوست) للصوباوي سنة 1917 وكتاب الفردوس(فرديسادعذين) للصوباوي سنة 1918 اما في الموصل فقام بإعادة طبع كتاب (اللؤلؤة) سنة 1924 ونشر معه مقالة المؤلفين السريان واسماء المؤلفين للصوباوي واسماء جثالقة المشرق كما اعاد طبع كتاب الفردوس للصوباوي وكان ذلك في سنة 1928.
وفي سنة 1927 زار الموصل المطران مار طيمثاوس مطران ملبار الهند الاثوري لأمور كنسية فرسم الشماس يوسف قليتا كاهنا في الموصل في يوم 14 ايلول حيث تزامن ذلك مع الاحتفال بعيد الصليب وفوض المطران مار طيمثاوس للقس قليتا إدارة طائفة الاثوريين في الموصل وأطرافها فبذل القس يوسف قليتا كل جهد في هذا السبيل وانشأ مدرسة أهلية لبني قومه أدارها بنفسه عدة سنوات وتخرج منها كثيرون من المتعلمين ..
ونعود للقائنا مع المؤرخ والكاتب واللغوي بينامين حداد الذي اشار الى انه حصل على الكتب اللغوية التي وضعها قليتا خلال تولي بينامين حداد مسؤولية شعبة الدراسة السريانية في عام 1973 وكانت الكتب التي وصلتها تلقى على تلاميذ المدارس الاثورية الخاصة بمدينة كركوك بتلك الفترة ..
وتابع حداد ان الكتب التي وضعها قليتا كان يستخدم فيها اللغة السوريث بالاضافة للسريانية الفصحى وكان يطبع في مطبعته التي جلبها من الهند كل مؤلفاته اضافة للكتب التي ترده من مختلف الطوائف التي كانت موجودة بمدينة الموصل ..
واضاف حداد ان كل من تلقن تعليمه في المدرسة التي تراسها قليتا في تلك الفترة ارتقى بتعليمه ذاكرا من بين تلك الشخصيات منصور روئيل الذي تولى مسؤولية اتحاد الكتاب والادباء الناطقين بالسريانية في مطلع سبيعينات القرن المنصرم اضافة الى كونه خبيرا باللغة الام فضلا عن يوسف هيدو الذي تولى سكرتارية هيئة المجمع العلمي باللغة السريانية ..
وعن المناهج التي وضعها قليتا والخاصة باللغة السريانية ذكر حداد بانها ذات مستويات اربع وتحوي على نصوص دينية مستقاة من الكتاب المقدس اضافة لمواضيع انشائية تعليمية من نظمه ومواضيع تاريخية وبلدانيات ومنها موضوع لفت نظره وهو عبارة عن جولة افتراضية يتنقل فيها يوسف قليتا من ابرشية لاخرى ليرسم من خلالها خارطة الكنيسة الشرقية ..