المحرر موضوع: الشاعر الغنائي السوري محمد الحاج علي: أدوات الشاعر الناجح أن يحاكي الناس بصدق  (زيارة 883 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشاعر الغنائي السوري محمد الحاج علي: 
أدوات الشاعر الناجح أن يحاكي الناس بصدق
 
 
حوار / كاظم السيد علي
ان الشعر هو تعبير صادق عن احاسيس الناس وطبيعة المجتمع ، فالشاعر مرآة عصره ، وبيئته .يصور بما تشاهده رؤياه فيصورها بالصورة الصحيحة والواضحة والكلمة المتجددة الرصينة ،من هذا المنطلق ومنذ   دخوله المدرسة تعلق بالأدب العربي و بقصائد العديد من الشعراء  بهذا المضمار ، حتى اخذ فيما بعد يهتم بالشعر العامي أي (المحكي ) شغوفا به ،يعود ذلك الى البيئة التي نشأ فيها ، وثانيا من خلال متابعته للشعر العامي العراقي و استماعه له  باستمرار ولمفردات الغناء العراقي التي  عشقها بشغف وخاصة  اغاني الفنان علي محمود العيساوي في تسعينات القرن الماضي ،  واصل الشاعر محمد الحاج علي .. مرحلة مشواره الشعري ،هكذا تعرفت على بدايات هذا الشاعر الطموح والمعروف  في المشهد الشعري  السوري ب(شاعر العاصي ) وفي بدا حواري معه سالته : لماذا تلقب بشاعر العاصي  وماذا يعني لك هذا ؟ فقال :
-العاصي من اجمل الأنهار في بلدي سوريا وقد تربيت وترعرعت على ضفافه ومنه تعلمت معنى الجمال والمغامرة والتأمل بكل شيء من حولي وهذه من أهم الأدوات التي تهيئ الشاعر للأبداع أو قل إن شئت قادرة على تفجير الأبداع الحسي والفكري داخل الأنسان وأعتبره شارك بتربيتي منذ الطفولة مع والدتي وتعلمت منه الكثير.
* كيف تبلورت بدايتك مع الشعر ؟
- أنني أذكر ميولي واهتمامي في المدرسة لمادة الأدب العربي ومادة التاريخ وكنت بلا وعي أطرب لقصائد العديد من الشعراء في كتب المنهاج الى أن دخلت عالم الشعر الشعبي من خلال الشعر العراقي في عام 1992من خلال استماعي للفنان علي العيساوي الذي فتح لي ابواب عالم الطرب العراقي بجميع عناصر أبداعه من خلال استماعي لهذا الفنان الراقي.
* ومت كانت البداية الفعلية لحياتك الشعرية ؟
-أنا أكتب الشعر منذ طفولتي كنوع من التعبير عن ذاتي وما أشعر به لكن كان احترافي الحقيقي في عام 2000عندما تمت دعوتي من عدة شركات كاسيت في مدينتي للتعامل مع مطربين من أبناء المدينة وكان عمري ذاك الوقت 20سنة.
* والغنائية واهمها ؟
-انا استطعت أن اصيغ أغنية أصبحت فلكلور حقيقي لكل أبناء مدينتي الحبيبة مدينة الرستن الواقعة شمال محافظة حمص ولدي الكثير من المواويل التي انتشرت في سوريا وقد يكون من أجملها موال( ليش الصقر بالسما محد يكربلا حما.. ولوصار جوا القفص النذل يصير زلمة ) للفنان الراحل خيرو فطراوي وأغنية كرت الفرح للفنان نعيم الشيخ والعديد من النجوم من المطربين الشعبين.
