الاخ الدكتور ليون برخو المحترم
تحية
ارجو ان يكون صدرك واسع لردي
حينما يكره الانسان شخص اخر فهو لا يرى اي شيء جميلا او خيرا في اعماله، لان هذا الشخص ينظر بنظرة سلبية على الاخر، وحسب ظني مثل هذا الشخص فقد احترامه، لأنه ينكر الحق الذي يريده لذاته ، فهذه القيم ان لم تكون متعارف عليها في المجتمع، فهو ايضا لن يحصل عليها، اي يفقد قيم الخيرة التي يستحقها . ان وجود اتهامات في ردودك المتكررة لغبطة ابينا البطريرك بلا شك اصبحت واضحة للجميع اتية من حقد شخصي منك له بدون مبرر.
في نفس الوقت كنا نأمل ان تكون كتاباتك موضوعية وملهمة لأبناء شعبنا كي يغربلون (يُعَيّرون) افكارهم حينما يقارنوها بأفكاركم. ولكن هيهات هيهات انت تكتب بروح الكراهية والحقد وانا نبهتك في رسائلي الشخصية ومن ثم عبر رودي لمقالات السابقة،
ابشرك ان المؤسسة التي رشحت غبطة البطريرك هي ( الجمعية من اجل الشرق)
L'oeuvre d'Orient
ومن بين الشخصيات الموقعة عليها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي نفسه وبعض الوزاء، لا بل وازيدك علم هناك شخصيات إسلامية وعراقية وقعوا على الطلب أيضا..
وهو لم يطلب من أحد تزكيته وانما هذه المؤسسة هي رشحته ووقع عليها العديد من الشخصيات الفكرية والعلمية والسياسية والاعلامية من المجتمع الفرنسي على رسالة ترشحيه.
عزيزي ليون اطلب منك ان تقرا العبارة التالية:" انا كأستاذ جامعي في جامعة رصينة ومعتمدة في السويد ضمن اختصاص العلوم الاجتماعية يحق لي أن أرشح أي شخص اراه اهلا لهذه ) .
الان السؤال لك لو كان غبطته كتابها كم مقال كنت ستكتب عنها؟؟
اخي ترى من حقك يعلو شانك وتحرمه على الاخرين؟؟!!
اما بخصوص اللغة هذه المرة العاشرة ان اجيبك عليها.
أوضح غبطته في كثير من المناسبات ان مهمة الكنيسة هي حماية وتعليم ونقل الايمان للمسيحيين من جيل الى جيل اخر، اي العيش في حالة النعمة البعيدة من الرذائل، ليست مهمتها فتح دورات تعليم اللغة، ولكن في نفس الوقت لم يمنع أي شخص او شماس او كاهن او مطران او راهب او استاذ اكاديمي مثلك من تعليم او الاهتمام بتعليم لغتنا،
اما قضية اتهامك له بتغير الطقس لا اتفق معك انه يريد تعريبها اي يجعلها باللغة العربية ( لان اليوم 75 % من ابناء كنيستنا لا يتكلمون العربية بعد، لانهم في بلدان المهجر) كما تحاول تشويه الصورة او كما تحاول تفهمنا.
لنكن واضحين في هذه القضية، اليوم نحن نتكلم لغة عامية (سويدتا) وهناك لغة الادب والطقس القديمة (سبريتا).كما تعلم هذه القضية ليست جديدة، لم يكن سبب وجود لنقل فرعين لنفس اللغة سيدنا ساكو، وانما تراكم الخبرات والحاجة والظروف والمجتمعات المحيطة بنا ادت الى ظهور فرعين لها.
هو يريد ان يترجم الطقس بعبارات يفهمها المؤمن الذي يعيش في الالفية الثالثة، لان أبناء كنيسته هم أبناء هذه العصر ليسوا أبناء القرن الرابع او الثالث او الأول الميلادي، وانت طبعا تعرف اكثر مني الشعوب تزحف الى الامام وليس للخلف! (لانه العقل يميل الى اختيار الاسهل للتنفيد والحفظ في الذاكرة)
يريد الصلاة او الطقس ان يكون في عبارات او مفردات مفهومة للجميع وان يشارك بل يرددها الجميع. بخلاف ذلك بعد جيل ان جيلين أبنائنا لن يعد لهم الامكانية فهم هذه المصطلحات.
وبما انك اعلامي كبير في جامعة رصينة اكيد لديك اخبار مستقبل اللغات العالمية التي هي بحدود 7000 لغة والتقرير الأخير الذي صدر قبل أيام حول خطر زوال اكثر من 90% من اللغات الحالية ومنها لغتنا بسبب سياسة العولمة التي لا مفر منها خلال اقل من قرن على ابعد ما يكون، فكنت أتوقع انت تبحث عن حلول عملية لحماية هذه اللغة المقديمة والمهمة والصيرية الإرث الكبير لاجدادنا، بدل اتهام غبطة البطريرك كرجل يشبه عمل مجرم حينما يقوم بدفن هذه الامة عن طريق ترجمة طقسها الى لغة حديثة.
تقرير عن مستقبل اللغات العالم
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,866421.0.htmlانا اتفق معاك بل ادعو مثلك الى كل مثقف وكل رجل سياسي وديني وخاصة الذي هم في حقل تدريس هذه اللغة ان يعمل توعية للتحدث وتعليم لغتنا، لكن لا اطلب من الكنيسة تسخير طاقاتها لتعليم اللغة وترك القيم الروحية والانسانية التي جعل من كنيسة تحمل لقب (الام والمعلمة) لكن اذا كان لها الامكانية فعلها فهو عمل مفيد بل مفيدا جدا.
اخي العزيز ليون أدعوك بل ارجوك ان تعيد نفسك في طريقة تفسيرك توجهات غبطته. فانت أكاديمي لست رجل تابع (زرتكا بلغة الام) لشخص اخر او جهة اخر مثل أصحاب الردود السيئة ضد غبطته في هذا المقال او غيرها الذين لا يستحقون حتى نذكرهم.
المخلص
يوحنا بيداويد