المحرر موضوع: أصوات تستند على عكازة الفصول  (زيارة 1306 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أصوات تستند على عكّازة الفصول
كريم إينا 
           
أصوات تائهة
تجمعني بعكّازة الفصول
أستقبلُ غيوم إنفرادي
في مفترق النجوم
تطوفُ روحي بنسيم السماء
علّهُ تخضرّ كبوتي بعد إصفرارها
ظلّي المنسي يتقمّصُ شرفات الرخام
وهي تنأمُ بياض الأنبياء
سربٌ من الأشباح
يحلّقُ فوق أقمار فجيعتي
أعلنُ سكون ريحي الغامضة
وهي تهتفُ بإسم أشرعتي البيضاء
الذئاب وعيون المدينة تمرقُ نهاياتها الغامضة
مرّ همسي من ثقب إبرة
تطيرُ بجناح مكسور
وهي تخرقُ خيوط كفّي المستعرة
بين منطقة وسطى
ما بين الأرض والسماء
أفخاري المتقبقبة يضربها النردُ
فيخرجُ منها دمي المتحنضل
هكذا تدخلً نفسي في رأسي
وتحظى بقيلولة مبتلّة
عندما تسكبُ الليلة البهيمة أحزانها في قعر أقداحي
أنتشي في هاوية
ليس فيها فضاء منير
أسبحُ كلوح اليقظة الغير المرئي
وهو يحملُ جثّة المشلول
من سقف السطح
نحو الحياة الأبدية
أنا في غيبوبة الموسيقى
وهي تتدلّى من ناي المزمور 
لتصير رؤىً وعنادل تصدحُ في حلمي ليل نهار
صلصالُ الصمت المتزحلق ينبشُ تحتي
فيحيلُ دمي لوناً بصلياً
يذكرني بأفعى جدّتي الوديعة
لمن أصغي والزمان يسكبني في زلزال مهيب
أبوابٌ تقفلُ صدى روحي
وتنعقُ في دهاليزها المظلمة
مرّة أخرى أبكي على
إنشطاري الأخير
حين غسل الرماد وجهه بماء قداستي
إزدادت نجومه باللمعان
وظلّ الغرابُ يلاحقها
فتهربُ من شهواته الحالمة
أشلاء الجراح على نوافذ صبحي
وكأنّ العالم ترجّل من صهوة نومه
الغيثُ يبصقُ على حزن عشبه
ومعجون الطماطم يحتفل بعيده الثامن
كانت الأشباح تشدّ حبل مشنقتها
على دلو بريدي المائت
وفي تلك الأثناء رست أسنان مشطي
في زحام الغسق
لتنير ما تبقّى من ألوان الزحام
ألمسُ فصول القرنفل
من بقعتها الحالكة
لتضع وشم الشتات في مرآة عاكسة
حينها يخرجُ عبد الوهاب إسماعيل
مطمئناً نحو الجنوب
الليل يخفي فضاءهُ المقدّس
ويتغلغلُ سريعاً على شفتي الكون
تمزّقني زفرات العسجد
من نقاء طهرها
وختم طقسها الممجّد...