* من  هو اكثر تميزا وحضورا القصيدة او الاغنية عندك ؟
-لا ليس هنالك شاعر محدد ولكني قرأت للكثير من الشعراء المبدعين العرب وانتقلت ما بين الشعر الفصيح والحديث الى الشعر الشعبي طبعا قرأت نزار قباني وأدونيس واحمد درويش وبدر شاكر السياب وجبران خليل جبران وشعبيا قرأت من العراق لأسماء مهمة وكبيرة مثل كاظم اسماعيل الكاطع  ومظفر النواب وكريم العراقي وعادل محسن كما قرأت في مصر للراحل عبدالرحمن الأبنودي وصلاح جاهين واحمد فؤاد نجم في بلدي سوريا كنت من جلساء الشاعر الكبير عمر الفر ومن عشاق الشاعر حسين حمزة وهم من أهم الأسماء الشعرية في سوريا على الصعيد الشعبي.
* ماهي ادوات الشاعر الغنائي الناجح تتميز باي شيء في رأيك ؟
-من أهم أدوات الشاعر الناجح أن يحاكي الناس بصدق وأن يضع حرفه  كريشة العود على معاناتهم واحلامهم وتطلعاتهم أما مهنية فلابد أن يبحث عن التجدد بصورة الشعرية وأن يعتمد أفكار جديدة تكون بمثابة بصمته الشخصية وأن لايكون امتداد لأي شاعر مهما على شأن هذا الشاعر حتى لا يكون تكرار وامتداد لغيره فالناس بطبيعتها تتبع الأصل وليس الفرع.
* ماذا في حقيبتك الشعرية ؟
-اغنية جديدة بعنوان( مافي انساك ) للمطرب اللبناني صبيح مظلوم.
* ماذا تقول شعرا  للمرأة حين تقف امامها ؟
- أما إن وقفت أما امرأة جميلة فسأحاول أن أبحث في عيناها عن عينان زوجتي وحبيبتي التي فارقتني باكرا وبشكل مفاجئ  :
ليتها ليلة معاكي..
 ليلة تعادل عمر
وأدخل عوالم من حلاكي
وأنهي عذاب الصبر
وأشم خدودك ورود
وأنتشي شفافك خمر
 وأنصلب عاشق عاصدرك وأطوف حول الخصر
 ليتها ليلة معاكي ليلة تعادل عمر
* من الشخصيات الشعرية السورية اثرت في حياتك ؟
-أهم شاعر سوري تأثرت بيه وللآسف لم يأخذ حقه ومكانته من ناحية الشهرة وهو الشاعر حسين حمزة  طبعا كشاعر شعبي يحاكي الشارع السوري بأقرب الطرق والمفردات البسيط ذات العمق الوجداني وطبعا أكيد نزار قباني ومحمد الماغوط هم أعلام الشعر السوري
 *وعربيا ؟
-تأثرت جدا بالشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي ومن العراق الحبيب تأثرت بعدة شعراء ومن أبرزهم الشاعر عزيز الرسام والشاعر كاظم اسماعيل الكاطع.
* رايك بالساحة الغنائية عربيا ونتاجاتها الحديثة ؟
- اليوم الأغنية العربية في أسوأ حالتها على صعيد الكلمة واللحن وحتى الأصوات نلاحظ للآسف أن الغناء أصبح مهنة ليس من له مهنة او اي شخص يملك المال نراه يتحفنا بكليب لا يحمل اي قيمة فنية إن كان على صعيد الصوت او الكلمة المسيئة لأذن المستمع والتوزيع بمعنى أن الوسط الفني يفتقد افتقاد كلي لحالة الأبداع الكامل والشامل في ظل غياب عمالقة وأصوات يكثر ويصعب ذكرهم عرفناهم في فترة التسعينيات على الأقل.
طلبت مني سيدي بيان رأيي في الساحة الفنية ونتاجها الحالي وأنا أرى أن الربيع العربي الذي لم يبقي لنا ربيع قد أمتد حتى للفن بصراحة ،بمعنى الساحة الفنية اليوم تفتقد بشكل حقيقي للحالة الإبداعية الخلاقة نفتقد لأصوات ظهرت في تسعينيات القرن الماضي بل ولكتاب وملحنين بنفس المستوى الإبداعي سيدي الكريم الفن اليوم أصبح أقرب للتجارة الرخيصة من خلال شركات  أتت  مغنيي ملاهي وفرضتهم علينا نجمات بعد فلانة وفلانة من الأصوات النسائية الحقيقية هل تذكر معي صوت الفنانة العراقية سيناء والعديد من الأصوات النسائية التي لن تتكرر الفن اليوم تجارة ليس أكثر ولايهم الأبداع او الموهبة.
