المحرر موضوع: فتن كقطع الليل المظلم  (زيارة 650 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهند الخيكاني

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 17
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فتن كقطع الليل المظلم
« في: 11:10 17/02/2018 »
نحن في زمنٍ كثرت فيه الفتن وتنوعت، وأصبح المسلم يسمع أو يشاهد هذه الفتن بكرةً وعشياً، نزل بالناس كثيرٌ من البلايا والمصائب والمحن، وكثيرٍ من النوازل وانتشرت الفتن، ولله الحكمة فيما يقضي ويقدّر، فإن من حكمة الله أن هذه الفتن يتبين فيها صادق الإيمان من ضده، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين)َ العنكبوت:2-3،
يذكر المحقق الصرخي الحسني في كتابه العقائدي (السفياني ) تحت عنوان فتن كقطع الليل المظلم :
سبع فتن وفتن وفتن فكرية وإجتماعية وعسكرية شرقية وغربية بعضها يسبق خروج السفياني وبعضها يقارنه والآخر يتبعه ، ففتنتة السفياني ببطن الشام وفتنة تقبل من المدينة وأخرى من اليمن ورابعة من الشام وأخرى من المغرب وسادسة من المشرق وفتنة سابعة بمكة وفتن كقطع الليل المظلم بعد إن يدخل جيش السفياني الكوفة ، وفتن بلاء بني أمية وفتن بني العباس ورفع العلم وظهور الجهل وقلة العمل وكثرة القتل وقلة وندرة فقهاء الهداية والصلاح ،وكثرة فقهاء الضلالة والخيانة ، وشياع الجور والفساد وأمرت الأمة بالمنكر ونهت عن المعروف ، وخسوفات مادية ومعنوية بالمشرق والمغرب وجزيرة العرب، وخراب البلدان وظهور الدجال وخروج السفياني ،....
يا إلهي يا إلهي يا إلهي ما أكثر الفتن وما أعظمها وأشدها ، نسألك النجاة النجاة النجاة يارب العالمين بحق محمد وال محمد وقائم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
ونذكر بعض ما يشير لذلك
أ‌-مجمع النورين/المرندي/326.
قال (أمير المؤمنين عليه السلام ): ....ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة ، فلا يدعون أحد إلا قتلوه.....فعند ذلك (يا حباب) يتوقع بعدها ، هيهات هيهات ،وأمور عظام ، وفتن كقطع الليل المظلم...
ب‌-تفسير مجمع البيان /الطبرسي/ ج8/228.
عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه واله وسلم ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ،قال صل الله عليه وآله وسلم : فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس ، في فوره ذلك حتى ينزل دمشق... .
ت‌-المختصر /الحلي/141،درر الأخبار /حجازي /388.
عن النبي المصطفى صل الله عليه وآله وسلم :أوحى إلي (ربي عز وجل).... وقد جعلت فضيلة له أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول ، آخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ....
قلت الهي ومتى يكون ذلك ؟
فأوحى إلي: يكون ذلك : إذا رفع العلم ،وظهر الجهل،وكثر القراء، وقل العمل،وكثر القتل ، وقل الفقهاء الهادون ،وكثر فقهاء الضلالة والخونة ،وكثرت الشعراء ،واتخذ أمتك قبورهم مساجد ،وحليت المصاحف ،وزخرفت المساجد، وكثر الجور والفساد ،وظهر المنكر وأمر أمتك به ،ونهوا عن المعروف ،واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وصارت الامراء كفرة وأوليائهم فجرة وأعوانهم ظلمة وذوو الرأي منهم فسقة ، وتبدو ثلاثة خسوفات : خسف بالمشرق ،وخسف بالمغرب ،وخسف بجزيرة العرب ، ويكون خراب البصرة على يدي رجل من ذريتك تتبعه الزنوج ، وخروج رجل من ولد الحسن بن علي ، وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني .
فقلت : إلهي وماذا يكون من بعدي من الفتن ؟
فأوحى إلي وأخبرني (جل اسمه) : ببلاء بني أمية ،وفتنة ولد عمي ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأوصيت بذلك أخي حين هبطت إلى الأرض وأديت الرسالة ، فاحمد الله على ذلك كما حمده النبيون وكما حمده كل شيء قبلي وما هو خالقه الى يوم القيامة .
ث‌-المستدرك /الحاكم النيسابوري /ج4/468،كنز العمال /الهندي /ج11/116.
عن ابن مسعود قال : قال لنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم : أحذركم سبع فتن تكون بعدي : فتنة تقبل من المدينة ، وفتنة بمكة ، وفتنة تقبل من اليمن ، وفتنة تقبل من الشام ، وفتنة تقبل من المشرق ، وفتنة تقبل من المغرب ، وفتنة من بطن الشام وهي السفياني .
أنتهى كلام المحقق الصرخي الحسني .
فلنتق الله في أنفسنا، ولنبحث عن وسيلةٍ تخلصنا من هذه الفتن، ولا منجى منها إلا بالإعتصام بكتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، ففيهما النجاة لمن تمسك بهما، والهداية لمن عمل بهما، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )آل عمران:103، والإلتفاف على أهل العلم والتقى والدين، والله يقول: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) النساء:83، فأي الشائعات وأي الأفكار الضالة، يجب أن نقف معها موقف التمحيص والتنقية، فما كان من حقٍ قبلناه، وما كان باطلاً وضلالاً رفضناه، هكذا يكون الناس، البعد عن مواضع الفتن، والخلاص منها، وعدم الإنسياق إليها.