المحرر موضوع: كنوز السمائيين  (زيارة 432 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
كنوز السمائيين
« في: 15:58 17/02/2018 »
كنوز السمائيين
Oliverكتبها
- يدخر الحكماء في أوطانهم لأنهم عالمون أن غربتهم مؤقتة.يكنز الأبرار في السماء لأنها مستقرهم الأبدى.أقرب مكان للأبرار هو السماء و أكثرها أماناً ليضعوا فيها مدخراتهم الباقية.المؤتمن الأعظم الذى في يده يضعون رأسمالهم و يأخذون منه الأرباح بوفرة هو المسيح الغني الذى يضيف إلى أملاكك المزيد .لا يكتف بتقديم أرباحاً مضاعفة و لا مئة ضعف بل يجعل الأبدية ربحاً متواصلاً متنامياً لا يقدر بثمن.
- السوس و الصدأ متشابهان.كلاهما يتولد من الركود.يخرجان تلقائياً من نفس المعدن أو الخشب.الهواء الخارجي يسبب الصدأ للمعدن و يحمل البكتيريا للأخشاب فيتولد فيه السوس.كلاهما يعيشان في السكون أي عدم الفعل.أما السرقة فتحدث في الفعل و الفعل هو إعلان الناس بما يجب أن يكون في الخفاء. الركود هو عدم إستثمار الوزنات في محبة المسيح.التفاخر يجعل كنوزك معلنة قدام الشياطين فيسرقون تعبك.حصن كنوزك بالصمت و إسترها بالخفاء.إحذر أيها السماوي من حالة الركود في القلب كما من االتباهى و الشكليات التي تجعل حسد الشياطين ينهبها..السوس و الصدأ يتولدان من ذات المادة نفسها.سوس الذات و صدأها هو كثرة الكلام و الكبرياء معاً.أما السرقة فتحدث للناس بسبب التفاخر الكاذب و التباهى.عبادة الذات صدأ للروح.تجعل القلب يسوس و إن دام السوس يتحول إلى دود لا يموت و يصبح الوجه مطروداً من حضرة الرب.يضيع ما تعبنا في إقتناءه إذا أخبرنا الشياطين اللصوص عنه بالتباهي قدام الناس بأنفسنا.ثم نشتكي الخسارة و نتوجع لسرقة ثمار النعمة منا.
- ضع كنوزك في السماء بالصلاة فتصعد روحك و تتجول في موضع البر بغير حدود.الذين سلموا للثالوث الأقدس حياتهم إطمئنوا علي كنوزهم.تزيد كل يوم نعمة الرب عليهم. بالإيمان تسلم الرب كنوزك يداً بيد.يأخذها و يعطيك من محبته تعويضات لا تزول.الصوم لا يأخذك للسماء لكنه يأخذك للإتضاع الذى يرفع الروح للسماء فخذ من صومك إتضاعاً لتتأهل لكنوز السماء.العين البسيطة هي عين تضع نظراتها في السماء و تتطلع وجه الرب البسيط.العين النيرة هي التي تجد راحتها في حصور الرب و التغذى علي كلماته فيستنير الفكر و الجسد كله.خذ الكلمات تأخذ نوراً لداخلك لا ينطفئ.أما الباحثين فى التراب فينطفئ نورهم و يخسرون.
- خدام السيد الحقيقي يخدمهم المال.خدام المال ينكرهم السيد الحقيقي لأنه لا يقبل شريكاً.إذا حاربتنا الهموم فلنفعل هكذا.نسبح مثل الطيور بالصلاة حتي نجد أنفسنا قدام عرش النعمة فنضع همومنا و أحمالنا فنسمو و نسمو و لا تعد الأحمال عبئاً بل الصليب ربحاً.لأن حمل الهموم لا يقربنا للسماء و لو شبراً  أو ذراعاً واحداً بل يقربنا للموت و الأمراض كثيراً.فالهموم معطل للنمو السمائى.أما محبة المال فهى سد عظيم قدام إنسياب نعمة  الروح القدس في الكيان الداخلى.أما أنت يا إنسان السماء فإترك الهموم لتحلق كالطيور و ترتفع و إنفض عنك سيادة المال عليك و كن له سيداً فينهار الحجاب بينك و بين النعمة.
- أنظر زنابق الحقل التي تنمو بين الحشائش لكنها لا تتأثر بها و لا تأخذ من وصفها أو طبيعتها الجافة شيئاً. الزنابق أزهار برية تحتفظ لنفسها بجمالها و تعلم أنه مؤقت و أنها سريعة الترحال لكنها لا تتنازل عن جمالها و تفردها.نحن مثل الزنابق.لا نشابه العالم نعيش وسط حشائش غريبة بلا ثمر و نعرف أن وجودنا هنا مؤقت و أن الترحال آت بسرعة.لكن لنحتفظ بجمالنا للمسيح دون أن يبهت علينا أهل العالم حشائش الأرض التي للحريق.نحن نعط للعالم طعماً لأننا ملح الأرض.نحن نعط للعالم بصيرة لأننا نور العهالم.نحن نعط للعالم جمالاً لأننا نحن زنابق العالم  هذه التي تجعل له شكلاً بديعاً .لكننا لسنا كالزنابق نزول بين ليلة و صباحها. بل لأجل الملكوت قد خُلقنا. بقاءاً أبدياً  ينتظرنا كما ننتظره.فلسنا نموت و نباد مثل الزنابق.لنا جمال آخر ينتظرنا لكي نرثه.فلنطلب أولاً ملكوت الله و بره و هذا ما خلقنا من أجله و ما رده لنا المسيح بالخلاص بعدما كنا له خاسرون.
- يا كنزى الذى يعوض كل خسائر الأرضيين لك شكر القلب.بك صار لي إرث يوم مت لأجلي تاركاً لي ملكوتك ربحاً.لم أعد فقيراً منذ صرت لي و صرت لك.غناك صار لي فأعيش كمن يملك كل شيء.يوم أخذت مني كل عوز و جدب.في الحقل في وسطه صار لي كنز.أعلم مكانه و معي أدوات التنقيب عنه فما أبسطها.هي محبة تتعمق حتي تصل إلي الكنز,هي إنحناءة إتضاع حتي أقترب للكنز,هي فرح باللقاء حتي أستعد للكنز, ليس من صعوبة لأن إحسانك و سخاءك يسهل طريق التقوي و يمهد البر فنسير نحو الميراث و ندوس الصعاب.يا كنز العالم كله إفتح بصيرة الذين يشتكون الفقر و يشتكون الدنيا فإن الذى لهم هنا و هناك يكفيهم و يزيد.فلنسبح إلهنا السخى لأنه أفاض الكيل جداً.فلنشكر الذى يعط بسخاء و لا يعير.هو كنزنا و أصل الغني كله.