المحرر موضوع: قصيدة بلا عنوان  (زيارة 1338 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص اﻻشوري‬

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 350
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قصيدة بلا عنوان
« في: 11:44 18/02/2018 »
قصيدة بلا عنوان
_______________

بولص الاشوري
_______________

اتذكر أبي المسكين،
عندما يصيح!
يا ابني لا تقرأ كثيرا
حتى لا تصبح شيوعيا
وتكون مطاردا ومشردا
بلا هوية
لاننا شعب مهاجر من منطقة الى اخرى
ابتاه انا اعرف طريقي
الثقافة تنير عقلي
ولا يهمني السجون والمعتقلات
التي يصنعها الحكام
لكي تكون مصيدة لكل انسان
الياحث عن الحرية
ومعمل تصنع الرجال
لهذا الزمان
ابني الكبير، ألم تمرض عينيك
من القراءة؟
هل رؤيتك للحروف كما ترى
الحبيبة
وهي مستلقية وعارية
فوق فنجان القهوة الصباحية
ماذا لديك من الاحلام
كلاب الحكام خارج البيت
ويبحثون عن كتبك الماركسية
وفي التنور احرقناها  خوفا عليك
عجبي لك يا ابني
الا تخاف من الذئاب البشرية
بالامس مصوا دماء الاملايين
ولم يشبعوا
واليوم يبحثون عن الوليمة
فوق جسّد أمرأة شقراء اجنبية
لان الحب في شريعتهم
حرام في حرام
هكذا يقول ديوانهم الملعون
كل شيء لذيذ للحكام
وحرام للرعية!
ولكنهم يحكمون باسم الله
ويقتلون الحرية
ويشربون دماء الرعية
كانه مشروبهم المفضل
منذ يوم غزوتهم الدموية
لبلدان الشرق الاوسطية
طردوا الشعوب الاصيلة عن اراضيهم
وفوق رؤوسهم سيوف دموية
لانها فتوحات همجية ووثنية
تتحدى من يرفع رأسه
نحو السماء
يناجي ربه بكلمات سرية
اه يا ولدي..
انا من الارض السفلى
يحترق قلبي اليك
هكذا تبقى مطاردا
منبوذا
بلا وطن
ولا هوية
اخ من هذا الزمن السيء
الذي لا يرحم الانسانية
أتتذكر اراضينا  في هكاري
وبلاد الشام
وبلاد النهرين
بين الجبال العالية
وسفوح مخضرة وملونة بانواع
الاثمار الطيبة
كنا نصيد الدببة القوية
كنا ابطال نتحدى الطبيعة
ونلوي عنقها بسهولة
لاننا كنا اقوياء
ومتحّدين كالزوبعة
ولكن سيوف  الغجر
نالت منا كثيرا
وشردتنا طويلا
واليوم نبكي اطلال نينوى
وأشور
ونترك جماجم الشهداء
في الطريق للذكرى
ربما يوما ما تتفتح كزهرة حمراء
تناجي الارواح البريئة
ابتاه انا حزين ومشرد
لا اعرف كيف انهي القصيدة
وهي تصرخ بيّ
لا تبك مثل العجوز
كن رجلا واتبعني
الى ....وليمة الموت المجانية
_______________
١٥/٢/٢٠١٨/تورونتو
ملاحظة: القصيدة كتبت نفسها بلا رسم بالكلمات العارية.