* كف تفسر انتشار ظاهرة الاغنية العراقية اليوم في عالمنا العربي ؟
-أسمح لي سيدي الكريم أن اخالفك الرأي بموضوع أنتشار الأغنية العراقية لأن الأغنية العراقية كانت دائما منتشرا عربيا بل ومنافسة بقوة وكلنا نعلم أن عواصم الفن العربي بغداد والقاهرة وبيروت وهنا كانت مشكلتي بعدم الانتشار على صعيد واسع لأنني لم اكن اقطن إحدى هذه العواصم ولكن أنا قلق جدا على مستقبل الأغنية العراقية الحالية بعد ترجل فرسانها العظام والذي لم يبقى منهم إلا القلة القليلة الذين بدأوا يتجهون باتجاه الأغنية التجارية بعيدا عن أخلاقيات وأركان وثوابت الغناء العراقي صاحب اللون الخاص جدا.
 *واين تجد ملامح الابداع في مسيرة الحركة الشعرية الغنائية خلال معاصرتك لها ؟
  -أرى أن حركة الأبداع الشعري تألق جدا في حقبة التسعينيات  من خلال أصوات عربية غردت بكلمات شعرية يملئها الأبداع والصور الشعرية والوجداني التي كانت تدخل القلوب بدون استئذان وأنا فعلا أتساءل اين هم هؤلاء المبدعين اليوم.
 * قصيدة لم تكتبها بعد ؟
-القصيدة التي لم أكتبها بعد هي القصيدة التي تشبه تلك المرأة التي تكلم عنها نزار قباني في قارئة الفنجان ما زلت يا سيدي أبحث عن القصيدة التي أحلم أن تكتبني قبل أن اكتبها.
  *  هل قد ظلمت من الاعلام الذي لم يوصل انتاجك الى جمهورك ومحبيك ؟
-نعم ظلمت جدا لأننا لا نمتلك شركات إنتاج ضخمة في سوريا تشجع على الإنتاج الفني بل وأذهب أبعد من ذالك لم يكن لدينا يوم برامج او مسابقات تعنى بالمواهب الشعرية  بعكس ما كان يحدث من اهتمام بالشعر والشعراء إن كان في العراق او الأردن او عدد كبير من الدول العربية وهذا السبب الرئيس لعدم انتشارنا محليا بشكل صحيح وعربيا وعدم تعاملنا مع نجوم عرب او سورين.
* وعن مهام الشاعر في هذا الزمن العصيب ماذا تقول ؟
-الشعر في اي زمن رسالة وصوت وطن وضمير شعب وأنا اعتبر الشاعر رسول للمحبة وناقد ومصور لأخطاء سلبية قد تحدث في مجتمعه ورسام يرسم بقلمه ألجمال قصائد ليعلقوها على جدران قلوبهم وذكرياتهم ولا اعتقد أن هذا الزمن يحتاج الشعر بقدر ما يحتاج الى الوعي واللحمة العربية والوطنية والدينية بعيدا عن اي تفرقة او اي تطرف عندها يكون الشعر العلم الذي يرفع باسم المحبة والأنسان قبل كل شيء او اي اعتبار.
 * واخيرا ماذا يعني الشعر بالنسبة لك ؟
-الشعر بالنسبة لي رسالة سامية ويجب على الشاعر أن يكون سفير حقيقي لبلده وقضايا وطنه وأمته وأما على الصعيد الشخصي عندما أكتب الشعر أستطيع استنشاق عبير وجودي وأشعر أن لي بصمة ووجود في هذه الحياة.